أحدث المشاركات

رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» إن تسألي عن مصرَ حواءِ القرى - أحمد شوقي» بقلم آمال المصري » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» سألوني: لمَ لم أرثِ أبى ؟» بقلم هشام النجار » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: غلام الله بن صالح »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: غلام الله بن صالح »»»»» مختارات في حب اليمن» بقلم محمد نعمان الحكيمي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: المشروع القومى العربي

  1. #1
    الصورة الرمزية د.سامح إسماعيل قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    العمر : 48
    المشاركات : 2
    المواضيع : 2
    الردود : 2
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي المشروع القومى العربي

    مابين انتهاء حرب الاستنزاف في الثامن من أغسطس 1970 م ، وسقوط بغداد في التاسع من أبريل 2003م تاريخ طويل وحافل بالمتغيرات والأحداث ، سقطت خلاله كافة الأوهام التي بنيت عليها سياسات تخلت عن المشروع القومي العربي ، لتدور في فلك الهيمنة الأمريكية ، والتي تكشف وجهها الحقيقي عندما استباحت جيوشها أرض العراق لتطأها جحافل "المارينز" ، إيذانًا ببدء موجة تتارية جديدة أخذت في طريقها الأخضر واليابس ، فاستباحت الدماء ، وانتهكت الحرمات لتلوح بعصا الطاعة للجميع ، و مابين التاريخين ، تبدلت أحوال وتوارت - خلف غياهب الزمان ، وتحت أقدام العرب أنفسهم - التطلعات القومية ، والأماني الوحدوية ،بينما تواصلت التنازلات ، تنازلُ تلو الآخر ، تنازلات بدأت بالمصالحة مع عدو تاريخي ، وانتهت بالخضوع لمشروعاته الاستعمارية ، وتنافس المهرولون لنيل رضا واشنطن عبر تل أبيب فسقطت الإرادة ، وضاع القرار.
    إن إدراك ما حدث عشية سقوط بغداد ، والأحداث التي صاحبت الغزو الأمريكي للعراق ، يعود بنا إلى أكثر من نصف قرن مضى من الزمان مع بدء اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بالشرق الأوسط ، وتطلعها إلى السيطرة عليه في أعقاب الحرب العالمية الثانية ، وانحسار نفوذ الاستعمار الغربي التقليدي ، وظهور الولايات المتحدة كقوة جديدة في العالم الغربي في مواجهة العملاق السوفيتي الذي كان يحاول هو الآخر بسط نفوذه هنا وهناك ، وفي ظل مرحلة مخاض ثوري كانت تكتنف العالم آنذاك بدأت حرب من نوع خاص بين العملاقين الكبيرين ، اصطلح على تسميتها بـ"الحرب الباردة" ، والتي شهدت رغم برودتها أشد الصراعات سخونة ، وأكثر المعارك دموية في كوريا وفيتنام والسويس والمجر وكوبا وغيرها.
