أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: الإرهابي/ قصة قصيرة

  1. #1
    الصورة الرمزية قوادري علي شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : الجزائر
    العمر : 52
    المشاركات : 1,672
    المواضيع : 142
    الردود : 1672
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي الإرهابي/ قصة قصيرة

    الارهابي
    قبل أن أغادر حفرت على آخر صفحة كتبتها
    "أيها السر المنسي في فتوحات الجرح المكبوت, أيها المتجذر في أقبية الذاكرة التي لا تنام’ شكوت وأنا وحيد وأنا مزروع في أحاديث المارة والساهرين والعابرين..تتزحلق تلك اللحظات المعمدة بازميل التوحد والوجد وجلسات الحضرة وإيقاع الرقص الملهم من نبضات النفس المقهورة الباحثة عن متنفس يصعد وينزل , ينخفض ويصهل بكل الحركات .."
    يمر الصقيع على جسدي النحيل ولا أحس به ولكن يمر اسمك فيقشعر كياني , أهفو لخطواتك الواثقة تدلف ذاك المبنى الحكومي, والكل ينحني احتراما ويهمسون إما حسدا أو تزلفا..
    لم يكن بمقدوري أن أبقى دون أن أراك ..كان المستشفى العريض فراسفانون ضيقا وكان تهديد الممرض ووعيده بالعقاب يجعلني أمد يدي متسولا بين الزائرين وكان الليل بدجاه طويل ولا صوت يعلو على صوتك وأنت صغير..
    -أبي أبي اثتري لي ثيارة
    وحدها تلك العبرات كانت تنزعني من أتون الرغبة ووحده الغناء المنبعث من الراديو القديم الذي ورثته عن جدك يؤنسني..لم يكن بوسعي وأنا المجنون في نظر هؤلاء أن أبوح بما يمور بداخلي..
    كان للتقاعد وموت شريكة الحياة أثر سلبي على نفسيتي
    -, حدة حمارة وجهي الضيف إذا جاني ,
    لما رحلت غادرني نصف قلبي ولكن حبك أنت المتبقي لي دفعني أن أقاوم وأن أكون الأب والأم وأن أصطنع لنفسي شخصية تعوضك عن اليتم وأن آخذ بيدك حتى تكون أحسن الناس كما وعدت الراحلة..
    فرونسفانون كان ملجئي بادئ الأمر وأعادني لهوس الكتابة الذي طلقته منذ تلك التي الليله من الفاتح من أفريل التي وأدت فيها حياتي وحبيبة الدرب, يكذبون في الفاتح من أبريل ويقولون كذبة بيضاء لكن الموت لايكذب, حين أخبروني وأنا في مهمة عمل ,ابتسمت قائلا لن تمر عليَّ هذه المرة كذبتكم كالعام الماضي..لكن دموع والدها وهو يخبرني وصوته المبحوح لم يكونوا كذبا..
    اخترت بإرادتي منفايا هذا ولكني وجدت عكس الراحة تعذيب وقهر وشتيمة ووجدت حكايا كثيرة تصلح أن تكون رواية ..ربما لأني أردتك سعيدا كان علي أن أضحي ولكن وعدك لي بأن تزورني هو مؤنسي وهو ماشجعني..
    أخبرت همسا تلك النجوم وشجر الكاليتوس أني مشتاق أن أقبلك أن أصرخ هذا ولدي , وأني أكاد أجن وهو مُْهملي ..
    في تلك الليلة المقمرة حملت أوراقي وضممتها بقوة ,قفزتُ الصور العالي بمساعدة شجرة البرتقال في الجهة الشرقية ..كان عليّ أن أقطع مشيا أكثر من سبع كيلومترات ..المشي صديقي ولم يكن أبدا عائقا لي ..كانت تلك الدريهمات التي خبأتها عن ذاك الممرض القبيح من تسولي كافية أن أركب الحافلة المتجهة إلى العاصمة..
    تغيرت العاصمة كثيرا ,عرفتها في السبعينات وأنا طالب وكانت تحفل بحراك فكري وسياسي وثقافي كبير وكنت من أبرز الأسماء لولا عودتي وإصرار الوالد على الاهتمام بالأرض وقطيع الغنم لكنت شيئا آخر لذلك بنيّ لم يكن بإمكاني أن أكررخطأ جدك..
    سألت أحد الشباب على العنوان المكتوب ,
    -بعيد من هنا يالحاج..عليك بالنقل
    كان لطيفا معي ,بل زاد في لطفه أن أوصلني وأعطى السائق حقه.. شكرته وأنا أدعو له كأني أدعو لابني
    -فتح الله عليك بني
    رأيت في عينيه دموع , قربته نحو بحنو ووجع وحنين
    -مابك بني؟؟
    أجابني بخجل كبير
    -ذكرتني بوالدي رحمه الله.
    بكيت معه كما يبكي الأطفال, فرنا نحونا المارون في حيرة ,شاب بلباس عصري وكهل يقتحم أبواب الشيخوخة في بكاء, ضممته
    إلي وأنا أدعو له بكل ما حفظت من أدعية ..قبَّل يدي ورأسي وهو يودعني
    -ربي يخليك لأولادك الحاج..
    وانطلقت الحافلة تشق الطريق المزدحم وتصعد أعالي العاصمة وبي حمم براكين شوق وألف قبلة ..
    الحافلة تتوقف كثيرا ,ينزل من ينزل ويصعد من يصعد وقلبي كما هو ودموعي كما هي ..صرخ السائق باسم الحي نزلت فإذا بناية الوزارة تقابلني..
    وصلت مساء , أستلقيتُ قرب ذاك الكشك أناشد النوم حضورا ..قاب غفوة أو أكثر كان الصباح ..صباح العاصمة المكتض ..حملتُ قلمي وسجلت الكثير من الخواطر..
    بَدَتْ لي العاصمة خائفة وبدا لي الناس في هذه المنطقة متوجسون خائفون و شكاكون ..للبناية حراسهه ولي ابن هناك وعليَّ أن أراه ..سألت عنه فقيل لي يوم استقباله الإثنين فقط ولن يراك ..قلت لهم ابني ومن حقي أن أراه ,قالوا مستحيل لم يذكر أن له أب حي بل هو يترحم عليه دوما..مستحيل كلكم تكذبون سترون حين يأتي كيف سيبهدلكم وسترون كيف سيقفز في حضني..قالوا في تذمر
    -شيخ به جِنَّة
    توقفت سيارة المرسيدس المسطحة ,نزل ولدي فقفز قلبي وقفزت أهرول ..سمعتهم يقولون
    -توقف توقف ..وسمعتهم يعلنون الفرح بإطلاق الرصاص ..وسمعت الكثير من الأرجل خلفي ..ورأيت الكثير من العيون فوقي ..ولمحت أوراقي تتطاير فوق الرؤوس وسمعت صوتا يشبه صوت ابني يقول
    -هل أصبتم الارهابي..؟؟؟؟؟؟
    ما أكثر ماقلت
    وكأنك لم تقل شيئا.

