أيها المطعونون بالوهم !!مـروان ارزيقـات
إلى الذين ركبوا قطار الواقع نحو الخلود ، ويشربون السعادة في كأس الحياة المقنَّعة ، ويعتقدون المثاليّة في زمن الضبابيّة ، إلى الذين ساروا متأرجحين في طريق بلا ملامح ، ويحجبون البصيرة-بجهلهم-عن نور الحقيقة ، إلى الذين غابوا في ظلام الماديّة ، وأطفئوا أنوار الروح الأزليّة إلى الضعفاء الذين ينسجون أكفانهم بأيدي العبثيّة ، إلى الذين يسلكون دروب الحياة الفانية ، ويحملون أوجاعهم المخبوءة في صدورهم ولا يشعرون ...
إلى الذين فرُّ من ساحة الوجود ، ويحملون الأملَ المشبعَ بالعناء ويحلمون ، إلى الذين غادروا عقولهم وتركوها هباءً منثورا ، إلى الذين حصَّنوا قلوبهم بالضعف والإهمال ، وتركوها نهباً للخمول ، ورضوا بالهامشيّة ، إلى الذين تجرّعوا الحسرة في أعوامهم ، ولا يجدون طعماً للحياة ...
إلى الذين غابوا في صحراء ضمائرهم القاحلة ، وحبسوا شعورهم في أتون الجهل ، وعايشوا الجنون الخياليّ ، إلى الذين أجدبت نفوسهم وعلى أطلالها صاح الغراب ، ويواصلون الرحيل المؤدّي للسقوط ...
أيها الجاهلون الجامدون...أيها الجائعون إلى الطمأنينة ، نبض الشعور يناديكم بصوت الترانيم القديمة ، عودوا إليَّ لأطهّركم من الجمود ، عودوا إليَّ لأحرّركم من القيود ، هيَّا اصعدوا إلى مجدكم الضائع ، وتتبعوا خطواتي إلى حياتكم المنتظرة وإلى هنائكم ...
أيها الأموات في ثياب الأحياء ، أيها الواهمون الضائعون ، أيها المطعونون بالوهم المخيِّمِ فوق رؤوسكم ، أفيقوا واتركوا أحلامكم الموبوءة في مقابر الانحناء ...