    كان الشرق الأوسط من أشد بؤر الحرب الباردة سخونة لقرابة ربع قرن من الزمان ، حيث كانت المنطقة محط تطلعات المعسكرَيْنِ المتنافسَين على مناطق النفوذ في العالم ، وكان الشرق الأوسط يمثل للولايات المتحدة أهمية إستراتيجية قصوى ، من حيث الموقع الجغرافي المتميز ، وموارد البترول الغنية ، وقناة السويس ، إضافة إلى وجود الكيان الصهيوني الوليد في فلسطين ، والذي كان يرتبط آنذاك بشبكة من المصالح مع الولايات المتحدة التي أرادت أن تكون إسرائيل قاعدة متقدمة للمشروع الإمبريالي الأمريكي في الشرق الأوسط في محاولة لاحتواء وتطويق المد الشيوعي ، وضمان عدم وقوع المنطقة تحت النفوذ السوفيتي مثلما حدث في الهند الصينية وكوبا وفيتنام ، ومن هنا بدأت مشروعات الهيمنة الأمريكية بـ"مشروع ترومان" عام 1949م، والذي عرف باسم النقطة الرابعة نسبية إلى المادة الرابعة منه، وتضمن إمكانية تقديم مساعدات سياسية واقتصادية وعسكرية إلى دول العالم العربي الواقعة تحت النفوذ الغربي، ثم تبعه مشروع "القيادة الرباعية للشرق الأوسط" في عام 1951م، بهدف إقامة سلسلة من التحالفات السياسية والعسكرية مع دول المنطقة ، ثم مشروع "قيادة الشرق الأوسط العسكرية" عام 1953م، أو الحزام الشمالي للمنطقة التي تضم بعض الدول العربية وبعض دول الجوار في آسيا خاصة إيران وباكستان وتركيا، إضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا ، ونتج عن ذلك ما عرف باسم "حلف بغداد" ثم جاء "مشروع ايزنهاور" لملء الفراغ عام 1957م ، ليعبر عن واقع سياسي إقليمي ودولي جديد بعد حرب السويس عام 1956م، وكان هدفه فرض الهيمنة الأمريكية على المنطقة ، في مقابل تقديم مساعدات اقتصادية وعسكرية وإدراج إسرائيل كعضو فعال في المنطقة في ظل المشروع الإمبريالي الأمريكي.
    وعلى صعيد الوضع السياسي في الشرق الأوسط كانت المنطقة العربية بالكامل تئِنُّ تحت نير الاستعمار الغربي ، بعد أن قسَّمت اتفاقية "سايكس بيكو" تركة الرجل الأوربي المريض (تركيا)، بالتواطؤ مع عروش عربية فضلت مصالحها الخاصة ، وضمان بقائها في الحكم على مصالح شعوبها التي كانت تعاني من وطأة الاستعمار ، فمصر قلب العالم العربي كانت واقعة تحت وطأة حكم ملكي فقد سيطرته على كل شيء ، وباتت أهواء الملك العابث تدفع بوضع نهاية لهذا الحكم الوراثي ، وفي الأردن كان العرش الهاشمي الذي وجد من لا شيء يحاول التشبث بالبقاء ، بعد أن طُرد ملوكه وأمراؤه من الجزيرة العربية إبَّان قيام الدولة السعودية ، في حين ربط العرش الهاشمي الآخر في العراق نفسه بالمشروعات الغربية ، فكان "نوري السعيد" وكيلاً عن بريطانيا في المنطقة قبل أن يكون رئيسًا لوزراء العراق ، وفي سوريا ولبنان كان الواقع السياسي غير مستقر وشديد الاضطراب ، وفي الجزيرة العربية لم يكن الوضع أفضل حالاً ، فالسعودية ربطت نفسها بالولايات المتحدة التي سارعت إلى إحكام هيمنتها على ذلك البلد الغنى بموارد البترول ، ونجحت في إقامة قاعدة عسكرية لها في الظهران ، و في اليمن كانت أسرة "حميد الدين" تمارس آخر طقوس الحكم الإلهي ، وقد نصب الملوك أنفسهم أئمة ، ليتوقف بها التاريخ عند القرون الوسطى، وفي الخليج وعُمان كان الشيوخ والأمراء يحكمون بمنطق القبيلة ، ليظهر الشيخ "شخبوط" ومن هم على شاكلته يتحكمون بمصائر الشعوب ، ولا يخدمون سوى مصالح الاستعمار ، في حين كان المغرب العربي واقعًا تحت سيطرة الاستعمار الفرنسي الذي حاول القضاء على الهوية العربية للشعوب المغاربية ، وكانت نكبة فلسطين 1948م تجسيدا حقيقيًا لما يعيشه الواقع العربي من تدهور وانهيار ، لتفقد معه العروش المستبدة شرعيتها ، وقد غدا ملوكها كملوك الشطرنج يحركهم الاستعمار الغربي كيفما شاء.
