أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 27

الموضوع: /// علماء الإسلام في مواجهة تحديـات العصر ///

  1. #11

  2. #12
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي الجواب الثالث

    وأما التساؤل التالي الذي أتمنى أن أجد الجواب عليه فهو :

    أين العلماء من مسؤولية نشر العلم بين العامة ؟
    إن الأمية الدينية مستفحلة اليوم في أرجاء المجتمع المسلم ، لا يستثنى من ذلك المثقفون ولا أصحاب الشهادات الجامعية العالية ، فأين العلماء من واجبهم الأول ، نشر العلم الضروري ، ومحاربة الأمية الدينية ؟!

    كان المجتمع المسلم قبل قرون ، بل قبل عقود عدة ، أعلم بدينه منه في هذه الأيام ، أيام الجامعات والألقاب العلمية الرنانة .
    كانت مجالس العلم تملأ المساجد في أرجاء البلاد الإسلامية مشرقها ومغربها ، في المسجد الأقصى - مثلاً - كانت مئة حلقة علمية تعقد على مصاطب الحرم القدسي المئة في وقت واحد ، وفي الجامع الأموي الكبير في حلب ، سمعنا ممن عاصروا ذلك العهد أن المسجد كان لا تخلو زاوية من زواياه من حلقة علم ، وهكذا في أقطار الإسلام كافة ، وكانت مجالس المساجد متاحة لأفراد الناس وعامتهم ، لا تحتاج إلى التفرغ ، ولا تقتضي من طالب العلم أن يترك المجالات الأخرى التي يدرس فيها أو يعمل .
    كان عامة الناس يطلبون العلم الشرعي في المسجد من نعومة أظفارهم ، حتى إذا أتقن فرض عينه مما لا يسعه جهله ، اختار لنفسه طريقاً ، فإما أن يتخصص في هذا العلم الشرعي ، وإما أن يتخصص في غيره من علوم الدنيا ، أو يخوض في مجال العمل التجاري أو غيره ، ولا يخفى أن المرء إذا أتقن فرض العين من علم الدين ، كان تخصصه فيه وتخصصه في غيره من العلوم الدنيوية النافعة سواءً في الحكم ، ألا وهو فرض الكفاية .
    أما اليوم ، فإن العلم الشرعي قد بات تخصصاً مقصوراً على فئة قليلة من المسلمين ، إذ لا مجال لتحصيل العلم إلا من خلال الانتظام في مدرسة شرعية ، وليس كل الناس يرغبون في التخصص في علوم الدين ، والشرع لا يفرض ذلك عليهم ، بل إن الشرع يفرض أن يكون في المسلمين الطبيب الماهر ، والكيميائي الخبير ، والمتخصصون في سائر العلوم النافعة .
    فإذا كان هذا هو الحال ، فإن هؤلاء سوف يحرمون من حقهم وواجبهم : العلم الشرعي الضروري ، الذي لا تصح العقيدة ولا العبادة إلا به .
    حتى بات معظم المسلمين جاهلين بما لا يسعهم جهله من فروض العقائد والأعمال ، وصار كثير من أصحاب الشهادات العالية لا يحسنون تلاوة القرآن فضلاً عن فهمه ، وقد لا يعرفون عدد أركان الصلاة فضلاً عن تفصيل سننها وآدابها ، ومعظمهم يجهل مسائل أصول العقيدة فضلاً عن فروعها وأدلتها ، وقد لا يعلمون أبجديات السيرة النبوية ناهيك عن تفاصيلها .
    على من تقع المسؤولية في جهل هؤلاء ؟
    لا ريب في أنهم مقصرون غير معذورين ، ولكن أشد منهم تقصيراً من كان بأيديهم العلم فمنعوه أهله المحتاجين إليه ، ورأوا الناس يتخبطون في الجهالة فلم يمدوا إليهم يد العون ، ولم يعرفوهم بما يجب عليهم فعله وما يحسن بهم اتباعه .
    إن الفئة الكبرى منهم لا يعرفون أن طلب قدر من العلم الشرعي مفروض عليهم وإن لم يكونوا شيوخاً ، بل إنهم يظنون - ولبعض المشايخ في خلق هذا الظن يد - أن المرء لا يطالب بمعرفة مسائل الفقه ، وإحسان تلاوة القرآن ، إلا إذا أراد أن ( يشتغل ) شيخاً ، فتحول العلم الشرعي في نظرهم إلى اختصاص يتعلمه من أراد أن يمتهنه ، ويزهد فيه من حصل مهنة أخرى يعيش منها ، فإذا لم يبين العلماء حقيقة الأمر ، ويحضوا الجمهور على طلب العلم ، ويهيئوا لهم أسبابه ، فإني أرى من الجور أن نحمل عامة الناس المسؤولية كاملة .
    وعلى فرض أن الشاب علم وجوب طلب العلم الشرعي على كل المسلمين ، في أي اختصاص كانوا ، فسعى إلى طلب العلم ، فأين يطلبه ؟
    المساجد اليوم خالية من مجالس العلم إلا قليلاً ، وكم من طالب سعى إلى العلم الشرعي فلم يجد إليه سبيلاً ، تراه يبحث - وهو في بلاد المسلمين ومهد العلماء - عن درس في الفقه أو التفسير أو العقيدة ، فلا يوفق إليه ، وقد يعييه البحث فيمسك عنه ، وكم طلب شباب من بعض العلماء أن يتكرموا عليهم بتعليمهم ، وأن يتواضعوا لهم فيؤدوا واجبهم تجاههم ، فاعتذر هؤلاء بضيق الوقت وكثرة الشواغل ! وأي شاغل يصرف العالم عن المسؤولية التي حمله الله إياها ، والتي يحاسب عليها قبل غيرها ، وهي الرسالة التي شرفه الله بها .
    أما قال النبي : " إن إخوانكم يأتونكم من أقطار الأرض يطلبون العلم ، فاستوصوا بهم خيراً "
    إن المسؤولية جسيمة ، والتقصير فيها خيانة للأمانة ، ونقض للميثاق الذي أخذه الله تعالى على العلماء : وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم
    بعد أن كان المسجد مثل خلية النحل ، مجالس العلم فيه لا تنقطع ، وأفواج الطلبة تتناوب في إعماره ، أمسى لإقامة شعائر الصلاة لا غير ، وفي سوى أوقاتها خاوياً مغلق الأبواب !
    وكان العلماء يقفون أنفسهم على طلاب العلم ، فيأتيه واحدهم فيقول : إنني أعمل أو أدرس في الجامعة ، وأكون مشغولاً طوال النهار ، ومع ذلك أنا أرغب في تعلم أمورِ ديني ، فيلبي العالم طلبه دون تأخر ، ويعطيه من وقت راحته في أول النهار أو آخر الليل ، مسروراً بذلك لا يتبع صدقته بالمن والأذى ، ولا يرى أنه يفعل أكثر من واجبه ، فأمسوا اليوم في شغل غير الذي افترضه الله عليهم .
    كثرت الجامعات والمدارس الشرعية ، وهي تخرج كل عام ألوفاً من طلاب العلم ، فماذا قدم هؤلاء للجانب الآخر من المجتمع ؟!
    زيادة أعداد الخريجين لم تنعكس إيجابياً على المجتمع ، ولم تسهم في تعميم العلم وتعريف العامة أحكام دينهم الضرورية ، بل إنها أسهمت في تعميق الهوة بين الجانب الديني والجانب الدنيوي في المجتمع المسلم ، حتى صار علماء الدين في نظر الكثيرين أشبه برجال الدين عند النصارى ، وصار الناس ما بين ديني لا يعيش مع أهل الدنيا ، ودنيوي لا يفقه شيئاً في الدين .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #13
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي الجواب الرابع

