|
أَبَعْدَ بَلائِيَ هــَلْ مِنْ بــَلاءِ |
وَقَـدْ سَرَقُـوا اليَومَ مِنِّي حِذائِي |
مُصـَابِي جَلِيلٌ، عـَزَاءٌ جَمِيلٌ |
وَدَمْعِي غَزِيـرٌ عَلَى التُّعَسـَاءِ |
وَقَلْبِي جَرِيـحٌ ،وَجِسْمِي طَرِيحٌ |
وَرُزْئِي يَجُـولُ بِأُفْقِ السَّمـاءِ |
فَيَا ســَارِقَيَّ ظَنَنْتُمْ نَجــَاةً |
فَبِعْتُمْ دَهــَاءَكُمْ بِالغَبَــاءِ |
وَفِعْلَتُكُمْ بِي بِضِعْفٍ تُجَــازَى |
وَعِنْدِي لَكُمْ كَمْ وَكَمْ مِنْ جَزَاءِ |
فَإِنْ غـَابَ نَعْلِي فَمَا غَابَ قَوْلِي |
وَمَا غـَابَ عَنْ سَاِرقَيَّ دُعَائِي |
ولست بظـــانٍ نجاة صديقي |
لعل الصديق طريـح لـداء |
عَجِبْتُ لِفَـاعِلِ هَذِي الذُّنـُوبِ |
أَلَيْسَ لَــهُ ذَرَّةٌ مِنْ حَيَــاءِ |
أَأَعْمَى تُــرَى أَم ْ بِهِ مَسُّ جِنٍّ |
أَلَيْسَ لَهُ ذَوْقُـهُ فِي البَهــَاءِ |
أَيَسْرِقُ نَعْلاً بَلاهُ الزَّمــــَانُ |
فَزَارَ البَرَارِي وَغــَاصَ بِمَاءِ |
إِذَا بَـاعَهُ مَـا جَنَى غَيْرَ هـَمٍّ |
عَنَــا بَيْعِهِ مِنْ ضُحَى لِمَسَاءِ |
وَدِينـَارُهُ لَيْسَ يُجْدِيـهِ نَفْعـًا |
ذُنُوبُ لُصـُوصٍ ضَنَى البُؤَسَاءِ |
أسَارِقَنَا مـَا أَحَطَّك َ لِصًّـــا |
وَأَمْثَــالُكُمْ أَتْعَسَ الأَغْبِيـَاءِ |
أَهَلاَّ سَرَقْتُمْ بُنُوكًـا وَمَــالاً |
بِهَا تَصْعَـدُونَ إِلَى الأَغْنِيَـاءِ |
إِذا مَــا غَدَوْتُمْ لُصُوصًا دُهَاةً |
تُضَاهُـونَ لِصَّهُمْ فِي الدَّهَـاءِ |
تُسَـاوُونَ ذَنْبًـا بِمِقْـدَارِ نَهْبٍ |
وَتَمْحِي السَّعَادَةُ عَنْكُمْ هِجَائِي |
لَعَلِّي هُنَــاكَ أُحَيِّي لُصُوصًـا |
يُعَوِّضُ ذَمِّي عَلَيْكُمْ ثَنَــائِي |
سَأَبْكِيكَ نَعْلِي سـَأَبْقَى وَفِيًّـا |
يُعَزِّي المَــوَدَّةَ فِيَّ وَفَــائِي |
لَمِسْكِينُ أَنْتَ حِذَائِي الصَّبُـورُ |
شَقَــاءٌ يَزُورُكَ بَعْدَ الشَّقَـاءِ |
شَكَوْتَ إِلَى الدَّهْرِ رِجْلِي وَوَزْنِي |
وَقسْوَةَ أَرْضٍ وَطُــولَ اِرْتِدَاءِ |
فَكَيْفَ بِرِجْلِ بَعِيرٍ صَبَـــاحًا |
تَزُورُكَ لاَ رَاحَــةً بِالعِشَـاءِ |
سَتَعْرِفُ يَوْمًــا بِأَنِّي جَـوَادٌ |
وَيُصْبِحُ رِجْلِيَ ذَا مِنْ رَجَــاءِ |