حيرة مقتبسة من البكاء على الأطلالبين صدى تلك الكلمات التي تعودت أن أسبح في سمائها،الآن سمَوت بفضلها، ثم تَلَوْت عنها زُبُرَ الأولين ،استوقفتني أيَّامٌ قرأت للذين سمَت بهم الكلمة في سراياها ،فعم الجمال جهاتهم التي ولَّو وجوههم نحوها ، كل الأشياء صارت عندي سرابا لما ارتبطت بمناحي الحياة الآنية ، كلِمَات كانت لها القيمة المثلى في سمُوِّ مجتمعات،و كان لها الصيت المدوي ، وتعالت في سماء الأمكنة العبارات المتألقة التي ارتبطت بإحقاق الحق.
ولما كُنْتُ هاهنا أتحدث الآن، كنت أعيش الماضي في جيوب الحاضر، وأجهش للبكاء على أطلاله ،هكذا أكون هائما على وجهي ،لا أدري لنفسي طريقا سويا، إلا ما قد اجتمع لي من رحلتَيْ الذهاب إلى هدوء الماضي، والإياب إلى فوضى الحاضر ،فهل أنا مجتر الماضي بكل حيثياته ؟أم أنا متعصِّب لا يحب ما حملته كل أشكال الحداثة المبتدعة؟أم هي حيرة على غرار البكاء على الأطلال، أم أن الأمور تسير من غير أن آذنَ لها العبث بحياتي الآنية؟،صراحة، صِرت لا أعلم شيئا عنها، إلا ما قد رُسم منها بمداد من ذهَبِ، ذَهَبَ رفقة أيام طفولة شاردة ،أما الآن، فلا غَرْوَ أن أقول: ما مصير هذا الكل وقد اختلط ،حتى امتزج الشيء بالشيء على اختلاف تأثيراته في إسرائنا وعروجنا عبر غياهب الأزمنة؟ ، طبعا شاء القدر أن تاهت منا أصول الحياة .