هذه ... تحدث في كل بيت هناك ...
العائلة حزينة تجلس في صالون البيت ، أمامهم مائدة الطعام لم يمسها أحد ، وفي العيون نظرة حزينة لا تخفى عن الناظرين ...
الأم : لكم أفتقد أحمد
الأب يحاول مواساتها : لا تحزني أيتها الغالية ، فقد فقدناه شهيداً ، والشهداء لا يموتون ، ذكراه باقية في كل ركن من أركان هذا البيت العتيق ...
تغالبه دموعه ، فيحاول مداراتها حتى لا يراه الآخرون فيضعفون ...
وكيف ننسى يا أبا أحمد ، وكيف ننسى ... تقول الأم ...
منظر جثته الممزقة لا يغيب عن مخيلتي لحظة واحدة ، الدماء التي اختلطت بأشلائه الطاهرة ، الحياة التي غادرته وهو في ريعان شبابه ...
لم تعد هناك مدرسة ، لكني لم أتخلى عن كتبه ، لم يعد هناك ميشو ، لكن سريره لم ولن يمسه أحد ، خزانة ملابسه كما هي ، ذكرياته كما هي ، ملامحه كما هي لم تتغير ، أي طائرة تلك التي تشوه ملامح ابني ... أي قوة في العالم لن تغير من كينونته شيئاً ... باق هو ولم يمت ... باق هو ولن يموت ...
أما هذه ... فلم تحدث الا هنا ...
رنين هاتفه الخلوي ..
يمسح الأب دموعه بأكمامه ويرد على هاتفه الجوال ..
صوت يأتي من بعيد ، من حدود لم يتصورها ،
- آلوووووو ... كيفك يابا ... أنا ميشووو
سقوط مدوي على الأرض ...
مغشياً عليه ..
وزغرودة غريبة جاءت من بعيد ..
******
فمن ذا الذي دفناه وتلقينا فيه العزاء ...
*****
صوان عزاء آخر ينبت في مكان قريب ...
هذه لا تحدث إلا هنا ..
.
*****