جَعَلَتْ مِنَ الشيءِ الَّذي
لا شيءَ مِثْلَ الشيءِ فيهِ حِكايَةً
ثمَّ انتَشَتْ في داخلي
وَتَصَوَّرَتني دُميةً
مِن ظِلِّ أُغنِيةٍ حَزينةْ
رََسَمَتْ خِيانتَها على جسدي
أخَذَتْ وجودي حُجَّةً لِوجودِها
مِن دونِ أُغنيةِ المَساءِ ولَحنِهِ
مِنْ قصةٍ وَهميةٍ ذُرِفَتْ دُموعُ العاشقينَ لأجلِها
قدْ أعلنتْ عَنِّي مُتَيَّمَ شَعرِها
وتَصاعَدَتْ مِثلَ الدُّخانِ تصاعدتْ
لا شيءَ مِثلَ الشيءِ في أحداقِها
يا بعضَ أُنثى لَوََّنَتْ أحداقَها
يا نصفَ أنثى لُوِّنَتْ أحداقُها
يا لستُ أدري كيفَ مخلوقٌ مِنَ النيرانِ أضحى في خيالي
كالمَلاكْ!!!
..........
طَعمُ الوجودِ بلا وجودْ
لحنُ الصباحْ
عِطرُ الصباحْ
والياسمينُ المُستباحْ
كَمْ كنتَ أبْلهَ يا أنا!!
كانتْ تخبِّئُ كلَّ أوجاعِ الزمانِ بلونِها
كانتْ تخبِّئُ غدرَها
وجحودَها وضياعَها وبرودَها
والذلُّ أدمى وجهَها
حتَّى ظنَنْتُ بأنَّها إنسيةٌ ونديةٌ ملكيةٌ ورديةٌ
جنِّيةً كانتْ ودربَ هلاكْ!!
كانتْ ملاكْ !!
لا فرقَ مثلَ الفرقِ بينَهُما
حرفٌ تغيَّرَ قدْ تبدَّلَ فيهِ شكلُ نِهايتي
فتخيَّلي يا أنتِ!!
أمْ أنَّها الحمّى وأنّي نائمٌ منذُ البدايةِ داخلَ الكهفِ العتيقْ
والزرقةُ الحمقاءُ في عينيكِ أفعى قد أتتني علَّني أصحو على موتٍ جديدْ
لأقولَ للعمرِ المديدِ على ضِفافِ النهرِ ريحُ العهرِ تملَؤها
بَقايا ثغرِكِ
فوقَ الهضابِ عَرَفتُكِ
بينَ الهِضابِ عرفتُكِ
لما الشفاهُ تبدَّلتْ ألوانُها
وتغيَّرتْ ألحانُها
لمّا الخجولَةُ قدْ تغذَّتْ أصلَها
وتصاعدتْ كالخُبثِ طالتْ خُبثَها
لأقولَ للعمرِ المديدِ بأنّني حقّا فَرِحْتُ بموتِها
لِمَ تكذبينَ على البشرْ؟!
سطّرتُ ألفَ مصيبةٍ مِنْ قبلكِ
وعشِقتُ ألفَ مصيبةٍ في عهدِكِ
وعرفتُ ألف مصيبةٍ من بعدكِ
عينايَ لا ليستْ لكِ
شفتايَ لا....
قلبي أنا جُلَّ البلاءُ على رباهْ
عَلِمَ البشرْ
لكن إليكِ رسالتي
فلتحفظي عن ظهرِ قلبٍ ما أقولْ
قولي أحبُّكِ بعد ما كانا
فاسمي أنا قد صارَ عنوانا
إنْ كانَ فيكِ الحبُّ إنسانا
فلتشهدِ الدُنيا بزيفٍ في المقولْ
كلّمتكِ بعدَ الرجا
وبحثتُ يوماً بعدَ يومٍ عن طريقٍ علّني
ألقَ لنفسي مخرجا
حتى أتاني ظُهرُ يومٍ عاصفٍ
فرأيتُكِ ترجين غيري مثلما جئتي إليَّ ذليلةً
فَتَركتُكِ , عُدتي إليَّ ذليلةً
فَتَركتُكِ
هذي الحكايةُ كلُّها
فلتجلسي
ولتيأسي
ولتخرسي
طعمُ الوجودِ بهِ الوجودْ
لحنُ الصباحِ أتى الصباحْ
ولتَمْلُكي أنتِ جنونَ الياسمين المُستباحْ