سئل يوما كيف بدا معه الامر ؟؟؟؟؟؟؟
.مر بالشارع الرئيسي..بالكاد يرفع قدميه عن الارض بدا كالمترنح قي مشيته ..فزاعة تعبث بها الريح يبدو منظره ..لا يبدو البتة كهل..بدا شيخا بقسمات وجههه ..عضاما تبدو و تجاويف تحز في وجه قمحي لفحته الشمس .و الشاحب ..يرقب الارض تكاد تخفي الوجه القبعة
مر بمحلات الالبسة و اعمل مدققا بصره متفحصا ..توقف .. هناك .. طاف خياله ...الاجواء بالداخل ..ليغمس انظاره الى الارض .. بعد ان راى الفزاعة في احدى المرايا.....الباسا غير متناسقة ا..لونا او شكلا اكمام مقصرة لدراعين دقيقين بارزي الزندين..و بنطالا بدت رجلاه فيه كوتدي خيمة تفضفضها الريح .. ..باهت اللون ..حور بياضه لونا املح ..
مر صاحبنا هدا على جزار ينضد خارجا احشاء و رؤوس ..رمق المعروض بربع نظرة..ثم اتجه لفرع شارع..حيث المخبز..
كمتزلج..بدا يجر خفيه المطاطيي الخام ..يصدران حشرجة مزعجة ..
حاول جزر قدميه مرارا ..لكنه مجهد مثقل بدا كمن يكاد ان يتهاوى ..
ذلك الكهل حفر اليوم عدة حفر لاساس بناء قيد الانجاز حرارة مرتفعة ..فاس ثقيلة الارض صلبة ..حجر..هزيل الجسد..خاوي الهمة ..و البطن..
تعبت رجلاه..آلمه ظهره.. عضه بطنه .. موكل الاشغال بخيل..مستغل................رفع بصره .....
الحركة .. اصوات السيارات .. صدى صدمات الفاس بالحجارة الضجيج ..لهاثه ..منبهات..هواجسه..انين المه..احس بذيق ..دوار الم به ....تحامل لان لا يسقط .. تفرس وجهات النظر لمح المسجد...**مقفل** يجر نفسه يهرول ..متمايلا..يهوي على درجات السلم يحبو ...عند العتبة ...انطفات قواه..يصارع الوهن ليعدل من سقطته..قعدته ..يلم الخبزتين الى جنبه..يبسط رجلاه...بينهما قبعته المصنوعة من السعف ..المترهلة معرية شعرا اغبر كث اشعث ..يحس براحة ..قلبه يدق عنيفا..ملا الخفقات..طق طق طق طق ............يستفيق سمعه ...يتململ في مكانه .. منطفئ العينين..اي احلام...حلم او احس باصوات مكتومة ..و هدير ...و صوت جميل يعلو....اصوات كانها اتية من بئر عميقة... كانه هو في بئر عميقة يفتح جفنيه بقوة ..تجابهان الضوء ..
على وقع صوت ...طب طب ....يلمح احدهم يغلق دفتي بوابة المسجد الخشبية و يمضي ...
.هل فاته امر .؟كم مضى !..كم مر مند ان غفا..يمد يده الى القبعة ....لكنه صعق و شل ......
حمل القبعة و طوف المكان ....
قبعته!!! ..اه...ما هدا المال ...؟!!!
حمل القبعة.. بما فيها ضاما اياها .طوف المكان ..راى امام المسجد يخرج من باب جنب..انطلق اليه يصيح ...**سيدي الامام ...سيدي الامام**
جلسا ...اخبره متقطع الانفاس ...كيف عمل..تعب ..كيف لم ياكل...و كيف داخ..و استلقى...و كيف غفا...بل نام..و كيف ان الناس حسبوه متسولا ...فرمو ما رمو في القبعة المقلوبة بطنا ..و ملا بطنها قطعا و اوراقا ...بدا متاسفا معتذرا...و مندهشا...لكن صاحبه بدا مبتسما و مرتاحا ..ناولها الامام ...و سال عن خطاه....حرا م؟؟؟؟؟؟
.اتم كلامه بان المال حرام عليه............لكن الامام و بملامح الصارم قال الحرام ان لا تاخد المال ......ما دمت لم تنم متعمدا ....
و من احوج منك....تلبد الرجل ...ثم انطلق راجعا غير طريق العودة ...اضاف خبزة ثالثة ....دخل الى الجزار ...و بعد طول تفكير اقتنى رطل شحم خروف.. مر الى محل الملابس ...و اقتنى الفستان المزركش ** البخس الثمن** طالما خطط لدلك لزوجته...ثم رجع عائدا......احس بتانيب الهوى و راحة الضمير ...احس بالتيهان...توجم ...و عكس وجهته من جديد.....
و عند صاحب الملابس استقدر لباسه...فدخل و ابتاع ما استلطفه..غير مبال. من شتى الالوان..و ساعة ..كي يتنبه مرة اخرى و لا ينام ...انتقل للجزار و جعل من كل صنف رطلين و ثلاث ...و كتف...تدكر الفواكه..و المشروبات......
لم يشبع مند اماد...هذا اليوم شبع .....و نام ملا الجفون ...لا يكدره الا دهاء ابهة النقود... بل قوتها .. بل النفاذ ..................
سئل يوما كيف بدا الامر معه ....!!!فاجاب في الحقيقة لم ...اقنع ...تكاسلت..تعودت .فادمنت التسول.
مددت يدي مصافحا ا نسحب عائدا الى البيت ....احمل مقتنياتي من
الخضار ... امتار !! استدير محملقا داك الكهل بائع الخضر ; استحضر قصته ..... ...
**هو بطل فعلا ...استطاع ان يرمي بعادة لزمها طوال سنوات ليختار بيع الخضروات ..انتصر لنفسه ..على نفسه ..