في ذات ومضة لا تجود بها الحياة مرتين .. صادفتك .. كانت الدنيا مستمرة بحركة عجيبة .. أناس تسير .. أناس تعود .. والأصوات تجود بمختلف الأصوات
وبداخل عمق الومضة توقف كل شيء .. صارت الحركة سكون مسيطر .. وغدت الأصوات صمت رهيب .. لتتلاقى أعيننا دونا عن كل الموجودات.. تتلاقى أعيننا أنا وأنت..
مررت أمامي .. تخطيتني ومضيت .. مررت أمامك تخطيتك ومضيت .. واستمرت الأيام وبأعماقي أعرفني تعرفت عليك .. كان فيك شيء مألوف .. كان فيك شيء ما يؤكد لي أن أعماقي تعرفك دونا عن كل الناس
كان فيك شيء ما .. يخبرني أنك أنت بالذات.. لن تكون إلا لي .. ولن تكون إلا لأجلي
نعم .. لدى لم أستغرب أن تتجه لي بمناسبة أخرى مباشرة .. لتسألني من أكون .. ولتوضح لي من أنت تكون .. لم أتفاجأ أبدا حين قطفت لي إعجابك بأوراقه الحمراء لتهديني إياه ورودا تلو الورود .. لم أستغرب بتاتا أن أعدل لك الآن ياقة قميصك .. وأربط لك الآن ربطة عنقك .. وأقبلك قبلة الوداع وأنت تغادر لعملك..
هي ذي مسيرتنا .. بدأت بومضة .. واستمرت بحياة تملأها الحياة .. أحيانا أنصت إليك وأنت تحكي أسطورة إعجابك.. أسطورة اختيارك إياي من بين كل العالم .. أسطورة خطواتك الأولى للوصول إلي .. خطواتك أنت .. أنصت إليك .. أبتسم .. أرهف السمع لأعيش بلحظاتك المميزة .. و أتلذذ بطعم الفوز والانتصار .. فوزك بي .. الذي تفضحه عيناك وملامحك وكلامك المتلهف ..
إنما بيني وبين نفسي .. أعود للحقيقة لا للأسطورة .. حقيقة الومضة .. حقيقة أني أنا من اخترتك من بين كل الناس ..أنا من تحكمت فيك لأشدك إلي وأنا من سيطرت عليك لأجذبك إلي .. نعم .. لم أقم بأي شيء .. سوى أني اخترتك بعيني وتراجعت خطوة للوراء .. لأتركك تتقدم أنت خطوات إلي ,..
هي لعبة..
هي لعبة الاحتيال .. تعلمتها بالطفولة مع الفراشات.. كنت أطاردها فتهرب مني ..وحين أتركها وأستقر مكاني .. تأتي لترفرف حولي .. هكذا تعلمت اللعبة .. وبالفعل لعبتها كثيرا .. حتى لم تعد لعبة ..
و معك .. أصبحت خطة بسبق الإصرار والترصد .. مع وقف التنفيذ
نعم .. أنا خططت .. بخبث
وأنت نفذتَ
نفذتَ لي جريمة الحب
؛؛
؛