|
إلى درعا أشدُّ هوى الرّحالِ |
وحزني قدْ علا سَمْكَ احتمالي |
أكفكفُ دمعَها ودموعُ عيني |
ينوءُ بحملِها كتفُ الجبالِ |
وأبكي أهلَها والقلبُ دامٍ |
وغيظي باتَ ينذرُ باشتعالي |
هناكَ الرّيحُ قدْ هبّتْ بموتٍ |
هبوبَ الرّيحِ رفقًا بالرّجالِ |
هنالكَ عاثَ قاتلها فسادًا |
وماثَ فؤادَ ربّاتِ الحِجالِ |
وأجمعَ كيدَهُ واشتدَّ قيظًا |
كما الصّحراءِ في صيفِ الرّمالِ |
وأوحى للأفاعي أنْ هلمّوا |
لدسِّ السُّمِ في الماءِ الزُّلالِ |
ولمْ يرعَ المُؤلّبُ ثَمَّ إلًّا |
ولا عهـــدًا لعمٍّ أوْ لخــــالِ |
كأنَّ بظلمهِ قدْ نالَ مجدًا |
وفي الطُّغيانِ قدْ بلغَ المعالي |
فيا نيرونُ كيفَ حرقتَ درعا |
أجبني إنْ سألتكَ عنْ سؤالي؟ |
أضرغامٌ وليثٌ في دمشقٍ |
وضبٌّ في دهاليزِ القتالِ؟ |
وفي الجولانِ غمدٌ دونَ سيفٍ |
وفي بانْياس تلمعُ كالنِّصالِ! |
أتضربُ وجهَ أمّكَ لستَ منها |
وترمي قلبَ جدّكَ بالنّبالِ؟ |
وكنتَ القيدَ في يدِ كلِّ حرٍّ |
وألجمتَ العدالةَ بالحبالِ |
نسيتَ بأنَّ للضُّعفاء ربًّا |
فلمْ تخشَ الإلهَ ولمْ تبالِ |
فهلْ يحميكَ جندٌ منْ عذابٍ |
وهلْ يفديكَ أمراءُ الضّلالِ؟ |
وبعثُكَ عندَ بعثِكَ منْ ترابٍ |
أينجي عندَ غضبةِ ذي الجلالِ؟ |
أمْ انّكَ قدْ ظننتَ خلودَ عرشٍ |
وهذا إنْ علمتَ منَ المُحالِ |
فخذْ ممّنْ خلا العبراتِ درسًا |
تعلّمْ وارتجعْ قبلَ الزّوالِ |
ولا تنسَ المقابرَ بعدَ عيشٍ |
وأنَّ المرءَ مهما عاشَ بالِ |
وأنَّ الله قاهرُ كلّ نفسٍ |
يبدّلُ إنْ قضى حالًا بحالِ |