دعاء الروح :
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
يا مقلة رَنَتْ ، وثغر تبسّم ، ثم نضح عسلاً ،،، فسقاني .
ألِفَتْ الوصلَ حينا ، وحينا ضاق بالصّدّ ،،، هِجراني .
حَوراء أكَبّتْ[1] تهمي[2] على سَقَمي ،،، لترعاني .
فأجهشتْ[3] ثم بكتْ حُرقة تنادي ، كالطفل يحبو ،،، ليلقاني
فشربتُ من ماء عينها دمعا ، كينبوع دافقٍ ،،، فأرواني .
ثم دَنَتْ على نحر أقحط من لمس الحبيب منذ ،،، أزمانِ .
فقلتُ لما تغشّتْ[4] بالنصيف[5] ، يا دعاء الروح تعاظم النأي[6] وتكاثر ،،، حرماني .
فنظرتْ والنصيف اغرورق بالدمع ، كنقيع ماءٍ ،،، وتهتانِ[7] .
ثم تنهّدتْ ، فأسفرتْ[8] عن مكنون عشق رَزَح في ظلام سجن وظُلم ،،، سجّانِ .
ولمعتْ حمرة اللمى ، فكانت كبارق أجّ ما بين جبال ،،، ووديانِ .
فقلت رحماكِ ، ألْمِسي اللّمى جسدا تصحّر ، ونسي العيش ،،، كإنسانِ .
فعادتْ تَعْرى من قسوةٍ ، وعادتْ ليناً ، فغشّاها الغضّ ،،، وغشّاني .
ثم طوَتْ على الشوق قلبا ، وثنّتْ بشغفٍ ، والشغف ،،، طواني .
وادّكَرَتْ على غير فريضة ، نافلة إلى المليك ضراعة لتلقاه ،،، وتنساني .
فرمتني قهرا بإدبارها ! وتقطيع قوامها بسحره ،،، رماني .
وصلّتْ ثم سَجَدَتْ كالخزرجية[9] بأناة ، فكساها الحُسن ، والتوق ،،، كساني .
فبتّ في كَلْكَل الليل أرقب جمالا أغنى عما سواه ،،، وأغناني .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
حسين الطلاع
29/8/2010 م
المملكة العربية السعودية - الجبيل
[1] : أكبّ أي ثابر واستمر .
[2] : تهمي أي تصب والمقصود هو الدمع .
[3] : هو بداية البكاء أو التأهب للبكاء .
[4] : تغشى أي تغطى أو تلبس .
[5] : النصيف هو غطاء منتصف الرأس للمرأة ، وتلفه من منتصف الرأس وتديره حول وأسفل الحنك .
[6] : النأي هو البعد .
[7] : التهتان هو نزول الماء وهو من أسماء المطر .
[8] : أي كشفت .
[9] : الخزرجية : هي السيدة خولة بنت ثعلب الخزرجية ،،، التي نزل بها قوله تعالى ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ) ،،، وذلك عندما قامت تصلي ثم سجدت ، وكانت ذات قوام فاتن ، فرآها زوجها فتاقت نفسه إليها ، فدعاها فتمنعت ، فغضب ثم هجرها حينا من الزمن ،،، فشكت هجرانه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .