اليوم أكتب لك متجردا من جميع الرتوش ،والزينة اللفظية . .حتى الشعر لم يعد يحتمل صراحتي ووضوحي .. اعتدت أن أكتب واعتدت أن تقرئي ، كلما كتبت لك سبقتني عيناك إلى حروفي فأحسست بلذة العناق ، ووجدت آهات الشوق صدرا حانيا تنثر فوقه شكايتها.
كم انطلقت حروفك إلى مسار قلبي لكن لغبائه لم يستقبلها كما يستقبل الناس اليوم مشاعرهم بالكذب والتفنن في الزيف .. إنما استقبلها بمادة الحب التي لا يحيا إلا بها ...بالله عليك خبريني عن مدى غباء قلبي إنه الآن يتجرع ذل اتباعك ، ويمد ساعديه لقسوة أغلالك ، ويمكن طعنتك من سويدائه كأنما يساق إلى النعيم السرمدي والقرار الأبدي. أحبك يا ملكة البيان ..أحبك يا ناصية الحرف ..أحبك الآن أكثر مما مضى ..أحبك ولم أزل ناعم الحرف جديد الخبرة في عالم الحب ..أحبك منك أنت لامني، أنت من أذنب لا أنا ..أنت من صنع لا أنا ...أنت من ملك بحر إغراقي،أنت من أطلق في أثره وثاقي.. حتى أشعاري كنت أنت من أوحى وأنا من كتب، وأنت من أخصب معانيها فهي لك لا لي . رغم انتظارك طلوعها وبزوغ شمسها إلا أن القدر يأبى غيرك ناظما وسواك بها متنفسا.
كم كتبت فلم يتجرأ غيرك أن يقترب من حياض أشعاري لعلم الجميع أن حقوقها محفوظة لك. لك أنت يا أعز الناس .ترى هل وعيتِ ما قلت ؟ أم هل استشعرت ما به بحت؟ ..ترى هل أدركت ما قلت؟ وهل فسرت ما لأجله لمّحت!! ياترى هل أقطع الطريق على مشاعري فإن لم أستطع غمست قلبي في نيرانك طول العمر !أم ستنفجر الصخرة يوما عن نبع يرويني ويرويك على السواء !!