الايات ..
قال تعالى ..( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر \9 ومن القراءة الاولية للأية يتضح أن الله تعالى قد كفل لنا حفظ الذكر بعد إنزاله ..
فماهو هذا الذكر؟ قد يتابدر للأذهان أنه عني به القرآن المجيد وهذا مما لاشك فيه ولكن هل قصدنا من ذلك حفظ أياته من عبث المحرفين فحسب أم أنه جل في علاه اراد لفت أنتباهنا الى حفظه لمنظومة القيم القرآنية ومنهاجه المهيمن في حياتنا
لاشك أن واقعنا يقول أن أمتنا أستعصت رغم الكم المذهل من هزائمنا ولم تخضع للموت الحضاري ومافواجعنا الا إقرار برفض الله تعالى لاستعلاءنا الاجوف من بعض اصحاب الفكر او القرار ممن يحملنا على الاطمئنان الخادع والكذب على شعوبنا بتضليل فلسفة هزيمتنا المتوالية .
أن القلق من أوضاع المسلمين اليوم وعلى أوضاعهم المستقبلية هو بمثابة منبه ومحرض لاستعادة الدور الريادي للقرآن لشحذ الهمم ومعاودة نهوضنا من كون قيم القرآن لاتموت لانها محفوظة من الله تعالى وأن اصابتنا وانكساراتنا ليؤكدان أن الموت لن يصل روح أمتنا وعالم أفكارها
قلقنا هذا لاينبغي أن يتوقف حتى يتم تغيير واقعنا وفق مراد الله تعالى وأن بالامكان العمل أفضل مما نحن عليه بالمراجعة والنقد والتصويب وبالتالي اكتشاف مواضع تقصيرنا وأسبابه بدقة وجرأة فالعمل وحده لايكفي مالم يرتبط بجدوى مانريده من هذا العمل أذ العدل الألهي يقول أن جزاء اعمالنا من جنس أعمالنا ذاتها فنرتب النتيجة على العمل السديد والآ فماقيمة ماكلفنا به ربنا وماقيمة الثواب والعقاب على جميع اشكال اعمالنا
فمن الناس اليوم من يساوي صواب عمله بخطئه وربما سكت عن خطأ أعماله متخوفا" من تحديد ومراجعة ومعالجة أعماله .
لماذا تستمر هزائمنا ؟ لان مجتمعنا لايصدق أن نهوضه مرتهن بظرف ولادته الصحيحة وشروط هذا الميلاد وهنايأتي دور المصارحة بأن الكثير من الجماعات الاسلامية تقوقعت على مصالحها الشخصية والحزبية وأفتتنت بنفسها وأدعت أن الحل بيدها وأختفى أدب النقد وآلت حالنا الى استحالة تقويم تجاربنا لاكتشاف أصاباتنا التي لحقت بالعمل الاسلامي عموما لعلنا نكتشف معوقات بلوغ اهدافنا
وهنا اكرر دعوتي لفهم آية سورة الحجر من خلال الواقع كونه مختبر لدعوتنا وصلاحها لكل زمان ومكان وهنا ادعوكم سادتي للمشاركة في استشراف رؤيتنا لغدنا آخذين بنظر الاعتبار التاريخ وهو مرشدنا في الرحلة فحسب لعلنا نحقق وعد الله وةحفظه لمنهاجه المعصوم على ايدينا أنه على كل شي قدير وبالاستجابة لنقاء دعوتنا جدير
يتبع
رؤية مشاهد من مجتمعات الامة الاسلامية الآن