أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: مرثية للحب المخنوق ........

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    المشاركات : 19
    المواضيع : 8
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي مرثية للحب المخنوق ........

    مرثية للحب المخنوق ........

    قصة/محمد خليل



    مرثية للحب المخنوق

    مشاهديّ الأعزاء :


    وعدناكم منذ سنوات خلت أن نعرض أولا فأول مشاهد مسرحية ( أقتلهم قبل أن يقتلوك ) .. والليلة حان

    الوقت لنعرض مشهدا جديدا .. فأرهفوا السمع وأقلوا الكلام ..وأيقظوا من الأحلام النوام..

    (مجموعة إرشادات وتعريفات أولية لزوم فهم المشهد )

    ( رجاء غاية في الأهمية )

    إضحكوا .. وقهقهوا جيدا حتى تصطدم الرؤوس الخاوية في الأقفية المفلطحة ..... ,, ألم تقل الحكمة شر

    البلية ما يضحك؟ ..

    (محظورات)

    لا تجزعوا .. وعندما تخرم آذانكم آهات المجروحين لا تعبأوا .. واعملوا بنصيحة الحمقى والمخبولين (

    أذن من عجين .. والأخرى من طين )

    (مطلوبات)

    إطالة الشعور والأظافر .. وتوسيع الحناجر..

    ( المكان )

    غابة عربية .. عبرية غربية .. سنية شيعية .. كردية أردية .. تاهت بين أجماتها العزة الإسلامية ..

    ( الزمان )

    الحاضر والمستقبل والمجهول ..

    ( الخلفية )

    ابتسامة من الوجه .. وعناق للرأس .. وخنجر فى الظهر .. ونشوة بلحم شقيق مقتول ..

    ( الديكور )

    أنا وزوجتي وولدي وابنتي ..

    ( الإضاءة )

    نيران المدفعية .. تشتعل الآبار .. ترتفع النار .. تضيء الطريق لدمار الديار ..

    ( الموضوع )

    ذات ليلة هادئة جلست وصغيري أمازحهما وأشرح لهما الدرس الأول في معنى العروبة والسلام .. قلت

    وقد غلبني الحنين للحلم الكبير:

    ــ والنيل يا خديجة والفرات ودجلة انهار من عسل مصفي .. تتصل بها كل شرايين العرب .. فتتواصل

    الأرواح .. وتتفاعل العقول .. فتتولد الأفكار .. والأفكار يا بني تجلب الدينار .. والدينار يأتي بالدولار ..

    والدولار يفعل العجب .. وتوقف لساني ..وقلت لنفسي " فتنفتح شهيتنا للرخاء والبغاء والغباء والحياة " ..

    عندئذ تلبسني شعور بالإمتعاض والإنقباض.. ورغم أنفي إبتسمت وأردفت :

    ــ هذه يا ولدي حقيقة العربي بالعربي .. الكل في واحد .. الناس .. والأرض .. والزرع .. والنفط ..

    والعرض .. والذهب والتاريخ واللغة .. والدين والألم .. كلها يابني تصنع الذراع والساق والخطوة ..

    وتجدل الوجدان والعقل والفكرة .. فهل وعيتما الدرس جيدا ؟ .. وصاح الحسن :

    ــ وعيناه يا أبتاه .. وسوف أحقق فيه أعلي الدرجات

    ونظرت إليه خديجة وهمست بصوت حنون رخيم :

    ـ حفظته أحسن منك وسأتفوق فيه عليك ..

    وبينما نحن نيام والأحلام تمرح في مخيلاتنا يتقدمها الحلم الكبير.. في هذه الهدأة .. وجدتني فجأة .. أتخبط

    في أولادي وزوجتي ومتاعنا .. في لحظة كل شيىء قد إرتبك ..كل الإضاءة ضاعت فى الحلك ..دوى

    المدافع إبتلع كل النداءات .. وبدد أزيز الطائرات كل الاستغاثات .. رحنا نلملم الضرورات لرحلة لا

    نعرف كيف تبدأ ولا متى أو كيف تنتهي .. ركبنا السيارة وانطلقنا بها .. كل الطرق مسدودة يحرسها

    الموت أو تعبث على مخارجها الشياطين ..بدونا فى حالة مخاض في رحم حياة تترنح .. كلما لاح أمل في

    النجاة .. يتلاشى كالسراب في الفلاة .. وعندما سمحوا لنا بالخروج ساومونا عليه .. إمتدت مخالبهم

    واستولت على كل ما نحمله .. حتى زوجتي لم تفلت من عبث الصغار منهم والكبار.. وعندما تمسكت بما

    معنا من ماء .. وأبدت إستياءها من الاستيلاء عليه .. في لحظات ( يااااااااه ) لا أستطيع .. وهم يضحكون

    يتمايسون يتمايلون يتغامزون يتهامسون يتصايحون يتمازحون .. ويطلقون الرصاص فى خبل وجنون ..