    وإلى التساؤل التالي :
    هل الدعوة الإسلامية تسير على ما يرام ؟
    وهل المسلمون عامة ، وعلماؤهم على وجه الخصوص ، يقومون بدورهم الأهم ، ويؤدون مسؤوليتهم الأولى التي حملها رسول الله ، وورثها أصحابه الكرام من بعده ، ومن بعدهم التابعون وتابعوهم ؟
    هداية البشرية ، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور !
    إن أعداد المسلمين اليوم عظيمة ، ونسبتهم في العالم كبيرة ، ولكن تزايد الأعداد وزيادة النسبة لا يدلان بالضرورة على انتشار كبير للإسلام في المجتمعات غير المسلمة عن طريق الدعوة .
    إن ازدياد أعداد المسلمين ونسبتهم في التعداد السكاني العالمي ناتج عن عاملين لا عامل واحد .
    أما أحدهما فهو المسلمون الجدد الذين كفروا بالطاغوت وآمنوا بالله الواحد ، واختاروا الإسلام اختياراً واعياً واعتنقوه بعد أن درجوا وشبوا في رحاب دين غيره ، وأما الآخر فهو التكاثر السريع للمسلمين أنفسهم ، لحرصهم على الإنجاب وحبهم لكثرة الأولاد ، وتلك سنة مأثورة في الأحاديث الصحيحة . ولعلنا لا نجانب الحقيقة إن قلنا إن العامل الثاني - التكاثر السريع للمسلمين - له الحصة الكبرى في زيادة النسبة العددية للمسلمين في عدد سكان العالم ، وأما العامل الأول - المسلمين الجدد - فإن نسبته ضئيلة خجولة متواضعة .
    بهذا يظهر لنا أن كثيرين ممن يصفون الدعوة الإسلامية في العالم ، وخاصة في الغرب ، يخلطون الأوراق - من حيث لا يعلمون في الغالب - عندما يتكلمون عن انتشار هائل للإسلام ، وكيف يدخل الناس فيه جماعات ، ثم يستشهدون بأرقام تظهر النسبة المتزايدة للمسلمين في العالم ، فإن هذه الأرقام وإن كانت مدعاة للسرور والبشر من ناحية ، فإنها من ناحية أخرى لا تمثل شاهداً على النجاح الدعوي بقدر ما تصلح شاهداً لموضوع آخر .
    أعداد المسلمين الجدد تتضاءل خجلاً وتواضعاً إذا قورنت بالأنهار البشرية الغزيرة التي كانت تصب في بحر الأمة الإسلامية في العصور السالفة ، حيث كان المسلمون عامة ، والعلماء خاصة ، يتحملون مسؤولياتهم في تبليغ دين الله على أكمل وجه ، ويحققون فريضة الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ، ويؤدون رسالتهم الخالدة ، فيرشدون كل ضال ، ويهدون كل حائر ، ويخرجون الناس من عبادة الطواغيت إلى عبادة الواحد الأحد .
    في عصر النبوة ابتدأ الإسلام برجل واحد ، صلوات الله وسلامه عليه ، عمل في البداية وحيداً ، ثم ناصره قلة من الرجال المخلصين ، وما زال الإسلام يمتد وينتشر ، ويفتح القلوب وينير العقول ، حتى بلغت أعداد المسلمين رقماً قياسياً مقارنة بمدة الدعوة ، فلم يقبض النبي ، حتى كانت أعداد المسلمين تزيد على مئة ألف وعشرين ألفاً .
    كانت القبيلة تدخل الإسلام جملة واحدة ، وكان الإسلام ينتشر بسرعة تسر الصديق وتفزع العدو ، كان كل مسلم داعية ، واستشعر الناس عموم المسؤولية ، فقام بها عامتهم فضلاً عن الخاصة ، حتى أسلم على يد أبي ذر الغفاري وحده قبيلتا غفار وأسلم بأسرهما .
    وانقضى عصر النبوة ، وبدأ عصر الفتوح الإسلامية المظفرة ، ولا يقل قائل إنما كان انتشار الدعوة في عهد النبوة راجعاً إلى معجزة إلهية خص بها نبيه ، فها هي ذي المسيرة تستمر بعد انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى ، وهاهو ذا الزحف الإسلامي يمضي قدماً دون توقف ، وهاهي ذي شعوب الأرض تفتح قلوبها وحصونها بكل حب للفاتحين ، كما لم تفعل لغاز أو فاتح ، وهاهي ذي أمم بأسرها تتحول إلى الإسلام في ظرف سنوات معدودة ، حتى غدت الشام ومصر والعراق بلاداً يسودها الإسلام بعد أن كان كل أهلها نصارى أو مجوساً أو عباد أصنام .
    وكم أعجب كلما قرأت تلك النادرة التاريخية الفذة التي دونتها كتب التاريخ ،والتي جرت في عهد الخليفة العادل ، خامس الراشدين ، عمر بن عبد العزيز ، فاقرؤوا واسمعوا ، ثم اعجبوا إن شئتم .
    أرسل والي مصر إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رسالة فحواها : إن أهل مصر قد كثر دخولهم في الإسلام جماعات جماعات ، وإن الرجل من أهل الذمة إذا دخل في الإسلام سقطت عنه الجزية ، لذا فقد أثر الدخول الكثيف للمصريين في الإسلام تأثيراً سلبياًُ على خزانة الولاية ، وسيؤثر هذا على خراج مصر الذي يرسل إلى عاصمة الخلافة ( دمشق ) .
    فالعذر إلى أمير المؤمنين إن رأى خراج مصر ينقص عاماً بعد عام !
    العجب العجب !! أعداد المسلمين الجدد تذهل المسلمين أنفسهم ، وتثير قلق أمراء الدنيا !
    وصل الكتاب إلى أمير المؤمنين فكان جوابه إلى الوالي سريعاً ، جواباً دونه التاريخ ووعته أذن الزمان .
    " إني والله لأرجو أن يدخل أهل مصر كلهم في الإسلام ، ولا يجبى إلي منها درهم واحد ، فإن الله بعث محمداً هادياً ، ولم يبعثه جابياً " .
    ولا ندري أنعجب من والي مصر ، وهو الذي ينفي بعفويته كل التهم التي صارت تكال للمسلمين بأنهم أكرهوا الناس على اتباع دينهم ، وأدخلوهم الإسلام بالسلاسل !
    أم نعجب من جواب عمر ، الذي لخص رسالة الإسلام ومقصده ، ولخص مسؤولية المسلمين من بعد نبيهم بعبارة موجزة بليغة !
    ولم تتوقف الدعوة الإسلامية العالمية عند الفتوح والغزوات ، لئلا يقول قائل ، إنما انحسر المد الإسلامي لتعطيل الجهاد ، فمن زعم ذلك فقد نفى عن الإسلام قدرته الذاتية على الإقناع ودخول القلوب والعقول ، وادعى أن الإسلام لا ينتشر إلا تحت ظلال السيوف .
    ففي عصر الرحلات التجارية والاستكشافية ، كان للتجار والرحالة المسلمين أثر خالد لا يزال مشهوداً في أقطار الأرض ، فعلى أيدي قلة من التجار المسلمين المخلصين تحولت أمم إلى دين الله ، فأسلمت ماليزيا وبر وناي وإندونيسيا وجنوب الهند ، ولم يدخلها جندي واحد .
    وعلى أيدي عدد من رجال التصوف الصادقين ، أسلمت تشاد والنيجر والسنغال وسيراليون ، وما احتاجت إلى رمح ولا سيف .
