هذه القصيدة كُتبَت لمسابقة شِعرية كان موضوعها: (مِن أسمى المعاني الإنسانية في قلوب البَشَر.. الحُبّ)لا تَسْمَعُوا لقصيدتي
قُلتُمْ بأنّ الحُبَّ أسمى غايةٍ اللهُ أَوْدَعَها قُلوبَ الناسِ ودعوتمُ الشعراءَ كي يتنافسوا ويقدِّموا شِعراً عن الإحساسِ فبأيِّ حَقٍّ نُمْسِكُ الأقلامُ بِاسْـ ـمِ الحُبِّ، وهْوَ مُكبَّلُ الأنفاسِ؟ إني غَنِيٌّ بالمشاعرِ مِثْلُكُمْ لكنْ سَأُعْلِنُ مِنْ غَدٍ.. إفلاسي أأقولُ: "عاشَ الحُبُّ".. بَعْدَ مماتِهِ؟! وأُقيمُ بين قصائدي أعراسي والمسجدُ الأقصى يُعاني دَهْرَهُ مِن عُصبةِ الأوغادِ والأنجاسِ؟!
لا.. لن أُكَذِّبَ دمعةَ الأقصى الأسيرْ لن أمحُوَ الحُزْنَ المُعتَّقَ في الضميرْ لن أَدفِنَ الصرخاتِ في أعماقِنا لن أُطفئَ الغَضَبَ المؤجَّجَ في الصدورْ فالقدسُ في أحضانِ طِفلٍ تحتمي والطفلُ يمضي، لا يخافُ مِنَ المصيرْ ويقولُ: "يا أُمَّاهُ.. أينَ ذخيرتي؟" فتقولُ: "قَاوِمْ بالحجارةِ يا صغيرْ" !! يا حُبُّ عُذراً.. لستَ مِن أحيائنا بل أنتَ يا مسكينُ مِن أهلِ القبورْ فالمسجدُ الأقصى رهينُ رصاصةٍ مِن غادرٍ.. والقدسُ في النزعِ الأخيرْ!
يا حُبُّ أينَكَ في بلادِ المسلمينْ الساجدينَ الراكعينَ العَا...... جِزينْ ؟! قتلوكَ في كل البلادِ وصَفَّقُوا وسيعلمون بما جَنَوا عِلْمَ اليقينْ قتلوكَ في الأقصى الشريفِ.. وَلَيتَهُمْ دَفنوكَ.. بل عَبَثُوا بِجِسْمِكَ هازِئينْ سُحقاً.. لمن فَتَحَ البلادَ لِخَصْمِهِ لِينالَها.. لم يَرْعَ حُرمةَ أيِّ دِينْ سُحقاً.. لمن لاقى عَدُوّاً غاصِباً بالجُبْنِ والخذلانِ.. مُنْتَكِسَ الجَبينْ يا سادتي.. لا تَسْمَعُوا لقصيدتي فقصيدتي.. لا تَمْلِكُ النصرَ المبينْ
لو كان هذا الحُبُّ قلباً لانفطَرْ لو كان سَهْماً مِن عِنَادٍ.. لانكسَرْ لا تَتْعَبُوا في البحثِ عنْ ذاكَ الذي تَدْعُونَهُ حُبّاً.. فقدْ خَسَفَ القَمَرْ الحُبُّ ليسَ قصيدةً في محفلٍ الحُبُّ ليسَ مَهازِلاً في مُؤْتمَرْ الحُبُّ شيءٌ.. عاشَ بين ظُهورِنا دَهْراً.. فلمَّا بِيعَتْ القدسُ انتحَرْ يا ربِّ.. إنك قادِرٌ.. فافجُرْ لنا ينبُوعَ حُبٍّ.. في قلوبٍ مِن حَجَرْ يا ربِّ إنا قد فَقَدْنا فارِساً يمضي إلى التحريرِ.. فارْزُقْنَا.. (عُمَرْ)