    وصرخنا .. فحوصرت صرخاتنا فى حناجرنا بفوهات الأسلحة المشرعة فى وجوهنا .. وهم يسحبون جثتها

    ويدفعونها بأسلحتهم وكعوب بنادقهم ..

    وابتلعتنا الصحراء .. يرافقنا الرعب والبكاء .. وليلة تمضى وراء ليلة .. ويصيح الحسن :

    ــ عطشان يا بابا ..

    وتقول خديجة :

    ــ عطشانة يا بابا ..

    رنوت إليهما وتجمدت في عيني الدموع .. وتصدعت فوق شفتي الحروف .. تمنيت أن اهرس جلدي ..

    أعصره وأصفيه وأنقيه وأسقيه لهما .. وبغتة يسألني الولد عن أنهار دجلة والفرات والنيل .. أضغط

    بصدري وجسدي مقود السيارة لعلها تطير .. أو تنشق الأرض عن جرعة ماء أو يسّاقط المطر .. تهرب

    الممرات من ناظري ويجندلني إحساس الحصار بالخلاء .. ويصرخ الحسن باكيا:

    ــ عطشان يا بابا ..

    وصمت خديجة يعكس جفاف الحلق واللسان .. ويتكرر طلب الماء .. أبكي .. أتوقف .. والسيارة تصرخ

    أيضا تريد ماء .. أعطيت كلا منهما ( زلطة ) صغيرة .. من بين نوبات البكاء والصمت يبتسمان ويعلقان :

    ــ أهذا وقت التنكيت يا أبي ؟؟..

    دسستها في فم الحسن فتفلها .. ذوب هجير الصحراء جسدي فتفجر العرق غزيرا .. بقطعة أسفنج نزعتها

    من مقعد السيارة رحت أمتص قطرات العرق لتبليل الشفاه الجافة .. ورغم ذلك يقترب الموت عطشا

    وجفافا .. أستحلب كليتي .. أخبط رأسي في السيارة التي تغوص إطاراتها في الرمال .. وتتبعثر حولها حياة

    الأطفال .. وبحروف مكلومة .. من طفلة محمومة تقول خديجة :

    ــ عطشا ............

    ولا تكتمل الكلمة .. ويأخذ الحسن خديجة بين ذراعيه .. وأترنح فوقهما أبكي .. وأفوض الأمر إلي الله ..

    وبينما أحفر لحديهما في الرمال .. تفجر ينبوع عذب للمياه ..

    إظلام كامل

    إنتهت مشاهدة المشهد

    عزيزي المستمع المشاهد :

    بالقطع صدمك المشهد .. بالضرورة وضحت أمامك الصورة .. بالتأكيد أنت الآن تسأل :

    ــ وماذا سوف تفعل ؟

    دعني أسألك أيضا :

    ــ وماذا ستفعل أنت ؟ ..

    عموما إذا كنت قد أنتويت شيئا فاكتب لنا .. فقد يسعدك الحظ لتفوز بجائزة من جوائزي النفيسة الكثيرة ..

    هذا إذا كنت قد فهمت شيئا..

    ( الجوائز )

    علاوة علي ما سبق الإعلان عنه من جوائز.. أتشرف أن أضيف جوائز جديدة ......

    وإذا لم تكن فهمت .. وبالطبع لن تفوز بجائزة من جوائزي .. فإني أعلق الذنب في رقبتك .. وأعدك أن

    أكون أول من يبكي علي جثتك

    (توصية هامة عامة)

    أرجوكم إمنعوا التصفيق .. وارفعوا الكلمة من القاموس



    محمد خليل





    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ



    ( بطاقة القصة )



    كتبت بعد أسبوع من بداية تفجر قضية حرب الخليج .

    كان أسمها بعد الكتابة (الحب في خليج جهنم) .

    بعد كتابتها بأيام وقبل إشتعال آبار البترول تم تسليمها إلي إحدي الصحف المصرية الكبرى التي أبدي محرروها إعجابهم الشديد بها ثم تنصلت الصحيفة من نشرها .

    أذاعتها إذاعة وسط الدلتا بعد ذلك بعدة شهور بصوت الكاتب

    تم إرسالها عام 1992 لمجلة الفيصل السعودية ومجلة العربي الكويتية ولم تنشر.

    نشرتها صحيفة " السياسي المصري " عام 1993 في صفحتها الأخيرة في العدد رقم 977 بتاريخ الأحد 22 أغسطس 1993
    ألقيت بصوت الكاتب في عدد كبير من الندوات واللقاءات والمؤتمرات العامة وبعض أندية الشباب والأحزاب والمدارس الثانوية وكليات جامعة المنصورة .