    وفي لحظة تاريخية حاسمة قامت ثورة يوليو المصرية فوق أشلاء نظام ملكي متهاوٍ ، لتهب رياح التغيير ، وتشتعل جذوة القومية العربية الخامدة ، من واقع آلام الشعب العربي ورغبته في الخلاص ، لتمضي المنطقة العربية في سياق ثورات التحرر الوطني العارمة ، والتي كانت في مرحلة مخاض ثوري عارم اكتنف العالم من كوبا إلى فيتنام ، فهبت شعوب المنطقة لتطيح بنظمها التابعة لتبدأ حالة من المد الثوري الوطني التي لا يستطيع أحدُ الوقوف في طريقها.
    ومنذ البداية كانت المواجهة مع الاستعمار الغربي لا مناص منها ، وكان النزاع مع العدو الصهيوني مسلمة تاريخية لا مفر من حصولها ، فظهر "جمال عبد الناصر" بمشروعه القومي العروبي لتجد الولايات المتحدة نفسها أمام خصم قوى حرمها من وضع مشروعاتها الاستعمارية موضع التنفيذ ، فحاصر "حلف بغداد" على الصعيد العربي قبل أن يشارك في إشعال حرب استقلال تاريخية في الجزائر 1954م، وأحبط "مشروع ايزنهاور" ، بعد أن خرج منتصرًا من حرب السويس 1956م ، وحينما كانت الخطط تجري على قدم وساق في "حلف بغداد" لالتهام سوريا ، فوجئ الجميع بقيام الوحدة بين مصر وسوريا ، لتظهر لأول مرة منذ عصر "محمد على" دولة واحدة تضم مصر وأكبر بلدان الشام ، وحين سقط الحلم الوحدوي نتيجة لأخطاء إدارية وداخلية لم يكن ذلك يعنى أن "عبد الناصر" قد سقط ، أو تنازل عن حلمه القومي ، فظهر من جديد في اليمن يخوض حربًا فرضتها مقتضيات المشروع القومي ، ويقف وجهًا لوجه أمام النظم العربية الكلاسيكية الموالية للغرب ، لينجح في حماية الجمهورية الوليدة من السقوط ، وهنا تلاقت الأطماع الاستعمارية الصهيونية مع رغبة أمريكية جارفة في التخلص من "جمال عبد الناصر" الذي شبهه الرئيس "جونسون" بـ"الديك الرومي" الذي يمشي مختالاً في الشرق الأوسط ، فكانت مؤامرة يونيو 1967م ، وكانت الهزيمة الكارثة التي توقع الجميع بعدها أنه لن تقوم قائمة للمشروع القومي وزعيمه "عبد الناصر" .
    ومن جديد خرج "عبد الناصر" من الأزمة أكثر إصرارًا على المواجهة ، فكانت مرحة بناء الجيش المنهار ثم مرحلة المواجهة لتبدأ واحدة من أشرس وأنبل معارك التاريخ الحديث ألا وهى حرب الاستنزاف ، وليثبت الجيش المصري أنه لم ينكسر وأنه موجود، وأن الهزيمة حدث عارض في تاريخ الشعوب والأمم ، وهى الحرب التي مهدت لانتصار أكتوبر المجيد عام 1973م.
    كانت الإرادة التي لم تنكسر من أبرز علامات تلك الفترة رغم الهزيمة ، وكانت النزاعات العربية الداخلية أكثر سلبًا من الصراعات الخارجية ، فالدماء العربية التي أريقت في حرب اليمن وأحداث أيلول الأسود كانت تفوق ما أهدر من دماء في الصراع العربي الصهيوني منذ النكبة وحتى حرب الاستنزاف .