  2. #2
    الصورة الرمزية قوادري علي شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : الجزائر
    العمر : 52
    المشاركات : 1,672
    المواضيع : 142
    الردود : 1672
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي الإرهابي/ قصة قصيرة

    نسخة معدلة

    الارهابي

    قبل أن أغادر حفرت على آخر صفحة كتبتها

    “أيها السر المنسي في فتوحات الجرح المكبوت, أيها المتجذر في أقبية الذاكرة التي لا تنام’ شكوت وأنا وحيد وأنا مزروع في أحاديث المارة والساهرين والعابرين..تتزحلق تلك اللحظات المعمدة بازميل التوحد والوجد وجلسات الحضرة وإيقاع الرقص الملهم من نبضات النفس المقهورة الباحثة عن متنفس يصعد وينزل , ينخفض ويصهل بكل الحركات ..

    يمر الصقيع على جسدي النحيل ولا أحس به ولكن يمر اسمك فيقشعر كياني , أهفو لخطواتك الواثقة تدلف ذاك المبنى الحكومي, والكل ينحني احتراما ويهمسون إما حسدا أو تزلفا..

    لم يكن بمقدوري أن أبقى دون أن أراك ..كان المستشفى العريض فراسفانون ضيقا وكان تهديد الممرض ووعيده بالعقاب يجعلني أمد يدي متسولا بين الزائرين وكان الليل بدجاه طويلا ولا صوت يعلو على صوتك وأنت صغير..

