أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: هناك يكتمل الحلم .. قصة قصيرة لـ / محمد محمود شعبان

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد محمود محمد شعبان أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    المشاركات : 2,176
    المواضيع : 158
    الردود : 2176
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي هناك يكتمل الحلم .. قصة قصيرة لـلأديب / محمد محمود محمد شعبان

    هنـــــــاكَ يكتمـــــــلُ الحُلـْـــــــم
    قصة قصيرة / لمحمد شعبان
    أهذه التي أَمْهرَها ألوفَ الجنيهاتِ ليتزوجَها ؟.. أتلك التي وهبها قلبَه وإخْلاصَه لتصيرَ المرأةَ الوحيدةَ في حياته ؟.. أهذه التي جَافَى من أجلها أهلَه جميعًا ؟ .. لم يَرُحْ يوما من عمله ـ وهو الذي يقضي في عيادته الساعات الطوال ـ بدون هدية ثمينة تصف مشاعره تجاهها والتي لم تتغير منذ زواجهما ... في آخر زيارة لأمه له في بيته طردها .. لماذا ؟ .. لأنها تحدثت عن تأخر الإنجاب فحسب ؛ الأمر الذي أثار حساسية لديها ، ولِمَا بدا على وجهها من حزن وضيق على الفور اتصل بشركة السياحة ليقضيا أسبوعًا في باريس ، وانطلقا سويًّا تحدوهما الابتسامات والأحاديث الرقيقة يتجولان في كل شوارع المدينة الخلابة وأسواقها المسلية حتى ينسيها موقف والدته معها والتي ما أرادت إلا مصلحته حيث تحدثت كأم لكليهما وتود أن تفرح برؤية أحفادها ولا تدري سببا واضحا لتأخر الإنجاب وهو ولدها الوحيد ولعل خلفة الولد تصلح ما بينه وبين أبيه ، ولم يطاوعها قلبها أن لا تتصل به فاتصلت به وهو في فرنسا تترجاه أن يعرض نفسه وإياها على الأطباء هناك ، ورد عليها بغلظة : هي لا تريد خِلْفَةً الآن لا تتكلمي في هذا الموضوع مرةً أخرى ، ثم أغلق الهاتف في وجهها .. واحتوشها الكثير من التساؤلات : ما الذي غير طبعه هكذا ؟ وما الذي ينويانه ؟ أين أنت يا ابني اللطيف الطيع ؟ أين ابني الذي كان يحميني عطفه ؟ لماذا يشقيني الآن بهذه المعاملة القاسية ؟ ....
    وتلك أخته حينما ذهبت لاستقباله بالمطار ومعها زوجها وصغيراها جرى الصغيران إليه وهي بجانبه غير أنه تحدث إلى أخته بقسوة وأحرجها ـ متجاهلا شوق الصغيرين له ولزوجته :ـ لم يكن من داع لحضورك .. خذي صغيريك واذهبي من هنا .. وجود الأطفال يؤذي مشاعرها .. هيا اذهبي الآن . .. ومنذ ذلك الحين ـ منذ شهر ونصف تقريبا ، وأمه وأخته لم ترياه ، وهما اللتان سعيتا في زواجه منها سعيًا حثيثًا لما لعلاقة النادي بين العائلتين والتي لم يمر سوى أسبوع تقريبًا حتى تعرف إليها بالنادي واستلطفها ، وأَسَرَتْهُ بجمالها ، وهي الشابة العشرونية ممشوقة القوام جذابة اللحظ بيضاء البشرة خضراء العينين شقراء الشعر الحريري هادئة الطباع قليلة الاختلاط بالآخرين تقرأ الشعر بثلاث لغات ، العبرية إحداها .. لم يلبث أن بدأ في حضور الندوات الشعرية ويقرأ الشعر ويقتني دواوينه .. يذهب معها ويقضيان سويا أوقاتًا طويلة يتجاذبان أطراف الحديث .. أحس براحة نفسية تجاهها حتى ملكت عليه كل حواسه وأحاسيسه ، ورغم معارضة أبيه لهذه الزيجة المتسرعة متذرِّعًا من وجهة نظره باختلاف الاهتمامات والطباع والعادات والتقاليد وعدم توفرمعلومات كثيرة عن عائلتها .
