لكن مرة أخرى صرختي هذه أطلقها… لعلك تسمعها أرجوك .. أرجوك لاتقترب .. فجراحي لا تحتمل .. جرحاً آخر كلما أقتربت تزداد فجوة الجراح وتزداد نزفاً وألماً .. فأرجوك كفاك طعني وجرحي فعودي ما زال طرياً لا يحتمل الجفاف وأنا بطبيعتي لا أحب النواح والبكاء .. وأنت دائماً تجبرني عليها .. فما أن تغيب عني حتى تأخذ دموعي طريقها عبر وجنتي بالذبول ويعلو صوت النواح ، فأنا بالرغم من كل ماأنا فيه أحب أن أراك ، وأحب أن أستحضرك في خيالي دائماً كي لا يشعر الناس بأني ضعيفة .. لكن بالله عليك تجاهلني وتجاهل خطواتي .. ولا تنظر خلفك .. كي لاتراني أتتبعك وحتى لو لاحظت وأدركت أن عيني تراقبك وتطالبك أن تبادلني وتطاردني وأن تضمني على صدرك .. وتحيطني بجناحيك الدافئتين .. أرجوك أن تتغافل وتتجاهل كل ذلك ولا تهتم بكل ما يصدر مني .. فلربما غلبتني عاطفة لا أمتلكها .. ولربما أحببت عاطفة لم تزرني .. ولربما شدني إليك حسك المرهف وروحك الفضة ، وأبتسامتك الرقيقة ووجهك الحزين.. وعاطفتك التي تشعرني بسنيني الضائعة ..أنت ما زلت تثيرني ...وما زال تعلقي بك يزداد رغم يقيني بأنك تمتلك أمرأة أخرى رغماً عني .. أمرأة تنتظرك هناك في بيت ما في أروقة مدينتي .. أمرأة تمتلك الدنيا .. ! وأنا رغم غضبي على نفسي ورغم شعوري الفضيع بضعفي أحس أمرأة تشاركني الدنيا .. لهفتي.. شوقي.. مشاعري.. وتقذفني في دوامة تنسيني إني انا من عليها أن تقاوم .. تنسيني أحياناً نفسي وأن عليّ أنا أن أواصل الهرب وأطوف الأرض وأبتعد عنك .. حتى أنسى وجودك في حياتي وأعيش في لحظة تيه وأنعزال وموت عن الحياة …!
أستمع.. الى ندائي هذا .. وأنظر.. عساك ترحمني.. أنني أطالبك أنت المطارد بالتوقف عن الأقتراب مني .. أنني أطالبك أنت بأن تغيب عن عيني حتى لا تراك…!
ولا أطالب روحي التي توقن بأنك لست لها أن تتوقف عن ملاحقتك …!
ولا أطالب قلبي الذي يؤلمني إنه أستساغ لنفسه ما لن يكون أبداً لي أن يتوقف وينسى…!
انتهى...
من أنت يا صديقي جو؟ أنا لااستغرب أن توجد في داخلنا الازدواجية، فنحن يا عزيزي كائن مزدوج، يمكنه ان يتحول تارة إلى انثى وتارة أخرى إلى ذكر، وفي لحظة إلى شيطان رهيب واخرى إلى ملاك عجيب. لكن من أنت ياجو بحق السماء؟ قل لي من أنت؟ هل الغيبوبة جعلتك تنطق بحقائق خفية؟ أم وعيك حتم عليك ان تحول ذاتك كما تريد وكما تشاء؟