    -أبي أبي أشتري لي قيتارة

    وحدها تلك العبرات كانت تنزعني من أتون الرغبة ووحده الغناء المنبعث من الراديو القديم الذي ورثته عن جدك يؤنسني..لم يكن بوسعي وأنا المجنون في نظر هؤلاء أن أبوح بما يمور بداخلي..

    كان للتقاعد وموت شريكة الحياة أثر سلبي على نفسيتي

    -,” حدة حمارة وجهي الضيف إذا جاني” ,

    لما رحلت غادرني نصف قلبي ولكن حبك أنت المتبقي لي دفعني أن أقاوم وأن أكون الأب والأم وأن أصطنع لنفسي شخصية تعوضك عن اليتم وأن آخذ بيدك حتى تكون أحسن الناس كما وعدت الراحلة..

    فرانس فانون كان ملجئي بادئ الأمر وأعادني لهوس الكتابة الذي طلقته منذ تلك الليلة من الفاتح من أفريل التي وأدت فيها حياتي وحبيبة الدرب, يكذبون في الفاتح من أبريل ويقولون كذبة بيضاء لكن الموت لايكذب, حين أخبروني وأنا في مهمة عمل ,ابتسمت قائلا لن تمر عليَّ هذه المرة كذبتكم كالعام الماضي..لكن دموع والدها وهو يخبرني وصوته المبحوح لم يكونوا كذبا..

    اخترت بإرادتي منفاي هذا ولكني وجدت عكس الراحة تعذيبا وقهرا وشتيمة ووجدت حكايا كثيرة تصلح أن تكون رواية ..ربما لأني أردتك سعيدا كان علي أن أضحي ولكن وعدك لي بأن تزورني هو مؤنسي وهو ماشجعني..

    أخبرت همسا تلك النجوم وشجر الكاليتوس أني مشتاق أن أقبلك أن أصرخ هذا ولدي , وأني أكاد أجن وهو أملي..

    في تلك الليلة المقمرة حملت أوراقي وضممتها بقوة ,قفزتُ السور العالي بمساعدة شجرة البرتقال في الجهة الشرقية ..كان عليّ أن أقطع مشيا أكثر من سبعة كيلومترات ..المشي صديقي ولم يكن أبدا عائقا لي ..كانت تلك الدريهمات التي خبأتها عن ذاك الممرض القبيح من تسولي كافية أن أركب الحافلة المتجهة إلى العاصمة..

    تغيرت العاصمة كثيرا ,عرفتها في السبعينات وأنا طالب وكانت تحفل بحراك فكري وسياسي وثقافي كبير وكنت من أبرز الأسماء لولا عودتي وإصرار الوالد على الاهتمام بالأرض وقطيع الغنم لكنت شيئا آخر لذلك بنيّ لم يكن بإمكاني أن أكررخطأ جدك..

    سألت أحد الشباب على العنوان المكتوب ,

    -بعيد من هنا يالحاج..عليك بالنقل

    كان لطيفا معي ,بل زاد في لطفه أن أوصلني وأعطى السائق حقه.. شكرته وأنا أدعو له كأني أدعو لابني

    -فتح الله عليك بني

    رأيت في عينيه دموعا , قربته نحوي بحنو ووجع وحنين

    -مابك بني؟؟

    أجابني بخجل كبير

    -ذكرتني بوالدي رحمه الله.

    بكيت معه كما يبكي الأطفال, فرنا نحونا المارون في حيرة ,شاب بلباس عصري وكهل يقتحم أبواب الشيخوخة في بكاء, ضممته

    إلي وأنا أدعو له بكل ما حفظت من أدعية ..قبَّل يدي ورأسي وهو يودعني

    -ربي يخليك لأولادك الحاج..

    وانطلقت الحافلة تشق الطريق المزدحم وتصعد أعالي العاصمة وبي حمم براكين شوق وألف قبلة ..

    الحافلة تتوقف كثيرا ,ينزل من ينزل ويصعد من يصعد وقلبي كما هو ودموعي كما هي ..صرخ السائق باسم الحي نزلت فإذا بناية الوزارة تقابلني..

    وصلت مساء , أستلقيتُ قرب ذاك الكشك أناشد النوم حضورا ..قاب غفوة أو أكثر كان الصباح ..صباح العاصمة المكتظ ..حملتُ قلمي وسجلت الكثير من الخواطر..