    ومع التسليم بوجود أخطاء تجلت بوضوح في أحداث :الانقلاب السوري والتورط المباشر في حرب اليمن وهزيمة يونيو 1967م ، إلا أن ذلك ليس مبررًا لكي نهيل التراب على فترة تاريخية صنعت الكثير ، ظهر خلالها المشروع القومي ، وتجلت استقلالية القرار ، والقدرة على المواجهة والصمود حتى مع الهزيمة ، كما ظهرت جوانب الوحدة بين الشعوب العربية ، وإن لم تقم بين الحكومات بنفس القوة ، حيث التفّت الشعوب العربية على هدف واحد لأول مرة في تاريخها ، ووضعت إسرائيل تحت ضغط دائم ومقاطعة مذلة ، ولأول مرة تذوب الفوارق والحدود ، فهاهو "عبد الناصر" ومن حوله الجموع الهادرة من قصر الضيافة في دمشق إلى ميدان بورسعيد في الجزائر ومن صنعاء إلى الخرطوم ، و لأول مرة تذهب الجيوش العربية حتى وان كانت رمزية من العراق إلى الأردن لحمايته ومن الجزائر والمغرب والسودان وغيرها إلى خطوط المواجهة ، كان الهدف واضحًا والسعي إليه قائما ، لولا عوامل داخلية وخارجية أعاقته مع فقدان الإرادة لدي البعض ، والخوف على المصالح الشخصية لدى البعض الآخر، وليس أدل من موقف الرئيس الجزائري "هوارى موبدين" حين طار إلى موسكو بعد هزيمة يونيو 1967م مباشرة ، حاملا "شيكات على بياض" ليشتري السلاح للجيش المصري ، وليس أدل من مظاهرات الخرطوم التي كادت أن تشتعل لو لم يتراجع عبد الناصر عن قراره بالتنحي ، فأين ذلك كله من صورة الشارع العربي عشية سقوط بغداد ....... لا شيء سوى عيون ذاهلة ، ونفوس يائسة ، لا تقوى حتى على الاعتراض .
    إن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تروج له الإدارة الأمريكية، يهدف إلى طمس هوية الأمة العربية وحضارتها وتاريخها ومستقبلها، ولا يختلف بأي حال عن مشروع ايزنهاور ، وإن استبدل الفراغ الاستعماري ، بالفراغ السياسي والحديث عن الإصلاح في هذه المنطقة وهو إصلاح على الطريقة الأمريكية يسعى إلى فرض الهيمنة عليها ، واعتبار الصراع العربي الإسرائيلي من موروثات الماضي ، والسعي إلى دمج إسرائيل في المنطقة عبر مجموعة من المعاهدات والاتفاقيات السياسية التي تجبر أي طرف عربي على التعاون والتطبيع مع إسرائيل للحصول على امتيازات تجارية واقتصادية من الولايات المتحدة ، ليتحول مشروع الشرق الأوسط الجديد إلى وسيلة ابتزاز للأنظمة العربية ، وفي ظل هذا كله تضيع معالم القضية ، وتبدأ إعادة صياغة الحالة السياسية في المنطقة العربية، في ضوء المصالح الأمريكية ، ومتطلبات الأمن الإسرائيلي خارج إطار المشروع القومي العربي الذي بات هو الآخر من موروثات الماضي .
    من كل ما سبق جاءت أهمية تلك الدراسة لاستيعاب متغيرات السياسة الأمريكية وثوابتها أيضا ، ويمكن للباحث بعدها إدراك أبعاد المخطط الأمريكي في العراق والشرق الأوسط ، وما يمكن أن يصيب المنطقة من أخطار ناجمة عن إدراجها في إطار المشروع الإمبريالي الأمريكي الجديد ، فقراءة الماضي تُضىء الحاضر وتبرز جوانب ربما تغاضي عنها البعض وتناساها البعض الآخر منذ "كامب ديفيد" وحتى سقوط بغداد .