  2. #2
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي



    بين يدينا قصة ،عميقة الدلالات ، بديعة المشاهد ،

    تابعتها و مازال الصمت يخيم على الأجواء ،

    و لم يبق إلا صوت يرتد صداه في المكان ، صوت الحسن و خديجة الذي لم يُسعَف .

    و بلا تصفيق كما طلبت .

    شكرا لك .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594
    التعديل الأخير تم بواسطة نادية بوغرارة ; 11-02-2011 الساعة 05:09 PM

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    المشاركات : 19
    المواضيع : 8
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    الاخت العزيزة الشاعرة نادية ..حفظك الله ومن معك..اتقدم اليك بكل الشكر والمودة على قراءتك قصة المرثية وتعليقك عليها .. وكنت مندهشا من عدم وجود اى تعليق ..رغم ان نقاد مصر يعتبرونها شيئا مختلفا في عالم القصة القصيرة .. وعلى فكرة انا أقرأ هذه النوعية فى الامسيات والندوات من الذاكرة .. وانا اكتب هذه الكتابة عامدا متعمدا ان اكتب شيئا مختلفا يخلق مكانا للقصة القصيرة بين الجمهور والشعراء ..اشكرك ..وأثمن قراءتك ومرورك وشعورك ..مع خالص تحياتى وتقديرى ..محمد خليل عضو اتحاد كتاب مصر

  4. #4
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    حنقتني الكلمات ...وبصعوبة ردّت لي أنفاسي بعد الغوص بين موجات كلّ تلك المآسي !
    لا أجد ما أقوله أستاذ محمّد سوى أنّ النّفائس من المجوهرات لا تحتاج إلا صائغ آخر !
    شكرا لك على هذا الأسلوب الرّائع في الحبك والسّبك رغم خشونة الخيوط المحبوكة .. لكن هذا هو الواقع
    وإن شاء الله سيتغيّر بهمم الثّائرين المحتجين ..
    تقديري وتحيّتي

  5. #5
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    المشاركات : 19
    المواضيع : 8
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    العزيزة الغالية الأديبة الأستاذة كاملة بدرانة .. طابت اتيامك ولياليك .. سعدت ايما سعادة لقراءتك نص المرثية .. وأتمنى من الله أن أكون قد أجدت التعبير عن مكنون صدرى وعقلى وقلبى نحو ماأردت التعبير عنه .. والذى يعنى مشتركا بيننا فى أهمية التوحد العربى لنا جميعا .. دامت روحك طوافة فى بساتين الابداع .. وقلمك فى ترجمة مشاعر الصدق والاخلاص .. مع خالص تحياتى ومودتى .. محمد خليل .. عضو اتحاد كتاب مصر ..

  6. #6
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    المشاركات : 19
    المواضيع : 8
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي قصة مرثية للحب المخنوق .. صوت وصورة .. برنامج تليفزيوني

    للإستماع إلى قصة ( مرثية للحب المخنوق ) بصوت الكاتب محمد خليل ( عضو اتحاد كتاب مصر ) ..
    ||
    ||
    ||




  7. #7
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    فكرة جديدة أن تكون القصة بالصوت والصورة
    وقد تم الدمج من النص الكتابي
    تحيتي أديبنا الفاضل
    ومرحبا بك في ربوع الواحة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    المشاركات : 19
    المواضيع : 8
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    الأخت العزيزة الأستاذة رنيم .. كل التحية لك وللعاملين بالموقع .. وارجو أن اكون قدأحسنت التوصيل والتواصل .. مع خالص تحياتى وتقديرى .. محمد خليل

  9. #9
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    سرد قصّي محكم السبك بحبكة مائزة وبناء جميل وموضوع موجع
    لله أنت ما أروعك جمعك لها في قصتك

    للرفع
    في زمن الهبوط العربي

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  10. #10
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    قرأت هنا ألمًا نازفًا من جسد العروبة
    بدون تعليق فالنص أقوى من التصفيق والإطراء
    جذبني بطريقة عرضه وفكرته وتلك النوعية من السرد
    أحييك بشدة أديبنا المكرم
    ومرحبا بك في ربوع الواحة
    تحياي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مرثية درويش/مرثية فلسطين
    بواسطة قوادري علي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-08-2009, 10:50 PM
  2. متى نعود للحب؟
    بواسطة معاذ الديري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 20-09-2008, 04:44 AM
  3. نكهة خاصة ... للحب
    بواسطة د . حقي إسماعيل في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-01-2006, 03:33 AM
  4. رحاب ضاهر في "أسود فاجر" : المكان في هذا العصر ضيق، لا يتسع للحب
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 29-12-2005, 05:11 AM
  5. للحب رونق...!
    بواسطة محمد الدسوقي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 22-05-2004, 11:33 PM