    بَدَتْ لي العاصمة خائفة وبدا لي الناس في هذه المنطقة متوجسين خائفين و شكاكين ..للبناية حراسهه ولي ابن هناك وعليَّ أن أراه ..سألت عنه فقيل لي يوم استقباله الإثنين فقط ولن يراك ..قلت لهم ابني ومن حقي أن أراه ,قالوا مستحيل لم يذكر أن له أبا حيا بل هو يترحم عليه دوما..مستحيل كلكم تكذبون سترون حين يأتي كيف سيبهدلكم وسترون كيف سيقفز في حضني..قالوا في تذمر

    -شيخ به جِنَّة

    توقفت سيارة المرسيدس المسطحة ,نزل ولدي فقفز قلبي وقفزت أهرول ..سمعتهم يقولون

    -توقف توقف ..وسمعتهم يعلنون الفرح بإطلاق الرصاص ..وسمعت الكثير من الأرجل خلفي ..ورأيت

    الكثير من العيون فوقي ..ولمحت أوراقي تتطاير فوق الرؤوس وسمعت صوتا يشبه صوت ابني يقول

    -هل أصبتم الارهابي..؟؟؟؟؟؟
    التعديل الأخير تم بواسطة آمال المصري ; 11-05-2014 الساعة 08:36 AM

  3. #3
    الصورة الرمزية مصطفى الصالح أديب
    تاريخ التسجيل : May 2014
    الدولة : شرق الحلم
    المشاركات : 1,031
    المواضيع : 44
    الردود : 1031
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    يا له من واقع دام وحال بئيس
    أهكذا يكون بر الوالدين
    أوتفعل المناصب بالإنسان كل هذا!!

    يا له من عمل درامي شامخ

    أخي العزيز القوادري علي
    الفكرة جميلة
    النفس السردي رائع
    لكنني لن أقول نفس الشيء عن الأسلوب واللغة؛ الأسلوب كان معقدا بعض الشيء وربما ‏السبب كثرة الأحداث المنوي إدراجها في النص، ومن هنا جاء الترهل، وحصل التشتت
    اللغة شابتها بعض السهوات، وكانت بعض التراكيب بحاجة لعناية أكثر
    أورد هنا بعض ملاحظاتي اللغوية وقد أكون مخطئا، فأرجو المعذرة
    ‎ ‎المعمدة بازميل التوحد والوجد وجلسات ‏
    اعتقدت أن الإزميل للحفر، بينما التعميد شيء مختلف
    يمر الصقيع على جسدي النحيل ولا أحس به ولكن يمر اسمك فيقشعر كياني
    يتبادر لذهني سؤال: ما دام لا يحس به وبالطبع لا يراه كيف يعرف أنه صقيع؟ ‏
    ولكن يمر اسمك فيقشعر كياني أعتقد أن التركيب الأفضل هنا ولكن حين يمر اسمك ‏يقشعر ‏كياني
    وكان الليل بدجاه طويل>> أعتقد أن الصواب طويلا‏
    ‏-, حدة حمارة وجهي الضيف إذا جاني >> هذه بالعامية وبحاجة لشرح ربما‏
    الذي طلقته منذ تلك التي الليله من الفاتح من أفريل >> هنا أمامك خياران – حسب رؤيتي- ‏
    الأول: الذي طلقته منذ تلك الليلة؛ ليلة من الفاتح من أفريل
    الثاني: الذي طلقته منذ ليلة من الفاتح من أفريل
    والخيار الثاني أصوب كون (التي) جاءت رابطا للجملة التالية فيصبح التكرار ضعفا ‏في ‏البناء
    اخترت بإرادتي منفايا>> الصواب منفاي والله أعلم‏
    ولكني وجدت عكس الراحة تعذيب وقهر>> ربما الصواب تعذيبا وقهرا‏
    قفزتُ الصور العالي>> ربما تقصد السور‏
    كان عليّ أن أقطع مشيا أكثر من سبع كيلومترات>> الصواب سبعة والله أعلم‏
    رأيت في عينيه دموع>> الصواب دموعا والله أعلم
    ‎ ‎قربته نحو بحنو ووجع وحنين>> الصواب نحوي والله أعلم
    ‎ ‎لم يذكر أن له أب حي>> الصواب أبا حيا والله أعلم

