نحن على أعتاب العيـد ، العيد الذي يجب أن يفرح فيه الناس ويستمتعوا بهِ ،
غير أنه يختلف هنا نوعاً ما ،
لو أخذك الطريق نحو السوق في إحدى هذه الليالي الأخيرة لرمضان الخيـر ،
ستجد أننا نقهر العيـد ونقتل الفرحه في عيون الصغار برفع أسعار الملابس والمقتنيات الضرورية للعيد ، كل شي يزادا ثمنهُ إلا المواطن المسكين ، فهو يرخص يوماً بعد يوم ،
حتى لا يكاد يُرى له سعراً في سوق صرف (الأوادم) في مجمل وطننا الذي لا نملك منه سوى السير على رصيف مغبر وشارع يكتض بالسيارات الفارهة وكأنهم يعيشون بعالم أخر،
وقد أصبح سعر صرفنا أرخص من (البنكلاديشي) فهو يعمل ، وهنا آلاف الشباب العاطلين دون أية فرصة عمل أو حتى فرصة زواج !
وأكاد أرى العيد يضع يده على خدّه ويفكر في حالتنا المضنية !
مشاكلنا بسيطة وحلولها حقيرة قياساً بمشاكل الآخرين ، وربما هو سبب عدم أهتمام المسؤولين بهذه الدجاجة التي تبيض ذهباً في أقصى غرب كوردستان العراق ،
يقف معبر (ابراهيم خليل) ملوحاً لنا بأن اسكتو على كل ما يدخل وتمتعوا بعدّ السيارات التي تحمل كلّ شيء لأناس غيرنا في مكان آخر ،،
وقد لا نُعجب بعضهم فيترك لنا الأرض بما بقي منها ليبيعها غيره لغيرنا ويذهب عبر مطار ما في مكانٍ ما ،
متوجهاً للسويد أو أي بلد آخر ، فهو قد تعب من أفكارهِ العبقريّة التي أغرق بها زاخو وأهلها وقد ملأ (كرشه ) بأثمان الأراضي وما بقي من الميزانية لدائرتهِ الموقرة ،
ليصرفها على راحتهِ وعائلتهِ الكريمة !
وليبقى هفال وهشيار وبختيار وسمو وأمينة ووووووو بطابور أطول من يوم السبت كما يقولون على عتبة الحلم الآتي بغدٍ ربما
يستلمونَ فيهِ ثمناً شهريّا لدماء آبائهم الذين ضحّوا بشرايين قلوبهم دفاعاً عن القضيّة !
يوقفني العيد عن الكتابة ، يضرب أصابعي بعصى الحزن
ويرحل .
____
احسان
زاخـو : قضاء في أقصى شمال العراق مجاور لتركيا