السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن تشجيعكم الجميل ونقدكم البناء
استلهم كلماتي واستمر بالكتابة..
علَّني أصل لمبتغاي ولما يرضيكم
وعذرا على تقصيري معكم..
عواء الرياح في الخارج يشق السكون بقوة وعنف.. قد يلهب الخيال الجامح بكل أنواع الرعب القاتل..عواصف هوجاء ورعود تسبق سهام البرق الفضي وكأن الطبيعة تعلن ثورتها وتغضب وتزأر لما آل اليه حال البشر.. لكن، لا مطر .. لا مطر.. فقط حبات برد عنيف تطرق نافذتي.. مطلقة العنان لصوتها المدوي.
ينطفئ النور فجأة والليل يغطي الكون برهبة وكل ما حولي ظلام دامس تقشعر له الأبدان وترتجف القلوب.. مع صوت زمجرة العواصف لأشعر أني وحدي تماماً.. واتذكر ظلمة القبور.. فيبكي قلبي من الخشوع وأخرُّ سجداً وركوع.
لم ينتهي المشهد بعد.. ولا زال خوار الرعد، لا نور.. لا ضوء.. أبحث عن شمعة ولا أجدها فأبعثر الاشياء وأفرغ كل المحتويات هنا وهناك.. من كل الأمكنة الصغيرة والكبيرة، في كل زوايا البيت الواسع الذي يزيد الأمر سوءاً وتعقيداً.. أما فكري يعتمل هنا وهناك.. حيث الظلام الدامس منذ حقبة طويلة كأنها الدهر.. خيَّم ونسي الرحيل على جزء من شعبي.. جزء من ابناء وطني.. فكنت هناك ولم أكن!
حتما.. ليست المرة الاولى ولن تكون الأخيرة بانطفاء النور.. قد كنت هناك يوما تحت الحصار، حين اختفت أضواء المدينة..على اصوات أعتى آلات الدمار، فارتعدت فرائص القلب وحيداً واشتعلت نيرانهم وجبال النار.. لكنها المرة تجترع التغيير تماما.. لست أدري لماذا ! او أني أدري..
والآن سأحزم أوراق القضية وألف قلمي.. بعلم الحرية.. وأرحل بحروفي العربية بعدما غطى النور البشرية، عدا جزءاً بقي وحيداً مظلماً أمام ادعاء الحضارة المدنية!! وسلامي لك يا غزة، أبداً لن تهتزي، وأنتي مدرسة العزة..