    كل التقدير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قوادري علي مشاهدة المشاركة
    الارهابي
    قبل أن أغادر حفرت على آخر صفحة كتبتها
    "أيها السر المنسي في فتوحات الجرح المكبوت, أيها المتجذر في أقبية الذاكرة التي لا تنام’ شكوت وأنا وحيد وأنا مزروع في أحاديث المارة والساهرين والعابرين..تتزحلق تلك اللحظات المعمدة بازميل التوحد والوجد وجلسات الحضرة وإيقاع الرقص الملهم من نبضات النفس المقهورة الباحثة عن متنفس يصعد وينزل , ينخفض ويصهل بكل الحركات .."
    يمر الصقيع على جسدي النحيل ولا أحس به ولكن يمر اسمك فيقشعر كياني , أهفو لخطواتك الواثقة تدلف ذاك المبنى الحكومي, والكل ينحني احتراما ويهمسون إما حسدا أو تزلفا..
    لم يكن بمقدوري أن أبقى دون أن أراك ..كان المستشفى العريض فراسفانون ضيقا وكان تهديد الممرض ووعيده بالعقاب يجعلني أمد يدي متسولا بين الزائرين وكان الليل بدجاه طويل ولا صوت يعلو على صوتك وأنت صغير..
    -أبي أبي اثتري لي ثيارة
    وحدها تلك العبرات كانت تنزعني من أتون الرغبة ووحده الغناء المنبعث من الراديو القديم الذي ورثته عن جدك يؤنسني..لم يكن بوسعي وأنا المجنون في نظر هؤلاء أن أبوح بما يمور بداخلي..
    كان للتقاعد وموت شريكة الحياة أثر سلبي على نفسيتي
    -, حدة حمارة وجهي الضيف إذا جاني ,
    لما رحلت غادرني نصف قلبي ولكن حبك أنت المتبقي لي دفعني أن أقاوم وأن أكون الأب والأم وأن أصطنع لنفسي شخصية تعوضك عن اليتم وأن آخذ بيدك حتى تكون أحسن الناس كما وعدت الراحلة..
    فرونسفانون كان ملجئي بادئ الأمر وأعادني لهوس الكتابة الذي طلقته منذ تلك التي الليله من الفاتح من أفريل التي وأدت فيها حياتي وحبيبة الدرب, يكذبون في الفاتح من أبريل ويقولون كذبة بيضاء لكن الموت لايكذب, حين أخبروني وأنا في مهمة عمل ,ابتسمت قائلا لن تمر عليَّ هذه المرة كذبتكم كالعام الماضي..لكن دموع والدها وهو يخبرني وصوته المبحوح لم يكونوا كذبا..
    اخترت بإرادتي منفايا هذا ولكني وجدت عكس الراحة تعذيب وقهر وشتيمة ووجدت حكايا كثيرة تصلح أن تكون رواية ..ربما لأني أردتك سعيدا كان علي أن أضحي ولكن وعدك لي بأن تزورني هو مؤنسي وهو ماشجعني..
    أخبرت همسا تلك النجوم وشجر الكاليتوس أني مشتاق أن أقبلك أن أصرخ هذا ولدي , وأني أكاد أجن وهو مُْهملي ..
    في تلك الليلة المقمرة حملت أوراقي وضممتها بقوة ,قفزتُ الصور العالي بمساعدة شجرة البرتقال في الجهة الشرقية ..كان عليّ أن أقطع مشيا أكثر من سبع كيلومترات ..المشي صديقي ولم يكن أبدا عائقا لي ..كانت تلك الدريهمات التي خبأتها عن ذاك الممرض القبيح من تسولي كافية أن أركب الحافلة المتجهة إلى العاصمة..
    تغيرت العاصمة كثيرا ,عرفتها في السبعينات وأنا طالب وكانت تحفل بحراك فكري وسياسي وثقافي كبير وكنت من أبرز الأسماء لولا عودتي وإصرار الوالد على الاهتمام بالأرض وقطيع الغنم لكنت شيئا آخر لذلك بنيّ لم يكن بإمكاني أن أكررخطأ جدك..
    سألت أحد الشباب على العنوان المكتوب ,
    -بعيد من هنا يالحاج..عليك بالنقل
    كان لطيفا معي ,بل زاد في لطفه أن أوصلني وأعطى السائق حقه.. شكرته وأنا أدعو له كأني أدعو لابني
    -فتح الله عليك بني
    رأيت في عينيه دموع , قربته نحو بحنو ووجع وحنين
    -مابك بني؟؟
    أجابني بخجل كبير
    -ذكرتني بوالدي رحمه الله.
    بكيت معه كما يبكي الأطفال, فرنا نحونا المارون في حيرة ,شاب بلباس عصري وكهل يقتحم أبواب الشيخوخة في بكاء, ضممته
    إلي وأنا أدعو له بكل ما حفظت من أدعية ..قبَّل يدي ورأسي وهو يودعني
    -ربي يخليك لأولادك الحاج..
    وانطلقت الحافلة تشق الطريق المزدحم وتصعد أعالي العاصمة وبي حمم براكين شوق وألف قبلة ..
    الحافلة تتوقف كثيرا ,ينزل من ينزل ويصعد من يصعد وقلبي كما هو ودموعي كما هي ..صرخ السائق باسم الحي نزلت فإذا بناية الوزارة تقابلني..
    وصلت مساء , أستلقيتُ قرب ذاك الكشك أناشد النوم حضورا ..قاب غفوة أو أكثر كان الصباح ..صباح العاصمة المكتض ..حملتُ قلمي وسجلت الكثير من الخواطر..
    بَدَتْ لي العاصمة خائفة وبدا لي الناس في هذه المنطقة متوجسون خائفون و شكاكون ..للبناية حراسهه ولي ابن هناك وعليَّ أن أراه ..سألت عنه فقيل لي يوم استقباله الإثنين فقط ولن يراك ..قلت لهم ابني ومن حقي أن أراه ,قالوا مستحيل لم يذكر أن له أب حي بل هو يترحم عليه دوما..مستحيل كلكم تكذبون سترون حين يأتي كيف سيبهدلكم وسترون كيف سيقفز في حضني..قالوا في تذمر
    -شيخ به جِنَّة
    توقفت سيارة المرسيدس المسطحة ,نزل ولدي فقفز قلبي وقفزت أهرول ..سمعتهم يقولون
    -توقف توقف ..وسمعتهم يعلنون الفرح بإطلاق الرصاص ..وسمعت الكثير من الأرجل خلفي ..ورأيت الكثير من العيون فوقي ..ولمحت أوراقي تتطاير فوق الرؤوس وسمعت صوتا يشبه صوت ابني يقول
    -هل أصبتم الارهابي..؟؟؟؟؟؟

