تلاقينا.. بدأت عيني بالارتواء من كأس وجهه ، وكلما ارتويت زاد الظمأ ، أذناي كوعاء مثقوب فهى في شوق دوما لسماعه ..
إن سمعي يحب صوته ، بصري يعشق صورته ، تنفسي يهوى شهيقه .. قلبي يطلق نفير الاستعداد ، لبدء مراسم احتفال الحب والمشاعر ،
تستعد كل خلجاتي ..
هاهو شوقي يهدأ ، وجداني يستيقظ ، مشاعري تفيق ، نبضات قلبي تسرى بشرياني في قوافل فرح تتراقص على ترانيم الهوى0
يمد يديه لتعانق يدي ، يلتحمان دون فواصل ، اجذبها ، أجدها تصر على البقاء بين يديه ،كأنه لو تركها سيفترقا ولن يتلاقيا أبدا ، تلتحم نظراتنا ويوصل بينهما خط للشوق والحب لا ينمحى أبدا ..
يقرأني من عيني أقرأه من عينيه، تختفى الكلمات وسط حديث صامت ملئ بالصخب ، الصمت يكون أبلغ من الكلام .
فصمت( بضم الصاد )عن كل شيء إلا أنتَ ، غبت عن العالم لأولد بعالمك ، اقتُلعت من كل الأراضي لأزرع بأرضك، هجرت كل سماء لأنير سماءكَ ، تنازلت عن حقوقي إلا حق وجودكَ .
ينتظر الزمن ، هو الذي لا ينتظر أحداً ، بل يجرف أمامه الأيام ،السنين يسوقها غير عابئ بها ، لكنه كان يرق لحالنا ..
تمر اللحظات سريعاً ، تغتال فرحتنا ، تشق صدر أمننا ، لتذهب الحياة بذهابك ، نعم رحيلك هو ولادة للموت ..!
تبتعد ، كل خلجاتي تريد الانفصال عني ؛ للحاق بك ومناشدتك أن تعود .
لكنك ترحل ، أبحث داخلي أجدك تسكن ذكرياتي ، معلقا على لوحة ذاتي ، أشعر بوجودك ، لم تبرحني ، عطرك يملأ الأرجاء ، لمساتك الدافئة فوق المائدة ، بصماتك فوق المقاعد ، أراك ، أكلمك ، أسمعك ، أتنفسك ،أهواك وتهواني .
لكني أفيق ولا أجدك ، أستشعرك ، معي وغائب ، أصرخ: إنها خيانة ..
نعم أنا أخونك ..
(( لكن مع طيفك ))