  2. #2
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.21

    افتراضي

    دكتور سامح إسماعيل ،
    لقد قرات بتمهل كل ما جاء في موضوعك المميز هذا ،
    ووجدته سردا سريعا لإحداثيات الخارطة العربية السياسية،
    وكما قلتَ : قراءة الماضي تضيء الحاضر ،
    و لكن حاضرنا هذا يتكرر كل حين ، و معاناتنا مستمرة
    كأننا في رحى تدور في نفس الإتجاه .
    فماذا يجب أن يقع لنقول فعلا :
    قراءة الماضي تضيء الحاضر؟

    و كيف ترى مدى فعالية المشروع القومي العربي الآن ،
    اقصد بعد أحداث حرب غزة ؟

    شكرا لك .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  3. #3
    الصورة الرمزية البربريسي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    العمر : 41
    المشاركات : 112
    المواضيع : 19
    الردود : 112
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    دكتور سامح إسماعيل

    في ظل الظرف الزمني ( الآن ) العرب بحاجة إلى إعادة النظر في كل المفاهيم والمقولات التي أسندت إليهم دون أن يكون لهم أي دور في تدوينها ، وعليهم أن يعيدوا صياغة المفاهيم بأيديهم لا بأيدي الغرباء ، عليهم أن يتأملوا ما فعله أسلافهم حينما غادروا خيام البداوة ومظلات العروبة المزيفة ، وأن يدركوا أن قوتهم تكمن في مكان آخر بعيداً كل البعد عن خيمة قوميتهم العربية المتهرئة ، تلك الخيمة التي تآمر حراسها وموظفيها مع الأجنبي ، عليهم أن يروا العالم قوميات وأطياف ، ويكثروا من جرعة الإحساس بالفرد العربي المقموع من الرأس لأخمص القدم ، ويتنبّهوا لنظرية المؤامرة التي أكلتهم الواحد تلو الآخر ، أن يستفيدوا من فلسفة عدوهم المزعوم أو الحقيقي الذي روّجوا له أكثر مما يروجون لقوميتهم السالفة الذكر ، وأن يقرأوا عبارة ( فرّق تسد ) لا كما يريد لها أن تقرأ ذلك المتخفي في الظلام الذي كتبها وأثار الفضول حولها ، ويفهمونها لا كما يريد لها أن تفهم ذلك المتخفي وراء قزحيات الحضارة ، فرّق تسد لاتعني الحدود والجغرافيات ولا نقاط التفتيش أو السفارات والقنصليات ، فرق تسد تعني العربي ضعيفاً حينما يكون بعيداً عن مبدئه ، بعيداً عن حريته وبعيداً عن حلمه ومشروعه الإقليمي المرتبط بمصالحه ومصالح الآخرين ، العرب ضعفاء إذا تمترسوا بسواتر قوميتهم العربية التي خذلتهم إبان حروبهم الطويلة قبل الإسلام وتخلّوا عن مشروعهم المرتبط بمصالحهم ، لأن العنصرية والشوفينية عاجزة لامحالة عن حماية الضعفاء ، هل تساءل العرب يوماً عن حقيقة هذه النظرية المرعبة من وجهة نظر الحاذقين من فلاسفة العرب ؟ لاشك أنهم توهموا أن منطقة القتل تكمن في تجزئة حدود دولتهم العربية أو وطنهم العربي الذي لم يكن يوماً موجوداً ، ولا سمعنا لافي التاريخ القديم أو الحديث أن العرب أقاموا دولة عربية خالصة لها حدودها الواضحة والمعلنة ، بل أن التاريخ تحدث عن دولة الإسلام التي بناها النبي محمد على أسس الدين والإنسانية والحرية ولم تكن يوماً دولة عربية . إذن من غير الإنصاف أن ينادي العرب بإعادة أمجاد دولة ساهموا في بنائها وفق أسس تختلف تماماً عما يرفعون من شعارات حالية تفسر معنى الدولة في أحلامهم ، فدولة الإسلام لم تكن يوماً دولة القومية الواحدة أو الجماعة الواحدة ، بل كانت دولة الجميع ، جميع القوميات والأطياف والإثنيات ، وكان العرب من البناة المهرة في تلك الدولة إن لم نقل من أفضل المساهمين فيها

