الوجه

أمسك بفرشاته وأخذ في وضع خطوطها ..تلك اللوحة التي راودته فكرتها أياما قبل أن يشرع في رسمها...مجموعة وجوه..فقط مجموعة وجوه...ولكن لكل منها ملامح وقسمات مختلفة..لفت نظره واحد منها...خيل إليه أنه يوجه إليه نظرات مختلفة...فعندما رسمه رأي في ملامحه تعبيرات "الموناليزا"...بعد قليل خيل إليه أنه وقد قطب جبينه يرسل نحوه نظرات كشواظ من نار وكأنه يقول: لماذا رسمتني وسجنتني بين قضبان إطار لوحتك؟؟

في اليوم التالي لرسمها ارتسمت فوق جبين الوجه المتمرد آكام من سحب الغضب..آخذ الرسام في تعديلها بإضافة بعض الألوان..ما أن انتهي حتى ألقي بجسده المنهك فوق أقرب أريكة...تنفس الصعداء..غفا قليلا..وهنا خرج الوجه من الصورة مادا ذراعيه نحو رقبته...حتى إذا بلغت التراقي..هب الرسام من غفوته مذعورا...فاكتشف أن الليل قد انتصف..

طمأن نفسه بأنه لا بد أن يكون كابوسا...غطي اللوحة بستارة قماشية سميكة..نظر نحوها ثم عبس وبسر..ثم فكر..ثم نهض ليفعل شيئا..ثم أدبر..نام ـ بعد معاناة ـ وقد بيّت أمرا.

ما أن تنفس الصبح حتى هب واقفا..أمسك بفرشاته..غمسها في اللون الأبيض...اتجه نحو اللوحة..أزاح عنها الستارة..ابتسم في وجه بعض الوجوه..وعندما وجه بصره نحو الوجه المراد إزالته..ارتسمت فوق وجهه هو علامات الدهشة والذهول...لقد غادر الوجه المكروه اللوحة تاركا مكانه شاغرا 0

إغراق في الخيال
فالقيد دوما مكروه حتى ولو صار في شخوص نحن أبتكرناها وذلك لإيماننا بالحرية لذا نرفض هذا القيد والحصار في اعماقنا ، وخاصة إذا أتقنا هذا العمل فيكون الرفض أشد لو رأيناه مستسلم لقيودنا ، فنرجو له الإنطلاق ...
خيال رائع من إنسان فنان .
تحياتي أيها الرائع ـ د. أحمد فنديس

أخي العزيز د أحمد فنديس
أود الترحيب بك بيننا في الواحة قلما مبدعا نابضا ألقا و صدقا .
أجمل ما في القصة الحديثة الفنتازيا الرائعة التي تشحن ذهن القارئ بعشرات الاحتمالات و تمسك بتلابيبه حتى الحرف الأخير .
أتمنى أن نقرأ لك المزيد هنا
دمت في خير و عطاء

نعم أختي عبلة..القيد دوما مرفوض ومكروه ولكن...عند كل نفس أبية حتى لو كان قيدا ذهبيا...فالطائر الحبيس يكره القفص مهما غلا ثمنه ...والحرية والانطلاق تاج فوق رؤوس الأحرار لا يشعر به إلا المقيدون...شكرا لك وتحيتي لشخصك الكريم

الأخ الكريم سعيد...شكرا علي ترحيبك الجميل..وعلي قراءتك للنص...وتحليلك الرائع له..قد أكون مقلا في إسهاماتي بواحتكم الخصبة...ولكنني أشعر دوما بالدفء والأمان عندما أكون فيها...بإذن الله ستقرأ المزيد...دمت بكل خير