    :ـ لا نعرف شيئًا عنها ـ يا بني ـ فقط هي وأمها واللتان تعيشان على وديعة أبيها القبطان البحري المتوفى منذ شهر وهي التي تربت بعيدا عنه .. عادت فقط لتستلم تلك الوديعة ، ظلت بعيدة عن أبيها وفي حضن أمها .. ثم إن أمها لا تريحني ... دائما ذات نظرات مريبة ، وتتحدث إلى شباب كثر بالنادي وتجالسهم وهم غير معروفين .
    :ـ وأنا لا أريد أكثر من هذا ـ يا أبي ـ هي .. هي فقط .. يكفيني هذا .
    ولا يلبث الحوار بينهما في هذا الموضوع حتى ينتهي بالصراخ والنقار ، فيقوم هو بينما أبوه يكمل كلامه قائلا: ستكون زيجة فاشلة ولن تستمر ، وابنة عمك ( إيمان ) أولى بك وأنت أولى بها ، وتتدخل أمه مُوقِفَةً أباه محاولة تهدئته لكنه لا يتوقف عن الكلام والانفعال فيستمر قائلا : يترك ابنة الأصل والحسب والنسب والجمال والدين ، والتي نعرف عنها كل شيء ،والتي تناسبنا وتناسب مستوانا الاجتماعي ؟!
    وبالفعل لم يحضر أبوه أيًّا من مراسم الخِطـْبَةِ أو الدُّخْلةِ ، بل إنه منذ عام ونصف لم ير أباه سوى مرة واحدة ، وكانت عقب حادث تعرَّضَ له أبوه ، مكث على إثره بالمستشفى ليلة ً واحدة عندما ذهب له وهو في غيبوبة .. أطلَّ عليه من خلف زجاج الغرفة ، وغادر ..
    وتزوجها ، ومرت الأيام والشهور والحياة بالنسبة له شهر عسل دائم ، لا يعود للمنزل قبل السادسة بينما هي وأمها ما بين النادي ومصفف الشعر ، ولا تخرج بغير استئذان خروجاتها كلها بعلمه مطمئن لها ولأخلاقها .. حياتهما ملؤها التفاهم والحب .. عاشا في عالم خاص منعزل عن العالم حولهما .. ليتفاجأ ـ عقبَ عودته من مؤتمر لأطباء الأسنان في إنجلترا ، وبعد غَيْبَةِ أسبوعين ـ بشاب ثلاثيني مفتول العضلات قوي البنيان يفتح له الباب ..
    :ـ من أنت ؟ أين زوجتي ؟ أنااا أنا صاحب المنزل ، ما الذي يحدث ؟ ، ولم يفق إلا وهو على سرير بإحدى المستشفيات باديًا على وجهه آثارُ ضرب وعلى ملابسه آثار شجار قوي ، وأبوه بجواره يتحدث بالغرفة إلى الشاب مفتول العضلات قوي البنيان .
    :ـ هذه التي أمهرها ألوف الجنيهات ، وقدم لها تلك الشَّبْكَة القيمة الثمينة ، وكتب لها الشقة باسمها ، وجعل العصمة في يدها ، وأجبرته على عدم التفكير حتى في الخِلْفَة .. تلك التي وهبها قلبه وإخلاصه .. أين هي الآن تبخَّرَتْ إلى بلدها ومعها آلاف الجنيهات ثمرة جهده وعرقه .. المهر وثمن الشقة والمجوهرات والذهب .. ولكن كله فداء ولدي .. سيُعَوّضُ كل شيء ، المهم أنه بخير ، والحمد لله أن خلصنا من تلك النصَّابة الغدارة .
    يقاطع أباه :ـ لا تقل عليها هذا ـ يا أبي ـ فالذي لا تعرفه أنني كنت قد اتفقت معها قبيل سفري على تصفية أعمالي وبيع كل ممتلكاتي بتوكيل عام لها ، ثم السفر لنقيم سويًّا في بلدها .. تلك رغبتنا كِلَيْنا ، ولكنني لم أكن أعلم أنها ستنجز الأمر بهذه السرعة لذا تفاجأتُ .. سألحق بها ـ يا أبي ـ وسأنجب أطفالي هناك .
    أسعدني بإضافة facebook
    mohammad shaban