  4. #4
    الصورة الرمزية قوادري علي شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : الجزائر
    العمر : 52
    المشاركات : 1,672
    المواضيع : 142
    الردود : 1672
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    شكرا جزيلا الراقي مصطفى
    قراءة مميزة وملاحظات مفيدة جدا
    تقديري.

  5. #5
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    النص جميل شائق لولا العديد من الهنات اللغوية التي أصابت النص
    قراءة الرائع أ. مصطفى الصالح كانت كافية وافية بما يمكن أن يقال
    رجاء إعادة صياغته وإدراجه هنا لوضع نسخة معدلة تلي الأصلية
    ومرحبا بك في واحتك
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية قوادري علي شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : الجزائر
    العمر : 52
    المشاركات : 1,672
    المواضيع : 142
    الردود : 1672
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة
    النص جميل شائق لولا العديد من الهنات اللغوية التي أصابت النص
    قراءة الرائع أ. مصطفى الصالح كانت كافية وافية بما يمكن أن يقال
    رجاء إعادة صياغته وإدراجه هنا لوضع نسخة معدلة تلي الأصلية
    ومرحبا بك في واحتك
    تحاياي
    شكرا جزيلا الراقية آمال
    للأسف بدل أن أضع النسخة المعدلة كانت النسخة الأولى..
    هذه هي النسخة المعدلة

    قبل أن أغادر حفرت على آخر صفحة كتبتها

    “أيها السر المنسي في فتوحات الجرح المكبوت, أيها المتجذر في أقبية الذاكرة التي لا تنام’ شكوت وأنا وحيد وأنا مزروع في أحاديث المارة والساهرين والعابرين..تتزحلق تلك اللحظات المعمدة بازميل التوحد والوجد وجلسات الحضرة وإيقاع الرقص الملهم من نبضات النفس المقهورة الباحثة عن متنفس يصعد وينزل , ينخفض ويصهل بكل الحركات ..

