خضار متجول يكد في الحصول على لقمة عيشه ، لكنه مل هذه المهنة التي تكلفه جهداً كبيراً ، يحس أن حياته سوف تسير على وتيرة واحدة طول حياته .. فهو يعاني من قسوة العيش وقسوة الطبيعة عليه .. / متعوس/ وما غناؤه إلا وسيلة لتبديد مخاوفه وأحزانه ..
لتكسير خطية السرد عمد السارد إلى تغيير مسار خطاطته السردية بمفاجأة يعزز بها تماسك النص / رؤية ذلك الشيء اللامع / وهو حدث خارجي جاء كمنبه إلى حدوث تغيير في حياة الخضار ،بحيث نقله السارد من وضعية متأزمة إلى وضعية تتسم بالأمل والانفراج القريب .. ولكنه أصيب بانتكاسة كبيرة لما تبين أنه خاب في تحقيق حلمه وأمنيته ..
ليس لي سوى عربتي / عودة إلى الواقع مرة أخرى ،فأصبح مقتنعاً بمهنته ..كأنه عاد إلى المنطق السليم والممكن ..
لقد أعطى السارد للبطل فرصة للتحليق والابتعاد عن الواقع .. وضعية نسختها وضعية أخرى لما اكتشف أن عربته قد سرقت ..
نص أدبي تميز بسرد هادئ ، ولغة جميلة بعيدة عن الإيحاءات المغرقة في الرمزية ، مع تنحية الاستطراد في الكلام ..
جميل أن ينزل المبدع إلى الواقع المعيش ، ينبش ويدقق فيه ، يعيش محنة البسطاء والفقراء ،
نص أدبي يحفر في النفوس ، ويكشف ما تحت اللباس عن طريق الرؤية البصرية والحسية .. وذلك من أجل إنتاج أدبي إنساني ،وليس بالضرورة أن يكتب المبدع عن أصحاب القصور الفخمة ، والأحياء الراقية ، بل عليه أن ينزل بأدبه ويتعالى برؤيته دون أن يسقط في النقل المباشر ، وقد نجح نجيب محفوظ ويوسف إدريس ، وحنا مينة وغيرهم في رصد النفوس البشرية البسيطة فتركوا بصماتهم الإنسانية والأدبية .. ودون شك أن هذا النص الجميل قد ترك بصمته في نفوس القراء ..
جميل ما كتبت وأبدعت أخي حارس كامل ..
محبتي وتقديري .. الفرحان بوعزة ..