    وانقضى عهد الصحابة ، ومضى عهد الفاتحين ، وولى عهد التجار الدعاة ، فلماذا توقف الزحف ؟
    في هذا السؤال أيضاً نحن متفننون في التملص من المسؤولية ، والرمي بها على الآخر .
    كلنا تكلمنا عن الآخرين - غير المسلمين - ، تكلمنا عن الكفار الميؤوس من إيمانهم ، المطرودين من رحمة الله ، الذين لا يرجى منهم خير ، وليس بيننا وبينهم علاقة سوى الصراع .
    وأغفلنا سر هذه الرسالة وجوهرها ، النور والهدى ، والخير الذي جاءت به للإنسانية جمعاء .
    لماذا توقف تيار الداخلين في الإسلامي بعد أن كان جارفاً هداراً ؟!
    أتراهم الناس فسد عنصرهم ، فكانوا ملائكة يدخلون في الإسلام لخير في طبائعهم ، فلما صاروا شياطين ، وانقلب خيرهم شراً ، أحجموا بعد إقدامهم ، وانقلبوا على الإسلام وأهله ؟!
    أم تراهم المسلمون هم الذين تغيروا ، فما عادوا أولئك القوم الذين يفرضون احترامهم على العدو والصديق ، والذين لا يملك من يراهم أن لا يحبهم ويحب دينهم ويبادر إلى اتباعه ، وما عادوا أولئك الرجال الأطهار الأخيار الذين يعطون أكثر مما يأخذون ، ويصفحون ولا ينتقمون ، ويحبون ولا يبغضون ، وما عادوا أولئك الملائكة في صورة البشر ، الذين سارت بذكر أخلاقهم الركبان ، وتغنت بشمائلهم الشعراء ، وخلد الغرب والشرق مآثرهم !
    لعلنا نحن الذين تغيرنا ، فتغير الآخر عندما تغيرنا .
    نعيب زماننـا والعيب فينـا وما لزماننا عيب سـوانا
    ونشكو ذا الزمـان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا
    عندما رأى الناس ديناً سماوياً ربانياً ، يصلح دنياه وآخرته ليس فيه ما يعاب ، ورأى أهله يحسنون تمثيله وعرضه ، سارعوا إلى اتباعه ، ثم لما رأوا مسلمين ولم يروا إسلاماً وتعرفوا على الإسلام من خلال نسخ مشوهة تسيء عرضه ، وتظهر السلوك المنحرف ، والنفس الشريرة ، لم يجد في هؤلاء المسلمين ما يجذب قلبه ، أو يقنع عقله ، فيحمله على ترك دينه وتغيير حياته .
    الآخر هو هو ، ولكننا تغيرنا فتغير لنا ، ولو عدنا لعاد .
    نفوسنا تغيرت ، وفرط معظمنا في حمل الرسالة الشريفة التي حملها أسلافنا فاهتدت بهم شعوب وأمم ، فلما تغيرنا غير الله حالنا  ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمةً أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم  .
    وعلماء المسلمين هم أول من يتحمل مسؤولية هذا التفريط ، لأنهم إن عجزوا عن حمل مسؤولية الدعوة ، وهم من هم في العقل والعلم ، فإن عامة الناس عن حملها أعجز .
    فأين العلماء من ذلك كله ؟!
    أين هم من قوله تعالى :  وما أرسلناك إلى كافة للناس  ؟!
    وأين هم من قوله :  كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر  ؟!
    وأين هم من قوله :  إن هو إلا ذكر للعالمين  ؟!
    لا ينكر أن الدعوة الإسلامية قائمة في بلاد الغرب والشرق ، وأن ثمة أناساً يدخلون الإسلام في هذا البلد أو ذاك ، ولكن أعداد هؤلاء المسلمين الجدد لا ترقى إلى التطلعات ، ولا تمثل على الإطلاق عظمة هذا الدين الذي فتح العالم القديم في عقود معدودة ، والذي كان الناس يدخلون فيه أفواجاً .
    إن وجود عشرات أو مئات يدخلون الإسلام هنا وهناك ، لا يعني أن الدعوة الإسلامية على ما يرام ، ولا يعني أن علماء المسلمين يقومون بدورهم ، ويؤدون مسؤوليتهم على الوجه الذي ينبغي .
    ومع ذلك ترانا نضخم هذه الإنجازات ، ونقنع أنفسنا ، ونقنع العامة الذين يأخذون بكلامنا ، أن هذا هو أحسن ما يمكن ، وأن دخول عشرات من الناس في الإسلام كل عام يمثل قمة الزحف الإسلامي العالمي .
    ما أكثر المتعطشين لمبادئ الإسلام ، الباحثين عن فضائله وكمالاته ، وما أكثر من ملوا إلحاد الغرب وحيوانيته ، ووثنية الشرق وتناقضه ، وباتوا في حاجة ملحة إلى هذا الدين الذي ليس فيه اعتراض لمعترض ، ولا يأباه عقل ، ولا تنفر منه فطرة ... ما أكثر هؤلاء في مشارق الأرض ومغاربها ، والمسلمون بأيديهم الماء الزلال الذي يروي ظمأهم ، ويستنقذهم من الهلكة ، وهم يضنون به عليهم !
    نظن أن البشرية مطبقة على حرب الإسلام ، وأن غير المسلمين كلهم سواء في ذلك ، لا فرق بين أفرادهم ، وأنهم جميعاً يستوون في خبث الطوية ، والحقد على الحق ، وممالأة قوى الشر .
    ويعزب عن عقولنا أن كثيرين منهم إن حاربوا الإسلام فلجهلهم به ، وكما قيل : ( الإنسان عدو ما يجهله ) ، وليس جهلهم به إلا نتيجة لتقصيرنا في عرضه عليهم وتقديمه إليهم .
    ويعزب عن عقولنا أن الآخرين كما أن فيهم الأشرار الخبثاء ، فإن فيهم أصحاب العقل وأرباب المنطق ، وفيهم من بذرة الفطرة لم تمت فيه وإن كانت ذابلة ، وأن أمثال هؤلاء لا يتوقف إيمانهم إلا على وصف صادق لمبادئ الإسلام السامية لا يحتاج - من داعية حكيم متبصر - أكثر من دقائق أو سويعات ، وأن بعضهم لا يحتاج أكثر من معاملة حسنة تتجلى فيها أخلاق الإسلام ، وكلمة طيبة تنفذ إلى قلبه لتحببه بهذا الدين وأهله .
    في بلاد العرب ، قلما توجه العلماء بالدعوة إلى الأقليات غير المسلمة بمنهج حكيم مخلص ، وكأن الله قد شرع الدعوة لأهل زمان دون غيرهم ، وكأنها فريضة قد نسخت ، أو كأن الله قد أطلعهم على مصائر هؤلاء وأنهم يصدق فيهم قوله سبحانه :  إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن  .
    وفي بلاد الغرب ، تسير الدعوة الإسلامية بطيئة أحياناً ، وتتعثر أو تنتكس أحياناً أخرى ، ومشكلات الدعوة هناك جمة ، تفرق في الكلمة ، وتخبط في المنهج ، وخلفيات غامضة ، وتناقض بين الطرح والسلوك .
    وفي بلاد الشرق ، يعيش مئات الملايين من غير المسلمين ، جيراناً للمسلمين في قراهم ومدنهم ، بل وفي أحيائهم وبيوتهم ، يخالطونهم في معاملاتهم ، ويتعرفون على أحوالهم ، ومع ذلك لا نشم رائحة انتشار حقيقي للإسلام بينهم .
    في هؤلاء المسلمين علماء أجلاء يحفظون الكتب بمتونها وحواشيها ، ويصنفون في أصول المسائل وفروعها ، وعندهم من العلم ما يشبع ويروي ، وجيرانهم إلى جنبهم جوعى وهم يعلمون .