    يمر الصقيع على جسدي النحيل ولا أحس به ولكن يمر اسمك فيقشعر كياني , أهفو لخطواتك الواثقة تدلف ذاك المبنى الحكومي, والكل ينحني احتراما ويهمسون إما حسدا أو تزلفا..

    لم يكن بمقدوري أن أبقى دون أن أراك ..كان المستشفى العريض فراسفانون ضيقا وكان تهديد الممرض ووعيده بالعقاب يجعلني أمد يدي متسولا بين الزائرين وكان الليل بدجاه طويلا ولا صوت يعلو على صوتك وأنت صغير..

    -أبي أبي أشتري لي قيتارة

    وحدها تلك العبرات كانت تنزعني من أتون الرغبة ووحده الغناء المنبعث من الراديو القديم الذي ورثته عن جدك يؤنسني..لم يكن بوسعي وأنا المجنون في نظر هؤلاء أن أبوح بما يمور بداخلي..

    كان للتقاعد وموت شريكة الحياة أثر سلبي على نفسيتي

    -,” حدة حمارة وجهي الضيف إذا جاني” ,

    لما رحلت غادرني نصف قلبي ولكن حبك أنت المتبقي لي دفعني أن أقاوم وأن أكون الأب والأم وأن أصطنع لنفسي شخصية تعوضك عن اليتم وأن آخذ بيدك حتى تكون أحسن الناس كما وعدت الراحلة..

    فرانس فانون كان ملجئي بادئ الأمر وأعادني لهوس الكتابة الذي طلقته منذ تلك الليلة من الفاتح من أفريل التي وأدت فيها حياتي وحبيبة الدرب, يكذبون في الفاتح من أبريل ويقولون كذبة بيضاء لكن الموت لايكذب, حين أخبروني وأنا في مهمة عمل ,ابتسمت قائلا لن تمر عليَّ هذه المرة كذبتكم كالعام الماضي..لكن دموع والدها وهو يخبرني وصوته المبحوح لم يكونوا كذبا..

    اخترت بإرادتي منفاي هذا ولكني وجدت عكس الراحة تعذيبا وقهرا وشتيمة ووجدت حكايا كثيرة تصلح أن تكون رواية ..ربما لأني أردتك سعيدا كان علي أن أضحي ولكن وعدك لي بأن تزورني هو مؤنسي وهو ماشجعني..

    أخبرت همسا تلك النجوم وشجر الكاليتوس أني مشتاق أن أقبلك أن أصرخ هذا ولدي , وأني أكاد أجن وهو أملي..

    في تلك الليلة المقمرة حملت أوراقي وضممتها بقوة ,قفزتُ السور العالي بمساعدة شجرة البرتقال في الجهة الشرقية ..كان عليّ أن أقطع مشيا أكثر من سبعة كيلومترات ..المشي صديقي ولم يكن أبدا عائقا لي ..كانت تلك الدريهمات التي خبأتها عن ذاك الممرض القبيح من تسولي كافية أن أركب الحافلة المتجهة إلى العاصمة..

    تغيرت العاصمة كثيرا ,عرفتها في السبعينات وأنا طالب وكانت تحفل بحراك فكري وسياسي وثقافي كبير وكنت من أبرز الأسماء لولا عودتي وإصرار الوالد على الاهتمام بالأرض وقطيع الغنم لكنت شيئا آخر لذلك بنيّ لم يكن بإمكاني أن أكررخطأ جدك..

    سألت أحد الشباب على العنوان المكتوب ,

    -بعيد من هنا يالحاج..عليك بالنقل

    كان لطيفا معي ,بل زاد في لطفه أن أوصلني وأعطى السائق حقه.. شكرته وأنا أدعو له كأني أدعو لابني

    -فتح الله عليك بني

    رأيت في عينيه دموعا , قربته نحوي بحنو ووجع وحنين

    -مابك بني؟؟

    أجابني بخجل كبير

    -ذكرتني بوالدي رحمه الله.

    بكيت معه كما يبكي الأطفال, فرنا نحونا المارون في حيرة ,شاب بلباس عصري وكهل يقتحم أبواب الشيخوخة في بكاء, ضممته

    إلي وأنا أدعو له بكل ما حفظت من أدعية ..قبَّل يدي ورأسي وهو يودعني

    -ربي يخليك لأولادك الحاج..