  4. #4
    الصورة الرمزية البربريسي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    العمر : 41
    المشاركات : 112
    المواضيع : 19
    الردود : 112
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    ما هو المصير؟
    في زمن سقطت فيه المحرمات وباتت مصالح الشعوب سلعة تطرح لضمان مصالح بعض السياسيين في هذا الوطن الممزق والنازف دماً والمجروح في كرامته بات الشك يحتل جزءاً كبيراً في نفس كل عربي وفي عقلـه.
    لقد مرت أمم كثيرة في النفق المظلم الذي تمر به الأمة العربية، ولكن الظلام الدامس والظلم القاسي شكلا الحوافز لاجتياز النفق المظلم إلى النور حيث الحياة وحيث الكرامة. فمتى تستطيع هذه الأمة العربية تجاوز النفق الذي طال فيه مسيرها حتى يتحول الظلام والظلم إلى قوة تستعيد بها الأمة حقها الطبيعي في حياة كريمة معطاء.
    تحول بعض الخائفين من غضب الشعب إذا انحرفوا أو أخطأوا إلى قوة تخويف وقمع وهم ينحرفون عن الطريق حتى بات الحلال حراماً والحرام حلالاً وانهارت القيم وضاعت المبادئ وبقي العابثون بمصير الأمة غير مدركين أن للظلم نهاية وأن لهذه الأمة نهضة من كبوتهـا.
    لم يولد العابثون من رحم الأمة، ولذا فقد عبثوا بها أمداً على أمل أن تسقط الهوية وتضيع الطريق، فيكسبون من ضياعها صلاتهم بالأجنبي الذي اختاروا أن يكونوا معه ضد أمتهم، ومع عدوانه على أمتهم ومع مصالحه ضد مصالحها، فألحقوا بأمتهم الخسارة وأصابوها بالآلام من أجل مقعد حكم زائل أو مصلحة فانية، لأن الخطيئة إلى زوال والأمة دائماً إلى البقـاء.
    إن الهدف الذي سعى إليه أعداء الأمة منذ أكثر من قرن هو تمزيقها وزرع الخلافات بين أجزائها وتفكيك أوصالها، لأن ذلك وحده يتيح لهم السيطرة على الوطن واسـتنزاف موارده والتحكم بمصيره.
    وساعد المتخاذلون الذين ارتضوا أن يوجد الطامعون في وطنهم وهم أعداء أمتهم وعملوا مع أولئك الأعداء على قطع الروابط بين الأقطار العربية ليكون العرب في كل قطر أمة لا صلة لها بالأمة الأساس دون أن يدرك أولئك المتخاذلون أن تقديم العون للأجنبي سينال من أمتهم ومنهم أيضاً، لأنهم عون عابر ينتهي بانتهاء الهدف الذي استخدموا من أجلـه.
    إلى جانب ذلك ترسخ وهم الدولة ذات السيادة عند معظم الأقطار العربية، فعجزت هذه الدولة القطرية عن توفير الأمن وضمان الاستقرار وتحقيق النهوض، لأن الجزء مهما عظمت قوته العسكرية وازداد عدد أبنائه وكثرت موارده يبقى عاجزاً عن توفير المتطلبات الأساسية للبقاء والنهوض. وأمامنا على خريطة الوطن العربي دول لها قدراتها وإمكاناتها ومع ذلك عجزت عن رد العدوان والدفاع عن الأرض، وعلى الخريطة العربية دول كثرت مواردها لكنها تفتقد الشعور بالأمن والاستقرار حتى في مواردهـا.
    إن الأمة وحدها هي التي تضمن الاستقرار والأمن والنهوض والتقدم، وهي وحدها التي توفر في توحدها وتعاضدها إمكانات تحقيق الطموحات والإسهام في بناء الحضارة الإنسانية.
    لاشك أن معظم الدول العربية نجحت في تحقيق البنى التحتية من طرقات ومستشفيات وتوفير المياه وبناء المصانع، ولكنها جميعاً لم تستطع بناء الدولة المكتملة الشروط والسيادة، لأن في تجزئة الأمة ضعفاً للجزء واستنزافاً لطاقاته دون الوصول إلى الهدف المنشـود.
    هل استطاعت الدولة القطرية في مصر وسورية والمملكة العربية السعودية، والمغرب والجزائر والعراق وغيرها تحقيق الحدود الدنيـا من الطموحات والحدود الدنيا من الأمن القومـي؟
    في ظل التجزئة والتفكك حققت إسرائيل جميع انتصاراتها، وفي ظل الإجماع العربي في عقد السبعينات نجح العرب لأول مرة في صراعهم مع إسرائيل في خوض حرب، من الممكن أن تكون حاسمة للصـراع.
    وفي ظل التجزئة وقعت الحرب بين العراق والكويت، فهل كان للعراق أن يقوم بمثل هذه الحرب في ظل وضع عربي صحي؟
    إن الجزائر مثال حي على إخفاق تجربة الدولة القطرية، إذ قدم الجزائريون أكثر من مليون شهيد من أجل حرية الجزائر واستقلالها. وبنى قادتها دولة قوية وصناعات متقدمة، ولكن هذه الدولة القوية سـقطت عند أول امتحان لها، وتعيش الجزائر الآن مأساة كبرى أخرجتها من دائرة الفعل في الساحتين العربية والدولية وعطلت مواردها ووضعت الجزائريين في حالة مأساوية محزنة ومؤلمة. قد يعتقد البعض أن أمنه ومصالحه يضمنها الأجنبي أو إسرائيل، ولكن هل كان الأجنبي يوماً ضامناً حقيقيـاً لغير أمنه وأمن مصالحه؟ أليست أمامنا في وقائع التاريخ أمثلة كثيـرة؟
    قدم شاه إيران محمد رضا بهلوي خدمات هائلة للنظام الأمني الغـربي، ومع ذلك فقد مُنع من دخول الولايات المتحدة للمعالجة بعد سـقوطه، وأغدقت بريطانيا وعودها لدعم جهود الشريف حسين بن علي لبناء دولة عربية مستقلة في الأجزاء العربية المشرقية من الدولة العثمانية فعاونها في حرب ضد الدولة العثمانية الإسلامية وانتهت الحرب وانتهى الشريف حسين مشرداً وذهبت الوعود أدراج الريـاح.

