|
صلّى عليكَ اللهُ بدراً مشرقا |
في الكونَ ضاءَ شعاعُهُ فتألّقا |
حزتَ الفضائلَ كلّها بكمالها |
فبكَ الخلائقُ تقتدي فيما ارتقى |
و بكَ الكرامُ تمثلوا دربَ الهدى |
و الخيرُ أنتَ و ذا السلامُ تحقّقا |
ألهمتَ دنيانا المكارمَ صبغةً |
محمودةَ التوجيهِ إذ فاضتْ تُقى |
لا تستقيمُ مكارمٌ لمْ يسقها |
إخلاصُ قلبٍ بالهدايةِ و النّقا |
و أقمتَ نهجاً بالحقائقِ ناصعاً |
فاسترشدَ الإنسانُ من بعدِ الشّقا |
هذي العلومُ و ذي الصّروحُ أساسها |
من أرسلَ الألبابَ تقفو المنطقا |
حيانُ و البيرونِ و الرازي سموا |
خلدونُ و الإدريسُ تخطيطاً لقى |
في الطبِّ سينا و المعادنُ هيثمٌ |
زريابُ فاقَ العازفينَ فنمّقا |
بغدادُ سادتْ قاهراتُ بمصرنا |
غرناطةُ الفردوسُ قرطبةُ البقا |
و دمشقُ تعلو فاسُ ضاءتْ رفعةً |
و بجايةٌ بالعلمِ فخرُ الملتقى |
كنّا زماناً سادةً و بنا الضيا |
من نورِ من أحيا القلوبَ على التقى |
كنّا السلامَ إذا ملكنا قريةً |
و إذا تظلّم معتدٍ كنّا الرُّقى |
" وامعتصمْ" لمّا لقَتهُ ماجداً |
ألقى الجيوشَ على الكلابِ و حرّقا |
و صلاحُ وجهٌ ما تبسّمَ ضاحكاً |
حتىّ توارى المعتدونَ عن اللّقا |
و إذ تخلّى المسلمونَ عن الهدى |
فإلى الوراءِ تخلّفوا عمّا رقى |
و من الهوانِ تشرّبوا و تعرّضوا |
و لكلّ ألوانِ المذلةِ و الشقا |
" دنمركُ " تنسيْ يا سليلةَ فاسقٍ |
من علّمَ الإحسانَ و الخيرَ استقى |
من أرسلَ الإسلامَ سلماً ساطعا |
يهدي الأنامَ و بالإخا قد وثّقا |
" دنمركُ " تبّاً إذ هويتِ خسّةً |
و جرؤتِ فعلاً شفَّ عن لؤمِ السّقا |
في كلّ يومٍ نستشفُّ بواطناً |
ليسجِّلَ التاريخُ إنصافاً بقى |
و يسجلَّ الإنصافُ كذبةَ فاجرٍ |
ظنَّ التحرّرَ في التمرّدِ أُطلِقا |
يهوي إلى دركاتِ فحشٍ قاذعٍ |
و يرى بأخلاقَ الحياءِ تغلّقا |
" دنمركُ " حيدي إن أردتِ و شانئي |
فاللهُ كافٍ عبدهُ و هو الوِقا |
و هو النّصيرُ ترقبي أقواسنا |
باللهِ ترمي و المصيرُ لكِ الشقا |
و صلاةُ ربٍّ لم تزلْ متبوعةً |
و سلامُهُ أبد الدّهورِ مرافقا |
يغشى الحبيبَ محمّد خير الورى |
و شفيعنا يومَ التنادي و اللّقا |