    وانطلقت الحافلة تشق الطريق المزدحم وتصعد أعالي العاصمة وبي حمم براكين شوق وألف قبلة ..

    الحافلة تتوقف كثيرا ,ينزل من ينزل ويصعد من يصعد وقلبي كما هو ودموعي كما هي ..صرخ السائق باسم الحي نزلت فإذا بناية الوزارة تقابلني..

    وصلت مساء , أستلقيتُ قرب ذاك الكشك أناشد النوم حضورا ..قاب غفوة أو أكثر كان الصباح ..صباح العاصمة المكتظ ..حملتُ قلمي وسجلت الكثير من الخواطر..

    بَدَتْ لي العاصمة خائفة وبدا لي الناس في هذه المنطقة متوجسين خائفين و شكاكين ..للبناية حراسهه ولي ابن هناك وعليَّ أن أراه ..سألت عنه فقيل لي يوم استقباله الإثنين فقط ولن يراك ..قلت لهم ابني ومن حقي أن أراه ,قالوا مستحيل لم يذكر أن له أبا حيا بل هو يترحم عليه دوما..مستحيل كلكم تكذبون سترون حين يأتي كيف سيبهدلكم وسترون كيف سيقفز في حضني..قالوا في تذمر

    -شيخ به جِنَّة

    توقفت سيارة المرسيدس المسطحة ,نزل ولدي فقفز قلبي وقفزت أهرول ..سمعتهم يقولون

    -توقف توقف ..وسمعتهم يعلنون الفرح بإطلاق الرصاص ..وسمعت الكثير من الأرجل خلفي ..ورأيت

    الكثير من العيون فوقي ..ولمحت أوراقي تتطاير فوق الرؤوس وسمعت صوتا يشبه صوت ابني يقول

    -هل أصبتم الارهابي..؟؟؟؟؟؟

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    قصه إنسانية البعد كثيفة الأحداث ببناء قصي طيب وسرد جميل شائق
    لغتها انزاحت للشاعرية قليلا ، وأخشى أن هذا وإن يك مما يروقني شخصيا إلا أنه ليس كذلك للكثيرين سيما حين لا يكون النص قصيرا فعلا

    قرأتها منقحة ووجدتها أفضل بكثير
    شكرا لسعة صدرك وحسن تقبلك

    دمت بخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  8. #8
    الصورة الرمزية قوادري علي شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : الجزائر
    العمر : 52
    المشاركات : 1,672
    المواضيع : 142
    الردود : 1672
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    قصه إنسانية البعد كثيفة الأحداث ببناء قصي طيب وسرد جميل شائق
    لغتها انزاحت للشاعرية قليلا ، وأخشى أن هذا وإن يك مما يروقني شخصيا إلا أنه ليس كذلك للكثيرين سيما حين لا يكون النص قصيرا فعلا

    قرأتها منقحة ووجدتها أفضل بكثير
    شكرا لسعة صدرك وحسن تقبلك

    دمت بخير

    تحاياي
    شكرا جزيلا الراقية ربيحة
    تسعدني قراءاتك الموضوعية والمميزة فعلا.
    دمت ودام تألقك حرفا وقراءة.
    تقديري.

  9. #9

  10. #10
    الصورة الرمزية قوادري علي شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : الجزائر
    العمر : 52
    المشاركات : 1,672
    المواضيع : 142
    الردود : 1672
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشرى رسوان مشاهدة المشاركة
    مساء الورد

    نص موجع

    وقفلة صادمة

    دام لك الألق سيدي
    شكرا جزيلا الراقية بشرى
    أسعدتني قراءتك.
    تقديري.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أنا الإرهابي
    بواسطة محمد محمد البقاش في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-08-2016, 12:25 PM
  2. قصة قصيرة ......... العازف
    بواسطة تعب في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-08-2016, 10:13 PM
  3. الإرْهابيّ
    بواسطة فاتن دراوشة في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 13-07-2013, 02:45 PM
  4. أي منا الإرهابي : أنا ، أم بوش ؟ ( أقصوصة صحفية )
    بواسطة محمد محمد البقاش في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-11-2012, 01:15 PM
  5. الإرهابي
    بواسطة محمد الهضيب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 25-09-2008, 04:24 PM