لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
لا يليق بنا نحن العرب والمسلمين – وربما لا يجوز لنا - أن نشجب أو نستنكر ما يجري في غـزة ..
فلغة الشجب والاستنكار لما يجري هي قاسم إنساني مشترك؛ وهو موقف يُشـرّف الغرباء عن القضية، ويليق بالبعيدين عن المسئولية !
أما نحن فحقنا الخجل وواجبنا العمل!
أقول لإخواني قادة حماس، وكل الفصائل المناضلة .. ليس هذا وقت الكلام، ولستم في حاجة لنصيحة من أحد.
ولقد شهد الله، وشهدت خلائقه بسالة مقاومتكم، وشموخكم، وتمسككم بأرضكم وحقوق شعبكم !
وأقول إن المواقف منكم قد جسّدت واقع العرب والمسلمين لمن يراهنون على الأمة المزعومة .. التي لا تصل في حقيقتها إلى حجم صورتها المرسومة في خيال الحالمين بها - دون عمل لبنائها!
أقول، إن قتلاكم شهداء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون إن شاء الله!
وأقول، إن شعبكم ضحية لتشتت المسلمين والعرب .. فهذا الطرف يحسبكم على ذاك الطرف.. وبين أطراف وطوائف المسلمين ما بينها!
أنتم في مرحلة كفاحكم تبحثون عن الدعم - وهذا حقكم وواجب إخوانكم، ولستم مسئولين عن حساسيات المسلمين وسوء علاقة هذا الطرف المسلم بذاك! .. ولكن هذا واقعنا العربي والمسلم، وعلينا أخذه بالحسبان!
وأنتم الأدرى بحال شعبكم المحاصر في قوت يومه منذ زمن، وأنتم الأدرى بإمكاناتكم!
ولا يخفى عليكم حال أمتكم وموقفها طيلة الحصار وقبله. وتعلمون ما هو أقصى ما يمكن أن تمدكم به أمتكم العربية والإسلامية وهي في أحوالٍ أفضل، وحين كان طلبكم أيسر ...
فكيف وهي في أردى وأدنى مراحلها تفاهماً وتماسكاً!
وتعلمون أنه على رأس كل شعبٍ من شعوب أمتكم حكومة يأتمر بأمرها؛ ولكلِ حكومة قدراتها وحساباتها ومصالحها ومخاوفها ! وتعلمون أنكم في مواجهة قوة عاتية!
فأنتم بكل ما تقدم ذكره .. في أمسِّ الحاجة للدعم والمناصرة، .. من كل حرٍ وشريفٍ في هذا العالم .. أياً كان عرقه ودينه وملته !
أقول بكل ألم وأسى : إنه إذا لم يكن بين أيديكم عهداً تثقون به وتعتمدون عليه من إخوانكم العرب والمسلمين بمناصرتكم بما يتناسب وحجم المأساة..، فلا تعولوا على عموم وتاريخ روابط العروبة والإسلام وحدها! بل اجعلوا سبيلكم مدروساً بدقة وخطابكم لنيل حقوقكم خطاباً إنسانياً عاماً.. موجهاً لكل الشرفاء والأحرار في العالم .. ومقبولاً عندهم، .. بلغة إنسانية عامة صادقة واضحة !
فالحكمة الحكمة، والصبر الصبر ..
اللهم انصر عبادك المجاهدين المقاومين المرابطين الصادقين في غزة المسلمين ..،
وامددهم بجندٍ من عندك، وأيدهم اللهم بحكمة المؤمن، وأهدهم سبيل النصر، وتقبل شهداءهم بالمغفرة والرضوان، وفرج كرب المكروبين وخفف آلام المصابين منهم وعجّل شفاءهم!
اللهم آمين .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله، وصلى وسلم على رسله أجمعين !