  2. #2
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 1.99

    افتراضي

    هناك من يعيشون تحت خيمة الوهم بإرادتهم
    ربما يحتاج الى أكثر من عاصفة لاقتلاع اوتاد خيمته
    قصة جميلة ومؤثرة
    بوركت وكل التقدير

  3. #3
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    طرد أمه لأنها تحسست من حديثها
    وأحرج أخته لأن ولداها يذكران الغريبة التي لا تريدالإنجاب بأنها لم تنجب
    وغدرت به وأصر على الاستمرار في الوهم
    فأر كهذا لا يستحق غير هذه الأفعى لتبتلعه

    لماذا أشرت إليها مرة بهذه ومرّة بتلك؟

    شكرا لك أخي
    بوركت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    أعجبني ردّ الرائعة نداء غريب صبري

    توظيف العنوان كان موفقا والتنامي الحدثي كان جيدا رغم بعض مبالغة في إظهار خنوعه لا أجدها ممكنة في مجتمعنا

    دمت بخير أيها الكريم
    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    نص اجتماعي ألقى الضوء على قصة زواج غير متكافئ
    وخروج عن إرادة الوالد الذي رغب ببنت أخيه، رافضا
    سيرة تلك البنت غير المناسبة لظروفهم، بعيدة عن بيئتهم
    كما أن العمى أصابه لزجر والدته وأخته ..
    الزوجة استغلت الظرف ونفذت كل مآربها ..
    فغدرت وخانت .. فهي لم تكن جديرة بالثقة و الأمانة ..
    والنتيجة مؤلمة..
    جاءت رواية الكاتب لتكون مسيطرة على النص
    على حساب الحوار وقد انحسرت مساحته ..
    والنص اجتماعي ..
    ( وهي الشابة العشرونية)
    أظن أنها يجب أن تكون العشرينية ..
    تحياتي ..
    كل عام وأنت بخير

  6. #6
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    تقرأ الشعر بثلاث لغات ، العبرية إحداها ...
    تلك الجملة كانت كافية لنعرف ماهية الزوجة
    وعقوقه ومعاملته القاسية لوالدته كانت كافية لما انتهى إليه أمره
    بلغة طيعة وسرد شائق فجرت بنصك حالة اجتماعية موجودة وإن قلت في مجتمعنا
    شكرا لك أديبنا الفاضل
    ومرحبا بك في واحتك
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,141
    المواضيع : 318
    الردود : 21141
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة
    تقرأ الشعر بثلاث لغات ، العبرية إحداها ...
    تلك الجملة كانت كافية لنعرف ماهية الزوجة
    وعقوقه ومعاملته القاسية لوالدته كانت كافية لما انتهى إليه أمره
    بلغة طيعة وسرد شائق فجرت بنصك حالة اجتماعية موجودة وإن قلت في مجتمعنا
    شكرا لك أديبنا الفاضل
    ومرحبا بك في واحتك
    تحاياي


    أعجبني تعليق العزيزة آمال فاستعرته
    من الغريب أن يوجد أناس بكل هذا الكم من الغباء
    وقد نال ما يستحقه
    سرد بديع تسربل بالعفوية فصدق الحس
    سلمت يداك. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


المواضيع المتشابهه

  1. ( سلام للأمام ) عامية مصرية ( بقلم/ محمد محمود محمد شعبان )
    بواسطة محمد محمود محمد شعبان في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 19-01-2024, 09:21 PM
  2. ما وراء الوجوه ( ق ق ج ) محمود محمود محمد شعبان
    بواسطة محمد محمود محمد شعبان في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 20-11-2022, 07:29 PM
  3. ق ق ج ( ألم تفهم الدرس بعد ؟ ) لــ (محمد محمود محمد شعبان )
    بواسطة محمد محمود محمد شعبان في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 11-12-2016, 07:42 PM
  4. يوميات فقير طحن ( 3 ) محمد محمود محمد شعبان ...حمادة الشاعر
    بواسطة محمد محمود محمد شعبان في المنتدى الأَدَبُ السَّاخِرُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 30-05-2012, 11:10 PM
  5. قصة قصيرة :- حلم لم يكتمل
    بواسطة سامح عبد البديع الشبة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 20-07-2006, 04:05 PM