عبر الأثير …يكتبني القلم أصير ورقة تحمل الرسالة …والرسالة لها حافة حادة ….هي من أدوات التصويب …ومميزات الإشارات , منها الضوئية ومنها المخفية …الضوئية منها تتسم بنسيج الشامواه …والمخفية تتسم بنعومة الساتان بالتفتاه …في النهاية بعد مرورها على الطرق الوعرة ومعاناتها مع مناخ الوفرة …تصل كأي رسالة …..وعند فتح الظرف تتقلص الكلمات وتعود من حيث لم يشكل الحبر لونه وحيث لم ينسق الورق جزيئاته من المادة المادة المكونة له ولم تلملم الحواشي بعد , زفراتي المتهالكة المنثالة الناتجة عن العوامل الخارجية والداخلية …ككل شيء يبدأ من النقطة في السطر .. كانت الرسالة إمرأة برائحة العشب في صباح عفوي …….. كُتبت بماء مقدسة لم تكلفك قراءتها بالإعتدال في الجلسة ولن تترك لك مجالا لعامل الدهشة الخاطفة التي حالما ينتهي الموقف تعود الأمور أدراجها …كلا …
إنها تصنع بك ما صنعته … آن برلين: زوجة الملك هنري الثامن التي كانت تلبس القفاز بصفة مستمرة صيفاً وشتاء وذلك لتخفي إصبعاً سادساً من يديها..
إنها تصنع بك ما صنعته … الملكة فاندين: التي أمرت بسجن حلاقها الخاص مدة 3 أعوام حتى لا يعلم أحد أن الشيب قد ملأ شعرها..
ومع هذا تلك الرسالة ذات لثام البرق و رائحة العشب التي تسبق موهبة الأنف على الحدق كانت تكتبني إليك و كيف لا أكتب إليك والحروف جلها تستظل تحت دوحتك المتفرعة الأغصان ….عندما يدخل قلمك محراب النص يطوف عليه غلمان من الزعفران …وتدور كؤوس الكريستال حول الأحداق ليستل الإبهار سيف الإنتباه …عندما أدخل في لحظة التذكر وأسترجاع الدرس في التفكر ..أحرص كثيرا أن أتوضأ لأني أعي تماما بأن الحروف الغير طاهرة لا تستسيغها عيونك ..فالطهر كموهبة العطر في العزف على الآت السحر لا تجتمع إلا بيني /غيابا ,,, وبينك/ حضورك ….أتدري لماذا حروفي طازجة …لأني أخاف عليها أن تكاشفها الريح قبل أن تصل إليك ..تصل إليك كما اللبا ..كما حبات الهتان من ثغر الغيم ….وترتدي خمار صوتك حتى لا تدنسها نظرات الفضول المتشدقة بإصفرار الذهول ..كيف لا أكتب إليك وقلمي أتخذ عهدا منذ عهدٍ إن لم يكتب إليك لن يعمده النور …وسيرفضه السرور …أتدري ؟…. بأن فطرة التضاد لا تستيقظ عندي إلا حين رؤيتي إسمك وحرفة التناقض لا تستهويني إلا عند قراءتي الصباح في عينيك ومباركة البدر من كفيك …كثيرا ما يختلط علي الفرق بين الأرقام و بين جيوش النمل عندما تتحدى قمم الجليد …لذا لو أوقفت الكتابة اليك هل سأبدل اللغة التي أكتب بها؟ …هل سأتخلى عن إرث جدي ووصية أبي ؟…
هل سأكتب بلغة الوطن المولد حيث مسقط قلمي؟ …
وليس مسقط قريحتي ….بل عبر هذا الإمتداد من سنوات نهم الحروف حد التغشف ووعثاء السفر حد الغلو …لن أوقف الكتابة إلا إذا أوقفت أنت قراءتي أيها الوطن