( لو أستطيع )
لو أستطيعُ لطرتُ رغم الريحِ
فوق الغيمِ من شوقي إليكِ
و لعشتُ باقي العمر أتلو لهفتي
مُتبتلاً في مَعبدِ الأشواقِ
مأسوراً لَديكِ
و لرحتُ أطفىءُ لَوعتي
من واحةٍ و غدير حب في يَديكِ
لقطفتُ وردَ الكونِ ثم عصرتهُ
و سَكبتهُ عطراً عَليكِ
و لقلتُ ألفَ قصيدة مشبوبة
(ممهورة بالشوقِ تَقْطُرُ لهفةً)
في مقلتيكِ
و ذهبتُ عند الوجدِ أََعصرُ خَمْرتي
من كرمةٍ في وَجنتيكِ
****
لو أستطيعُ جعلتُ هذا الحب
نافذةً تطلُ على تَراتيل الزُهورْ
و أقمتُ في كل المَوانىء و المَرافىء
كي أرى بدرَ البدورْ
و وقفتُ أرسمُ قصتي فَرَحاً
على صدرِ المعابدِ و الصخورْ
و بعثتُ أشعاري مغناةً
بأصواتِ الطيورْ
لرفعتُ أعمدة الهوى
و رويتُ أوراق الندى
و أقمت في عينيك مَمْلكة الشعورْ
(لكنني)
لكنني قد عشتُ أسقطُ
في المواجعِ لا أقومْ
و بَذلتُ روحي غارقاً بين
الهواجسِ و الهمومْ
لقصيدةٍ قاسمتها آلام روحي
بين أحزانِ الغيومْ
لربيعِ عشقٍ لا يدومْ
لحبيبةٍ قد غادرتْ
أفلاكَ عشقي و اختفتْ
بين النجومْ
****
فمكثتُ عمري لا أزور العشقَ
و الأشواقَ أو عشقي يُزارْ
مملوءة نبضات أشعاري
حروف الإحتضارْ
لا ألتقي غير الأسى في رحلتي
و رحيل هذا الحزن
من دارٍ لدارْ
ألقيتُ خلفي زيف أشعار الهوى
أوصدتُ بابَ القهرِ في وجهِ النهارْ
و رفعتُ جدران الصدى
و أقمتُ من حولي الحصارْ