على شاطيء بحر الهوى
بحياة حلوة لا يعلوها شيء من حياة اخرين مهما علوا وعلى شأنهم ،يبقى هو كذلك دون أن يدنو منه نقص ولا سوء ،حب ملأه الهدوء والتفاني في نيل الرضى ،وتنافس في ضبط المواعيد وكأنها وعود قطعناها مؤقتتة بمواعيد ما حددناها ولكن أحسسناها أحيانا وألفناها أحيانا أخرى ،لاندري لماذا هذا التلهف والشوق المتزايد وإن كان ابتدأ دون سابق إنذار بصدى أعمق يزيد عن العادة والمعتاد ،كلمات ترددت ومهما حملت لانجد فيها ما يجب أن نعبر به فنمدح به شيئا جوهريا لاعابرا أو زائلا ،هو شيء حقيقي وإن عبرنا عنه لن نلمس جوهره بقدر ما نحوم حول دوائره الخفية ولا نلمس شيئا ،اه من التي في أحشائها الذر كامن أصبحت اليوم بلا ذر أمام همام هذا الزخم المتراكم حبا ، لم تستوعب صاحبة الأحشاء هذه الاحاسيس المثقلة بقطرات الندى التي اختلطت ببياض غبار دقيق فوق حبات العنب لتضفي حقيقة طبيعته الأصيلة ،حيث زمن القطاف يوالي زمن تناوله. لاينمحي الجمال الأبدي ما بقي الزمان ولا يندثر كل حب امتد هنيهة من الزمن حقيقة لازيفا ، ولكن كلاهما كانا وسيكونا من أجل شيء أسمى وأهم ، وعلى عظمة ما اجتمعا يسكنان ، وما كانت هذه المكانة لتمثل إلا لمن سما بلا دنو وكأنه السلطان الذي به يقدر العالمون دون سواهم وهم الأعلون .
لم تخطئ نفسي حين اختارتك أنت، نعم السند سندي.أنت يامن تعلمت الجمال في روعة خلقك فبدأت أناملي تشق الصخور وتحنو لإنسان
حفر سجنا بإبرة، وإبرتك بين أناملك فافعلي بها ماتشائين ولا تنقري بها ظهر المطية بل أظهر أناس بات إحساسهم منعدم بنخرك بالإبرة جدران السجن يوما بعد يوم حيث لايشعرون فوصلت إلى حيث يقترب مصدر الضوء الذي لاح عبر أيام خلت ، قل طفح الكيل فركبت السيل إشراقا غير مبال بعد أن لا ح لك الضوء الشارد من بعيد ،فنحوه أنت ذاهب لا محالة فهو ينتظر تلك الإبتسامة العريضة الجميلة المحتشمة، التي اختلط فيها الحسن بالجمال كأن فيها مسحة حبيسة من كابة زادت الإبتسامة تعبيرا قويا ،تذكرت الموناليزا وتذكرت ملامسة الحزن والفرح طباقا ظاهرا في تركيبة جمال خاصة ، حتى كنت أروع ما رأيت، فلا تهز ولا تحرك الواحدة من الالاف المؤلفة ورقة من نبع خيالي ولاتفكيري ،وما هز كل شيء إلا أنت وحدك ،فلا تبرح مكانك حيث أنت، فإن زدت فوق ذلك فهو الذهول، وإن دنوت عن ذلك لا تدنين ميلا ولو شئت ، لا أشاء شيئا إن أنت إلا جزء مني، كأنك مني بمنزلة حواء من ادم ،وما أنا من ادم إلا ابن وفي حذا حذو أبيه في اهتمامه بمن هو منه، حتى كان له منه مايكون فسكنا الجنة ونزلا معا على الوعد الدائم لا يفترقان وإن كان الخطأ من القدر ومن القدر المشيئة ،خرج معها إلى أين ؟إلى مكان يمكن أن يرتطم بهما الدنس في أي وقت ومع ذلك كان الإصطفاء رحمة به وبالعالمين ،فهل اصطفاك الله لتكوني لي واصطفاني لأكون لك ؟ كل ذلك يبقى ظاهرا ومذهلا أمامنا ،هذا الذي ينمو ويسمو فما سمت أمامه أشياء بطبيعتها الفطرية الأولى القابعة على جنبات المحجة البيضاء ،ويبقى الحب كله مكونا حلقات حول الأحبة يغمرهم ويسمو بهم إلى حيث تخترق الموانع الطبيعية ولاتخترق دوائره الحقيقية الحافظة للمبادئ الراقية الحقيقية الباعثة لكل راق هو فيه .