    وفي مقابل هذا الشح في أعداد من يدخلون الإسلام ، هناك الكثيرون يخرجون منه ، وعلماء المسلمين إما يجهلون ذلك وإما يتجاهلونه .
    إن الأمة المسلمة تعاني وضعاً خطيراً يستحق من العلماء أن يعيروه انتباههم ، بل يستحق أن يهز كيانهم من الأعماق .
    لقد استغلت جهات عديدة غفلة الأئمة عن الأمة ، وانصراف الرعاة عن الرعية ، وتقصير خاصة العلماء في حق عامة المسلمين ، فعاثت فساداً في العقول والأفكار ، والأديان والعقائد ، وجعلت تعمل في مسارات منظمة تلتقي كلها في إخراج المسلمين من حوزة دينهم إلى دين غيره أو إلى لا دين .
    فمنهم من يعمل على إخراج المسلمين من الإسلام – عقيدةً وأفكاراً – وإن لم يدخلوهم في دين آخر ، يدعون إلى الإلحاد ويحاربون التوحيد ، ويستعينون بكل وسيلة متاحة ، مدعومين من قبل دول كبرى ، ومنظمات عالمية نافذة ، وكم نجح هؤلاء في بث سمومهم في أوساط الشباب المثقفين وأنصاف المثقفين .
    ومنهم من يعمل على تحويل المسلمين عن دينهم إلى دين غيره ، وفي سبيل هذا تبذل جهود هائلة ، وتنفق أموال طائلة ، ويكفي لندرك خطورة الوضع أن نعلم أن آسيا وحدها ينصَّر فيها كل عام مليون إنسان مسلم ، ومثلهم ينصَّرون في أفريقيا .
    كل هذا يحدث من حولنا ، والعلماء والدعاة يتغنون بإسلام أفراد الناس هنا وهناك ، والجسد المسلم ينزف ، والأمة المسلمة تفقد أبناءها ، والمجتمع المسلم صار نهبة لكل طامع ، والعلماء عن هذا غافلون !!!
    لماذا نتجاهل الأخطاء ؟ ونهرب من مواجهة الأخطار ؟!
    لماذا نضخم الإنجازات الصغيرة ، ونرفض الاعتراف بالهزائم الكبيرة ؟!
    في يوم حنين أنزل الله على نبيه خاتمة سور القرآن - سورة النصر - التي قال فيها :  ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً  ، واليوم صار الناس يخرجون من دين الله ، ودين الله هو هو لم يتبدل ولم يتغير ، هو قائم فينا بنصوصه ومفاهيمه ، هو على حاله بكماله وجماله ، ولكن العيب طرأ على من يحملون هذا الدين .
    حق لنا أن نقول : لقد انتقل علماء الإسلام ودعاته من نجاح في الهجوم إلى عجز عن الدفاع ، وثغور الإسلام تؤتى من قبلهم ، وهم حماتها والمسؤولون عن حفظها وحمايتها ، والذئاب تعيث في القطيع ، ورعاته غافلون منشغلون في غير ما هم عنه مسؤولون ، وما أعظمها من مسؤولية !!
    ومما يتصل بهذه المسألة ما نراه من بعض علماء المسلمين ودعاتهم من عجز عن استقطاب أصدقاء مساندين للإسلام ، فهم ينظرون إلى الكافر على أنه خلق فاسد ميؤوس منه ، وكأنه الله أطلعه على علمه وكشف عن بصيرته أن أولئك القوم هم الذين أنزل الله فيهم :  إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون  .
    ثم هم لا يتصورون أن ثمة أناساً منصفين عرفوا حقائق الإسلام فأعظموها وأعجبوا بها ، قد لا يدخلون في الإسلام لسبب شخصي أو اجتماعي ، ولكن هذا لا يمنعهم من أن يؤدوا خدمة لهذا الدين العظيم ، ويمكن أن يكونوا أصدقاء له ، مفيدين في خدمة رسالته .
    لقد صار كثير من علماء المسلمين في هذا الزمان ، متفننين في تربية الأعداء ، ولهم أساليب شتى تثبت تفوقهم في حشد صفوف الناقمين .
    وبما أن العامي لا يميز بين المبادئ والأشخاص الذين يحملونها ، فإنه لا يستطيع الفصل بين الإسلام وهؤلاء العلماء الذين يمثلونه ، فإن حارب عالماً منهم فإنه لن يكون عدواً شخصياً له ، بل إنه في الغالب سيكون عدواً للإسلام الذي يمثله .
    ومن هؤلاء العلماء من ينفّر الناس من شخصه ، ومن ثم ينفرهم من دينه ، ويستجلب عداوة معظم الناس من حوله ، ثم تراه يتباهى ويعتز بما صنع ، زاعماً أنهم إنما يحاربونه محاربة الباطل للحق ، ويعادونه معاداة الأشرار للأخيار .
    وكم سمعت ورأيت جماعات مسلمة اتبع أصحابها هذا النهج ، وجمعوا الخصوم من حولهم بسوء فعالهم وانعدام حكمتهم ، حتى إذا لم يبق لهم صديق يساندهم قالوا لتلامذتهم : هذا برهان على صلاح حالنا ، ودليل على أننا الطائفة المرضية عند الله ورسوله . أليس النبي قد قال : " بدأ الإسلام غريباً ، وسيعود غريباً كما بداً ، فطوبى للغرباء " ؟!! وهانحن أولاء غرباء منبوذون لأننا على الحق !! ويا له من فهم سقيم ، وفكر عقيم ذاك الذي يظن أن الإسلام يأمر أتباعه أن يتبغضوا إلى الناس بسوء الخلق .
    وشتان بين غربة المسلم الصالح المصلح في وسط المفسدين المتمردين ، وبين شذوذ هؤلاء الذين فسدت فعالهم وساء صنيعهم .
    لقد استفاضت نصوص الشرع التي تأمر بطيب المعاملة ولزوم جانب الحكمة مع المسلم والكافر ، وإحسان عرض الإسلام وتمثيله .
    يقول تعالى :  ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة  .
    ويقول سبحانه :  وقولوا للناس حسناً 
    ويقول سبحانه :  وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن 
    ويقول المصطفى : " يسروا ولا تعسروا وبشروا وسكنوا ولا تنفروا "
    وإننا في هذا الزمان أحوج ما نكون إلى صديق يدعم قضايانا ، وإلى جهات تتبنى آراءنا .
    ولا يحتاج منا استقطاب الأصدقاء إلى كبير عناء ، فلسنا مطالبين أن نخترع ديناً جديداً ، أو نبتدع مبادئ جديدة ، لأن الإسلام يفرض حبه على كل منصف ، وفيه من الإقناع ما يغني عن تزيينه وتجميله .
    لسنا مطالبين إلا بأن نعرض الإسلام كما أنزله الله تعالى دون تغيير أو تبديل ، أن نعرضه كما هو بجماله وجلاله ، بروعته ورونقه .
    لسنا مطالبين إلا بأن نكون ممثلين صادقين لهذا الدين العظيم ، لا نزيد ولا ننقص ، حتى يقبل على الإسلام من كان أعرض عنه ، يقبل عليه معتنقاً لفكره وعقيدته ، متبنياً لأفكاره ومبادئه ، أو يقبل عليه مناصراً لقضاياه وإن لم بدخل فيه ، محترماً لتعاليمه وإن لم يتبعه .
    واسمحوا لي أن أنتقل إلى تساؤل آخر طالما أرقني وأقض مضجعي ، حول واقع يكتوي بناره جماهير عريضة من شباب المسلمين .

