قالت: ثم ماذا؟ وما قصة ذلك الذي أضنى الجسد وهدّ الحول؟
قلت: دع عنك ما مضى، فالآن كلّ الصيد في جوف الفَرا!
فقد يهيم الإنسان على غير بصيرة، وتتقاذفه أمواج المشاعر والأفكار في لجج الأحداث، ويظن أن الريح قد صنعت من الماء زَرَد، لكنه يكتشف أن لو صمد!
ثم يفتح عينيه على دنيا أخرى قد انبنت على أنقاض القديم، ويرنو لآفاق الحقائق في النفس والدين والحياة كان غافلاً عنها.
وقد قرأت في رواية قواعد العشق الأربعون:
«إن الماضي دوّامة، إذا تركته يسيطر على لحظتك الحالية فإنّه سيمتصّك ويجرفك».
وأنا أقول:
ما مضى قد مضى فالتمس عِبرا
وانطلـــقْ راشداً قاصـــداً دُررا