    تحياتي واحترامي

  5. #5
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    العمر : 41
    المشاركات : 20
    المواضيع : 1
    الردود : 20
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    المشروع القومي العربي

    هل الحكومات العربية قادرة أو راغبة في وضع عقد نظام عربي جديد ينظم علاقات العرب ويفتح الطريق أمامهم وينمي طاقاتهم، ويعزز قدراتهم، ويحرر أرادتهم من الضغوط الخارجية، ويوفر لهم إمكانات تحرير أرضهم المحتلة؟

    كانت الإمكانيات العربية لتحقيق الأهداف السابقة في الخمسينيات أكثر توافرا منها اليوم، فالظروف اليوم أكثر تعقيدا بسبب الهيمنة الأميركية، وانهيار الاتحاد السوفييتي، وتزايد الخلافات العربية.

    ولكن بناء نظام عري جديد في إطار مشروع قومي مازال ممكنا ويمتلك فرصا موضوعية للنجاح.

    ويمكن التفكير أولا في تحديد العقبات أمام المشروع القومي، وأهمها: الصراع العربي الإسرائيلي، وقضية العراق وتداعياتها، وتجذر الحالة القطرية، والمصالح الدولية.

    وفي معطيات النهوض والعمل المشترك يمكن ملاحظة الموارد البشرية العربية المتمثلة بثلاثمائة مليون نسمة، ونسبة التعليم والكفاءات المدربة بينها، والموقع الجغرافي الاستراتيجي العربي، والموارد الطبيعية الهائلة.

    ومن ثم فإن التفكير المستقبلي في المشروع القومي يمكن أن يقوم على المبادئ التالية:

    1 – الإبقاء على مبدأ الوحدة العربية ولكن بوسائل متدرجة وشبكية، والعمل وفق مبدأ المشاركة بما يعنيه ذلك من تنازلات من جميع الدول.