  4. #14
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي


    أخي هشام ..
    سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته ..
    مادمت تواصل الموضوع فـ سأحاول التكيف معك ومتابعته..
    نعم أخي الكريم ..
    العلماء هم ورثة الأنبياء ..
    هم ملح الأرض ونور البشرية ..
    هم القدوة ..
    ولــــكن هؤلاء صاروا محكومين ..بالقمع..بالتعذيب ..بالنفي ..
    ولعلك لاحظت عدوان غزة الأخير أن بعض العلماء أفتى بفتيا السياسة ..
    معظمهم خاضع لسلطانه لالله ..
    هذه حقيقة مرة ..كالذي لايحرم بضاعة الصهاينة ..
    إذا يريدنا أن نثخن جيوب الصهاينة بالمال لابالرصاص ..
    لنضرب إخواننا الفلسطينيين بأموالنا ..
    ولعل الشيخ القرضاوي ـ حفظه الله ـ لجرأته وإدراكه للحقائق ..
    ومركزه العظيم عند بعض الحكام الذين يثقون فيه ..كالجزائر..
    هو ما دفع بريطانيا إلى رفضه دخول أراضيها ..
    واعتقد لم يدخلها إلا بعسر..السنة ما قبل الماضية..
    أما الذي يدعي المعارضة فيقبلونه ليشتت الصفوف..
    السبب كما ذكرت لأن اتلشيخ القرضاوي يدرك الحقائق ويفضح الغرب ..
    فهو الخطر الكبير على مشاريعهم التدميرية ..
    العلماء اليوم على نمطين متناقضين ..
    عالم دين ..
    عالم دنيا ..الناس مخدوعون فيه ..
    وما أدرانا أن يكون بعض اليهود يتلبسون بلباس العلماء ..
    سلطة الخفاء تفعل الأعاجيب..
    بالغ تقديري أخي الحبيب هشام العز..
    سأواصل معك في كل إجابتك ـ بإذن الله ـ ..
    خالص تحياتي..

  5. #15
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سأواصل معك في كل إجابتك ـ بإذن الله ـ ..
    خالص تحياتي..


    الفاضل الأخ معروف إنما إجابات فضيلة المفكر و المربي باسل بن عبد الرحمان الجاسر رحمه الله
    و لأهمية الموضوع برأيي قررتُ أن أضع هذا الموضوع الثري لنقف على بعض الحقائق التي أدت بالأمة إلى هذا المنحدر السحيق الذي نحياه , و لأنني مؤمن بأن العلماء هم مفتاح التغيير الحقيقي .

    تسعدني متابعتك سيدي الكريم و كل أملي أن نستفيد من هذا الطرح السليم .

