أقدم لكم قصيدة موت ... على الموت يشارف
قصيدة تأخد من الشعر العمودي شيئا و تأخد من شعرا التفعيلة شيئا
كما أنها تطل على بحرين: الطويل و المتقارب
أعرف أن الكلام الكثير على طاولة الشعر كالكلام الكثير على طاولة القمار، لا يأتي إلا بسوء الحظ لذا أترككم مع القصيدة و أنسحب على أصابع أقدامي
أرى موتنـــا تخـــر قهــرا عزائمــــه كــأنـــه خيــل قد تهـــــاوت قوائمـــه فلسنـــا نخـــاف مــن يعــود بخطــوة و ليـس بنــد مـن تهـــون مكارمــــــه لــه في سوانــا عبــرة غيــر أنـــــــه علــى مثلنــا لا تستبيـــن معالمـــــــه تـــراه إذا مــا جـاءنــــــا متجهمـــــا و هل راعنــا من يمـتلأ البر ساجمـه إذا ابتــدر العــداء صرنــا بمثلــــــه يـلازمنـــا مثـل النــوى و نلازمـــــه و إن جـاءنــا غـاز نصيــر غريمـــه ننــازلــه حتــى تليــــن دعائمــــــــه يخط لــه عزم الرجـــال مضاربـــــا بستيـــن عامــا قد تنــوف هزائمــــه فمــن يمتنــع قد آده الأمــر دوننـــــا و من يستجيد النصر فالنصر خادمه فيا موت قد منّتــك نفسـك بالمنــــى كأنــك عقد أتقـن النضـم ناضمـــــه و يـا موت مهمــا تستبيـح ديارنــــا نجاهـر بالســر الذي أنت كاتمـــــه لقـد كنـت بالأمس كظئــر نلازمـــه يقاسمنــــا أحزاننــــا و نقاسمــــــه فصرت إذا يعلــو الأسـى متجليــــا كراعـي بغــاة تستبـــاح محارمـــه لك الموت يا موت تسـاق فأنت من عليـــك تقـــام لا علينــا مآتمـــــــه
-----------------------------------
لك الموت يا موت تهفو
فقد كذبتك عيونك حين قصدت المسيح
فكيف حظيت بمن هو دونه
و كيف رميت بيوسف عند غيابة جب
و لما علمت بحسنه
صرت كزوج العزيز تروم عيونه
قصدت النبي تريد منونه
جمعت الرجال لكي يرصدونه
و لما دخلت لدار النبي
صدمت بطفل يطال المنام جفونه
كأنك لا زلت تشهد زحف التتار إلينا
و لا زلت تسمع وأب حوافر خيل هلاكو تدب علينا
ستنكش تاريخنا و ستعلم بعد فوات الأوان
بأن حفيد المغول على أرض مصر كبحنا جنونه
أتيت بقائد جيش رعاة البقر
جاءنا يستدين، فزدنا ديونه
لقد كان خصما غريرا
فليتك كنت رعيت شؤونه
و قد كان حرزا حريزا عليك
فكيف عملت على أن تخونه
أشرف الإسماعلي
تطوان، عروس شمال المغرب