بسم الله الرحمن الرحيم
،
اليوم أكتب إلى وطني الجريح ، الجزائر زهية البلدان ، بلادي التي أعشق أرضها وأفتخر بمجدها

وتاريخها العريق ، الجزائربلد المليون ونصف المليون الشهيد، وطني الغالي يشبه امرأة فاتنة تتعذب الليل

مع النهار وكأنها اقترفت ذنبا عظيم ولكن ذنبها الوحيد أنها خلقت فائقة الجمال، بلادي العزيزة تتمثل لي


كأميرة حسناء تنام في قصر بدون حراس مما جلب لها الأنظار والأطماع، فكل أمير يحاول التقرب منها


لامن أجل حبها ، بل من أجل مصالحه الشجعة وحتى يصبح الآمر الناهي فيتصرف في خيراتها وثروتها

وطني يشبه الأرملة التي تسهر على تربية ولدها التربية الحسنة وتعمل بجهد حتى يلتحق إبنها إلى

أفضل المدارس وتعيش يوما بعد يوم وهي تنتظر لحظة تخرجه من الجامعة ,لكن هذا الإبن الشقي المسلوب

الإرادة ينسى فضائلها سرعان ما يتعرف إلى إمرأة أجنبية التي تطلب منه السفر معها فيلبي طلبها لأنه لا

يستطيع أن يرفض لها طلبا ، وعندما يغترب هذا الشقي ينسى عادته وتقاليده ومبادئه الدينية فيغير إسمه

للأنه يجلب له المشاكل وكذلك حتى يحصل على الجنسية،ثم تقنعه الأجنبية بشرب الخمر وعندها يدخل في

دوامة كبيرة وصراع داخلي ولكنه يهزم ويساق كما تساق البهائم فيصبح مدمنا على الكحول و الملاهي الليلية حتى يصاب بمرض خبيث ، فيعزل كما تعزل الشاة المريضة وهكذا يخرج من معترك الحياة وقد رسب في كل امتحاناتها فخسر دنياه أما آخرته فعلمها عند عالم الغيوب الواحد القهار الذي لايحيط بعلمه أحد.