    تقديري و احترامي

  6. #16
    الصورة الرمزية محمد سوالمة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : رفح
    العمر : 69
    المشاركات : 488
    المواضيع : 188
    الردود : 488
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    - لماذا فقد معظم الناس ثقتهم في العلماء ؟ ولم يعد للعلماء في نفوسهم تلك الجلالة التي كانت ؟
    الناس فقدوا ثقتهم بعلماء السلاطين الذين تفتح لهم الفضائيات لبث سمومهم ولكن لم يفقدوا الثقة في العلماء الصالحين الذين يقولون كلمة حق عند سلطان جائر ولكنهم مغيبون عن الاعلام العميل الذي لا يبحث الا عمن يريدهم لفتوا للناس بما يتفق مع توجهات الانظمة .
    لماذا فقد العلماء قدرتهم على شحذ الهمم وتحريك العواطف ؟
    نفس الاجابة تتكر لان من نسمعهم ويروج لهم ليس هم من يشحذون الهمم لكنهم موجودون لو اردت سماعهم فهم موجودون ويعملون لما فيه خير الامة .
    لماذا انقطعت الصلات الحقيقية بين المجتمع والعلماء ، وهجر الناس المساجد إلا في الجمع والأعياد ، وصار العلماء في واد والناس في واد آخر ؟
    بكل بساطة لان تفكير الامة بات يسبق تفكير علماء السلاطين فالامة تريد الاسلام ليحكم وعلماء السلاطين يتغنوا باولي الامر الانظمة التي انكشفت عمالاتها فالامة في واد والعلماء في واد اخر .
    (- لماذا تحول حضور خطبة الجمعة إلى مجرد فعل تعبدي لا يظهر أثره ؟
    - لماذا يسعى كثير من العلماء والوعاظ والخطباء - بقصد أو بغير قصد - إلى فصل الناس عن واقعهم ، والمضي بهم إلى عالم يخترعونه لهم أو ينسخونه من صفحات الكتب لا يمت بصلة إلى العالم الذي يعيشون فيه ؟
    - لماذا يعمل بعض الخطباء على تعميق الهزيمة النفسية في قلوب الناس عوضاً عن إرشادهم إلى طريق النهضة ، ويكتفون بنعي الأمة على الملأ بدلاً من تلمس سبيل إحيائها وبث الروح فيها ؟
    - لماذا خلت المساجد من حلق العلم بعد أن كانت تغص بها ، وأمست المساجد في غير أوقات الصلاة خاوية بعد أن كانت تغص بطلاب العلم في كل وقت ؟
    - لماذا صار العلم الشرعي تخصصاً حكراً على فئة ، وسادت الأمية الدينية بين الفئة الكبرى من المسلمين ؟
    - لماذا تحول العلم إلى مجموعة من الشهادات والألقاب ، بعد أن كان سلسلة من الإنجازات التي خلدها الزمان ؟
    - لماذا قل المسلمون بالانتماء ، في حين كثر المسلمون بالانتساب ؟
    - لماذا يضخم العلماء أعداد المسلمين الجدد في عيون الناس ، ويتغافلون عن أضعاف أعدادهم يتركون الإسلام إلى دين غيره أو إلى لا دين ؟
    - كيف تحولت الدعوة الإسلامية من الهجوم الناجح إلى الدفاع المتعثر ؟ ولماذا صرنا لا نأمن على إيمان أبنائنا في بيوتنا ، بعد أن كنا نهدي الأحمر والأصفر في أقاصي الأرض ؟
    - لماذا هجر الشباب المسلم المساجد واتجهوا إلى الملاهي والمقاهي ؟ وما الذي حولهم عن المصاحف إلى شاشات التلفاز ومقاهي الإنترنت ؟
    - هل الشباب المسلم بخير ؟ وهل حالهم على ما يرام ؟ أم إن بذور الإلحاد والانحراف الفكري تترعرع بينهم ؟
    - هل يتحمل الشباب وحدهم وزر إعراضهم عن دين الله وانحرافهم عن جادته ، أم إن العلماء يتحملون نصيباً من هذا الوزر ؟
    - إلى متى سنبقى مضطرين لسماع المهاترات المقيتة والمجادلات العقيمة بين أصحاب التيارات الفكرية والمذاهب الفقهية ؟
    - لماذا صار المسلمون على وجه العموم ، والعلماء خاصة ، مضرب المثل في التفرق والتمزق ، والتحاسد والتدابر ؟
    - لماذا لم يتمكن العلماء إلى الآن من إيجاد آلية للحوار البناء الذي يوصل الأمة إلى وحدة الكلمة ؟
    - لماذا لم يجد أعداء للأمة المسلمة وللإنسانية حاقدون متربصون ، ذوو صفوف منظمة وخطط محكمة من العلماء من يواجه خططهم بمثلها ليحبط ما يصنعون ؟
    - لماذا لم يتصد علماء الإسلام لفضح هؤلاء على الأقل إن لم يستطيعوا كبح جماحهم ، وإيقاف زحفهم ؟
    - هل تعرَّف العلماء - قبل أن يعلموا غيرهم - تعرفاً عميقاً موجهاً على منظمات تعمل من أجل الباطل أكثر مما يعملون هم من أجل الحق ؟)
    لماذا ولماذا وماذا بعد كلها كما ذكرت اخي تساؤلات الاجابة عنها تكمن في سطر واحد
    طريقة التفكير التي غزا بها الغرب عقولنا ولن تتغير الحال وتختفي التساؤلات الا ان نعود الى طريقة التفكير السليمة الكل اصبح يفكر على اساس المنفعة والمصلحة التي جعلت من العقل هو السيد وهو الذي يضع الاحكام وع ان وظيفة العقل هي فهم الاحكام والالتزام بها اي ان طريقة التفكير هي التي يجب ان تتغير لنفكر على اساس الحلال والحرام ليس غير ولن يتغير الحال الا اذا تغير حالنا اولا وستبقى هذه التساؤلات بل سيضاف اليها تساؤلات اخرى ان استمر الناس على طريقة تفكيرهم الحالية
    اسعدني ما نقلت
    وان كنا نسال فمعني ذلك اننا بدانا نحس بفساد الواقع ولا بد لنا من العمل لتغييره
    [motr]من اراد الله به خيرا فقهه في الدين[/motr]

  7. #17
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي


    أخي هشام..
    سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
    لكم الأجر على نشر هذا الموضوع ..
    لذا خطابنا لكم وللشيخ الكريم ..
    مقارنة بين علماء الأمس واليوم هو ما يكشف الداء..
    كان العالم ينشأفي بيئة علم محضة ..
    يطلب العلم الشرعي كاملا ..
    حتى يحصل لديه ما يسمى ..الإحاطة الشاملة بالتصور الإسلامي..
    يتثقف ثقافة عصره..
    يشغل الأعمال الحرة ..حتى وإن شغل مدرسا..
    حتى عند السلطة ..يلتزم الإسلام ..
    السلطة والعالم يتفقون على تطبيق الإسلام..
    والتاريخ يشهد أن كثر عُذِّبوا بسبب رفضهم هوى السلطة..
    يموتون دون آية أو حديث..
    اليوم العلم الناقص الذي حذر منه عدة علماء..
    المنصب عند السلطة ..
    السلطة غالبا تميل إلى النظام العالمي ..
    نسجل ـ إذن ـ ضعف العالِم من ضعف السلطة والأمة ..
    حينما يجنح إلى ثقافة عصره لايجد إلا المناهج الغربية ..
    البطش الذي يلاقيه العلماء..
    اختلاط المنهج الإسلامي بالإيديولوجية الغربية ..
    النفاذ العلمي الغربي إلى أذهان المسلمين ..
    ونقصد العلوم الإنسانية ..
    أرى الحل أن يلتزم المجتمع المدني بتوفير كل متطلبات الحياة للعالم ..قصد تحريره من السلطة ..
    وتوفير مصادر رزق له ..وطرقها كثيرة متعددة ..حينما يقرر المجتمع..
    العمل أولا على تصفية الثقافة الإسلامية من الفكر الغربي..
    انحصار دور العالم من انحصار دور الشريعة الاسلامية في ساحة الواقع المعيش..
    الإسلام حصر في المساجد ..
    الله أعلم ..
    بالغ تقديري أخي الكريم..