    2 _ تحديد مفهومي الأمن الوطني والأمن القومي والعلاقة بينهما.

    3 _ العمل المشترك في مستويات السلطة الثلاثة: التنفيذية والتشريعية والقضائية.

    4 _ تحديد الأهداف الاقتصادية والاجتماعية.

    5 _ تطوير الأنظمة السياسية نحو مشاركة شعبية واسعة وفاعلة.

    وعلى مستوى الدولة القطرية فإنه يلزم تحقيق مجموعة من الأهداف والسياسات والإصلاحات، مثل: اعتبار التوجه القومي في عملية بناء القطر، وفهم الروابط بين أبناء الأمة وصياغة سياسات واضحة وقومية في التربية والتعليم والتنمية الشاملة والبشرية تؤهل الدولة للمشاركة بفعالية، والاهتمام بالأمن الوطني.

    تحياتي لك د0سامح اسماعيل

  6. #6
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2005
    المشاركات : 724
    المواضيع : 171
    الردود : 724
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    اميركا تريد تدمير حتى من يساعدها خدمة لاسرائيل فلولا المساعدة الصينية لانهارت اميركا من جراء ازمتها الاقتصادية بينما تساند انفصال تايوان في جميع المجالات بل لديها مخطط لتمزيق الصين من اجل التخلص من الديون الصينية التي بذمتها وما خفي كان اعظم

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.76

    افتراضي

    معزولا عن عمقعه الإسلامي واستناد جذعه لجذور الحضارة الإسلامية، يبقى المشروع القومي العربي مسخا عاريا في موجة صقيعية بغذيها المشروع القومي المريكي والصهيوني والأوروبي ، فهل يمكن له صمود في وجهها؟

    قراءة في المشهد السياسي العربي واعية

    دمت بخير وألق

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  8. #8

  9. #9
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.83

    افتراضي

    المشروع القومي العربي كان حلما للأحرار وأصبح كذبة لا نستطيع التخلص منها
    تماما كبقية المشاريع العربي
    كلها أكاذيب
    حتى هذا الربيع العربي الكاذب

    شكرا لك اخي

    بوركت

  10. #10
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.67

    افتراضي

    المشروع القوميّ العربيّ مشروع لن يتحقّق أبدًا

    هو حلم نعيش على لهب أمله ليهبنا القليل من الضّوء في ليلنا العربيّ القاتم

    والمشروع الوحيد الذي يجب علينا فعلا التعلّق به ومحاولة تحقيقه

    هو مشروع العودة إلى الدين الحنيف وإعادة المجد الذي بناه لنا إسلامنا في ظلّ حكم كتاب الله وسنّة رسوله الكريم

    دين لا يفرّق بين عربيّ وأعجميّ إلاّ بالتّقوى

    ذلك هو الوطن الموحّد الذي سيعيد للإنسان كيانه واحترامه

    مودّتي

المواضيع المتشابهه

  1. المشروع القومي العربي
    بواسطة عبدالقادر الشراب في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 14-04-2013, 03:13 PM
  2. ديوان شعري مشترك لشعراء الواحة ... المشروع الأول بكم ولكم.
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى مَشَارِيعُ النَّشْرِ الوَرَقِيِّ
    مشاركات: 159
    آخر مشاركة: 12-02-2011, 09:37 AM
  3. قصائدي التي أقدمها في هذا المشروع..... متجدد إن شاء الله
    بواسطة مصطفى الجزار في المنتدى مُنْتَدَى مَلْحَمَةِ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ شِعرًا
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22-10-2008, 10:59 PM
  4. قراءة في المشروع الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط (وسياستها في العراق)
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 25-12-2004, 08:35 AM
  5. المشروع الحضاري الاسلامي
    بواسطة قلم رصاص في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 15-12-2004, 02:14 PM