  8. #18
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله المحمدي مشاهدة المشاركة
    وقد كثر علماء السلطان...... والعلماء الذين يخشون على انفسهم من الطاغوت
    والامة شرارتها العلماء ووقودها الشعوب
    تحياتي
    بالفعل كما ذكرت أخي الحبيب , كم أتوق إلى زمن العز بن عبد السلام كان رجلا بأمة .

    كم ابتعدنا .... و كم ابتعدوا ...

    محبتي لك

  9. #19
    الصورة الرمزية البربريسي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    العمر : 41
    المشاركات : 112
    المواضيع : 19
    الردود : 112
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    إن الدعاة يستمع إلى خطابهم شرائح عدة من المجتمع إن لم تكن كافة الشرائح؛ ولذلك فإن لهم الدور الأكبر والأساسي في تعبئة عقول الأمة وأرواحها وأبدانها وإيقاظ الوعي وتصحيح المفاهيم لديها فلذلك

    على علماء أمتنا أن ينيروا بحقيقة الإسلام وقيمه العظيمة عقول أجيالنا الشابة، زينة حاضرنا وعدّة مستقبلنا، بحيث تجنبهم مخاطر الانزلاق في مسالك الجهل والفساد والانغلاق والتبعيّة، وتنير دروبهم بالسماحة والاعتدال والوسطية والخير، وتبعدهم عن مهاوي التطرّف والتشنج المدمّرة للروح والجسد؛ كما نتطلع إلى نهوض علمائنا إلى الإسهام في تفعيل مسيرتنا وتحقيق أولوياتنا بأن يكونوا القدوة والمثل في الدين والخلق والسلوك والخطاب الراشد المستنير، يقدمون للأمة دينها السمح الميسر وقانونه العملي الذي فيه نهضتها وسعادتها، ويبثون بين أفراد الأمة وفي أرجاء العالم الخير والسلام والمحبّة، بدقة العلم وبصيرة الحكمة ورشد السياسة في الأمور كلها، يجمعون ولا يفرقون، ويؤلفون القلوب ولا ينفرونها، ويستشرفون آفاق التلبية لمتطلبات القرن الحادي والعشرين والتصدي لتحدياته .

    دور العلماء

    شرف الله العلماء ورفع مقامهم وجعل ذكرهم في القرآن الكريم الى جانب الانبياء والمرسلين وميزهم عن غيرهم فقال عز من قائل (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )الزمر 9 وخصهم بالعقل (وما يعقلها الا العالمون ) العنكبوت

    العلماء هم اصحاب القرار وليس الحكام

  10. #20
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي الجواب الخامس


    ماذا يمثل الشباب بالنسبة لعلماء المسلمين ؟
    وماذا يمثل هؤلاء العلماء بالنسبة لأولئك الشباب ؟

    إذا كان العلماء قد نظروا إلى الشباب على أنهم أولوية أساسية من أولويات اهتمامهم ونشاطهم ودعوتهم ، فلا بد أن الشباب سيقابلون هذا الاهتمام بمثله ، وسيُقبلون على العلماء بالحب والاحترام ، وسيتخذونهم قدوة لهم ، وستمتلئ المساجد بهم ، فهل واقع الحال يشير إلى شيء من هذا ؟
    هل الشباب المسلم اليوم نواة صحوة إسلامية واعدة ؟
    هل هم الجيل الذي تعقد عليه الآمال العريضة ، وترنو إليهم الأبصار المتفائلة بغد مشرق ؟
    هل هم واجهة صادقة لأمة ذات تاريخ مجيد ، ومجد تليد ؟
    هل هم متميزون عن شباب سائر أمم الأرض في طرائق تفكيرهم ، ومجالات اهتمامهم ، ومستوى طموحاتهم ؟
    لا يخفى أن شباب المسلمين ليسوا في شيء من ذلك كله ، ولكن ما العلة ؟ أهم ظالمون أم مظلومون ؟ أهم مجرمون أم ضحايا ؟
    إن خواء الشباب المسلم فكراً وروحاً وابتعادهم عن الإسلام أخلاقاً وسلوكاً لم يكن إلا نتيجة مباشرة لابتعادهم عن العلماء ، وابتعادهم عن العلماء لم يكن إلا ردة فعل لابتعاد العلماء عنهم .
    لقد حفر العلماء بينهم وبين الشباب أخدوداً عريضاً ، فنأوا عنهم ، وتغافلوا عن مشكلاتهم ، وترفعوا عن النزول إلى مستواهم والاستماع إليهم والتحاور معهم ، وصغروا عقولهم ، وأغلقوا دونهم أبواب النقاش ، وكلموهم بلغة الإملاء والتلقين ، وحظروا عليهم الرد والانتقاد . فماذا كانت النتيجة ؟
    لقد قابل الشباب إعراض العلماء عنهم بإعراض أشد ، فوسعوا الهوة التي ابتدأ العلماء حفرها ، وأمعنوا في الإعراض عن العلماء . ولأن الشباب مجبول على الحماس ، يغلب الطيش عليه ، فقد بالغوا في إعراضهم ، حتى تحول إعراضهم عن العلماء إلى إعراض عن الدين بأسره ، لأنهم لا يحسنون - في الغالب - التمييز بين المبادئ ومن يمثلونها ، فإذا بهم يخسرون الإسلام ويخسرهم ، ويخسر بفقدانهم خيرة عناصره ، ومن يعتمد عليهم في بناء حضارته .
    انظر إلى رواد المساجد في أنحاء بلاد الإسلام شرقاً وغرباً ، من اعتادوا على حضور الجماعات الخمس أو معظمها ، وابحث عن الشباب فيهم ، فكم تجد منهم ؟
    ثم ابحث عن هؤلاء الشباب الذين خلت المساجد منهم تجدهم يتسكعون على الأرصفة ، أو يتسامرون في المقاهي ، في أقل أحوالهم سوءاً .
    ما أعظم فجيعتنا بشبابنا ، ونحن الأمة الفتيَّة ، التي يشكل الشباب النسبة الكبرى فيها ***!
    كم من شباب المسلمين يحسن تلاوة القرآن ، فضلاً عن فهمه ؟
    وكم منهم عنده اطلاع على الخطوط العريضة في سيرة النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ، فضلاً عن تفاصيل أحداثها ؟
    وكم منهم يعرف فرائض الصلاة ومبطلاتها ، فضلاً عن سننها وآدابها ؟
    بل كم منهم يؤدون الصلاة أصلاً ، ويلتزمون بفروض الإسلام ، فضلاً عن كمالاته وآدابه ؟
    كم من شباب المسلمين يعرف دينه حق المعرفة ، فضلاً عن أن يقوم بالدعوة إليه ويعرف الآخرين به ؟؟؟
    فما الذي نفَّر الشباب من المساجد ، حتى صاروا يبحثون عن مأوى بديل لهم في المقاهي والملاهي ؟
    وما الذي زهدهم في علوم دينهم ، حتى صاروا أجهل ما يكونون فيه ؟
    أليس العلماء – أو معظمهم – سبباً جوهرياً في تلك الحال المأساوية ؟
    لقد نظر الشباب إلى مشايخهم فرأوا معظمهم في أحد ثلاثة أحوال :
    وجدوا فيهم طالب دنيا ، همه جمع أموالها ، وبلوغ مناصبها ، يأكل أموال الناس بالباطل ، ويتخذ الدين سلماً يصل به إلى مآرب دنيوية دنيئة ، ومصالح شخصية عاجلة ، وما كان مثل هذا ليستحوذ على ثقة عقلاء الناس .
    والثاني شيخ ( درويش ) ، مخلص طيب القلب ، لا يطمع في بهرج الدنيا ، ولا يستميله زخرفها ، قابع في زاوية مسجده ، يرضى من دنياه بالقليل الحلال ، غير أنه لا يعرف في هذه الدنيا إلا قليلاً من الأحكام الشرعية يؤدي بها وظيفته .
    والثالث شيخ جليل ، عظيم الإلمام بعلوم الدين ، واسع المعرفة في مسائل الفقه والأصول ، متبحر في أمهات الكتب القديمة ، غير أنه يعيش في زمان تلك الكتب ، وقف نفسه على التاريخ فتجاوزه الزمن ، لا يعرف من أحوال هذا العصر إلا النزر اليسير ، تطور العالم من حوله ، وهو يريد أن يعيش في زمان الكتب التي يدرسها ، ويأبى أن يتطور مع تطور المجتمع من حوله ، وقد لا يقوى على رد كثير من الشبهات الحديثة التي ترد عليه من الشباب ، فيغلق باب الحوار هرباً من الاعتراف بالعجز ، ويطالب الشباب بالتسليم لما لا يستطيع تفسيره ، بدعوى أنه مقدس ديني لا يجوز نقاشه بالعقل . فهذا العالم في نظر الشباب جزء من تراث الأمة المجيد ، ولربما لجؤوا إليه من أجل عقد نكاح ، أو فتوى طلاق ، غير أنهم لن يسلموا عقولهم لمن لا يفهمهم ولا يعيش في زمانهم .
    لما رأى الشباب هذا حال علماء الإسلام خلطوا بين دين خالد كامل وتمثيل له ناقص قاصر ، فقالوا : إن ديناً لا يخاطب عقولنا ، ولا يجيب على تساؤلاتنا ، ولا يساير زماننا ، لسنا ملزمين باتباعه ، والرجوع معه نحو الوراء ، وإخماد شعلة التفكير...
    فهل يتحملون الوزر وحدهم ؟!!
    لقد هجروا المساجد بعد أن كانوا حمائمها ، لأن أئمة المساجد وخطباءها لم يستميلوهم إليها ، فاختطفهم المقهى والملهى والشارع والنادي .
    وهجروا القراءة النافعة بعد أن كانوا أنهم الناس وأولعهم بها ، لأن المؤلفين صبوا جهدهم في تكرار القديم ونبش الماضي ، فتلقفهم إعلام خبيث ، يمتلك من أدوات الجذب ما لم يقاوموه .
    وبين عوامل الطرد من جهة علماء الإسلام، وعوامل الجذب من جهة أعداء الإسلام ، ضاع إسلام الشباب ، وضاع شباب الإسلام .
    وتفاقمت المشكلة ، واتسعت الهوة ، في زمان كثر فيه دعوات الكفر ، وعلت أصوات أبواق الإلحاد ، وكل يحاول استمالة الشباب إلى صفه ، ويخاطبه بالغة التي يفهمها ويقدسها ، لغة المنطق والبرهان ، الذي يستقيم حيناً ، ويعوج أحياناً كثيرة .
    تفتقت في أذهان الشباب تساؤلات حساسة عديدة ، تتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمها كثير من المشايخ ، يتعلق بعضها بأسس العقيدة الإيمانية ، وبعضها بحقائق التاريخ الإسلامي ، وأذكتها تلك الأفكار المستوردة فتحولت إلى شكوك وشبهات ، حتى صاروا أمام مفترق حاسم ، إيمان أو كفر ، فإلى من يلتجئون ليعينهم على حل معضلتهم وشفاء صدورهم ؟ وهل أمامهم غير علماء الإسلام ، حماة عقيدته ، والذائدون عن مبادئه ؟!!
    جاء كثيرون منهم إلى هؤلاء العلماء ، فعمقوا شبهاتهم ولم يزيلوها ، وزادوا مشكلاتهم ولم يحلوها ، وعرضوا الدين الذي قامت عقيدته على موافقة العقل عرضاً يحارب العقل ويحرّم التفكير ، ولم يقف هؤلاء عند العجز عن حل الإشكالات التي اعترضت هؤلاء الشباب ، بل إنهم زادوا الطين بلة عندما حاولوا إخفاء عجزهم عن الحوار ورد الحجة بالحجة ، باتهام الشاب بالكفر والتمرد ، وإصدار تحذير شديد اللهجة أن لا يعود إلى مثل هذا الطرح لئلا يحسب على الكافرين المرتدين ، ففتحوا بهذه اللهجة المتعالية باباً واسعاً للشيطان ، وسقوا بذوراً خبيثة كان يسهل وأدها بلغة الحوار المنطقي الهادئ .
    وكم رأيت من شباب زهرات ، حادوا عن الجادة ، لا لخبث في طويتهم ، بل بسبب شيخ أساء معاملة عقولهم ، وحاول قمع تفكيرهم ، وخيرهم بين خيارين زعم أنهما لا يجتمعان : إما الإيمان والشرع وإما التفكير والعقل ، فاختاروا العقل وتركوا الإيمان .
    ولقد قلتها مراراً ، ولا زلت أقولها : إن الإلحاد المتستر الخجول في المجتمعات المسلمة خطر يتعاظم ، وقد تحمل العلماء مسؤولية كبيرة في السماح بوجوده ، فعليهم أن يتحملوا المسؤولية في مقاومته واحتوائه
    .

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. إنهم يظلمون الإسلام وأهل الإسلام له أظلم
    بواسطة السعيد شويل في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-03-2024, 08:57 PM
  2. الفرحة في الإسلام وفلسفة أعياد الإسلام
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-03-2010, 06:28 PM
  3. جمع القرآن: في مراحله التاريخية من العصر النبوي إلى العصر الحديث
    بواسطة بابيه أمال في المنتدى المَكْتَبَةُ الدِّينِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-12-2007, 04:39 PM
  4. شيخ الإسلام في مواجهة الظلام
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 20-12-2006, 12:47 AM
  5. مواجهة
    بواسطة خالد عمر بن سميدع في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-08-2006, 10:12 PM