أحدث المشاركات

وفاء» بقلم آمال المصري » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغبر فى الإسلام» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مكتبة عامة لتنزيل الكتب ...» بقلم د. عبد الفتاح أفكوح » آخر مشاركة: د. عبد الفتاح أفكوح »»»»» تعازينا للأخت/ آمال المصري في وفاة أختها.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» شجرة الانبياء الجزء التاسع» بقلم المصطفى البوخاري » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» شجرةالانبياء-الجزء التاسع-الفصل 2» بقلم المصطفى البوخاري » آخر مشاركة: المصطفى البوخاري »»»»» إهداء .. مكتبة أهل اللغة العربية.» بقلم د. عبد الفتاح أفكوح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» إهداء .. إلى أهل ملتقى رابطة الواحة الثقافية ...» بقلم د. عبد الفتاح أفكوح » آخر مشاركة: د. عبد الفتاح أفكوح »»»»» من أقوال أهل الواحة.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» وصف حال المحبين في أول الحب» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حكمة وبصيرة.

  1. #1
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 3,965
    المواضيع : 299
    الردود : 3965
    المعدل اليومي : 1.96

    افتراضي حكمة وبصيرة.

    يروى أن عالماً جليلاً ذا حكمةٍ وبصيرةٍ وذا مالٍ وجاهٍ ، كان جالساً -يوماً- مع تلاميذه ، وبينما هم كذلك، إذ دخل عليهم رجلٌ غريبٌ لا يعرفه أحدٌ منهم ، ولا يبدو عليه مظهرُ طلبة العلم ، ولكنه بدا للوهلة الأولى كأنه عزيزُ قومٍ أذلّتهُ الحياة !!
    دخل وسلّم ، وجلس حيث انتهى به المجلس ، وأخذ يستمع للشيخ بأدبٍ وإنصات ، وفي يده قارورةٌ فيها ما يشبه الماء لا تفارقه .
    قطع الشيخ العالمُ حديثه ، والتفت إلى الرجل الغريب ، وتفرّس في وجهه ، ثم سأله : ألك حاجةٌ نقضيها لك ؟! أم لك سؤال فنجيبك ؟!
    فقال الضيف : لا هذا ولا ذاك ، وإنما أنا تاجر ، سمعتُ عن علمك وخُلُقك ومروءتك ، فجئتُ أبيعك هذه القارورةَ التي أقسمتُ ألّا أبيعَها إلا لمن يقدّر قيمتها ، وأنت -دون ريبٍ- حقيقٌ بها وجدير ...
    قال الشيخ : ناولنيها ، فناوله إياها، فأخذ الشيخ يتأملها ويحرك رأسه إعجاباً بها ، ثم التفت إلى الضيف : فسأله: بكم تبيعها ؟ قال : بمئة دينار ، فرد عليه الشيخ : هذا قليل ، سأعطيك مئةً وخمسين !! فقال الضيف : بل مئةٌ كاملةٌ لا تزيد ولا تنقص.
    فقال الشيخ لابنه : ادخل عند أمك وأحضر منها مئةَ دينار ..
    وفعلاً استلم الضيف المبلغ ، ومضى في حال سبيله حامداً شاكراً ، ثم انفضَّ المجلسُ وخرج الحاضرون ، وجميعهم متعجبون من هذا الماء الذي اشتراه شيخُهم بمئة دينار !!!
    دخل الشيخ إلى مخدعه للنوم ، ولكنّ الفضول دعا ولده إلى فحص القارورة ومعرفةِ ما فيها ، حتى تأكد -بما لا يترك للشك مجالاً- أنه ماء عاديّ !!
    فدخل إلى والده مسرعاً مندهشاً صارخاً : يا حكيم الحكماء ، لقد خدعك الغريب ، فوالله ما زاد على أن باعك ماءً عادياً بمئة دينار ، ولا أدري أأعجبُ من دهائه وخبثه ؟ أم من طيبتك وتسرعك ؟؟!!
    فابتسم الشيخ الحكيم قائلاً :
    يا بني ، لقد نظرتَ ببصرك فرأيتَه ماءً عاديّاً ، أما أنا فقد نظرتُ ببصيرتي وخبرتي فرأيتُ الرجل جاء يحمل في القارورة ماءَ وجهه الذي أبَتْ عليه عزَّةُ نفسه أن يُريقَه أمام الحاضرين بالتذلُّل والسؤال ، وكانت له حاجةٌ إلى مبلغٍ يقضي به حاجته لا يريد أكثر منه. والحمد لله الذي وفقني لإجابته وفَهْم مراده وحِفْظِ ماء وجهه أمام الحاضرين. ولو أقسمتُ ألفَ مرّةٍ أنّ ما دفعتُه له فيه لقليل ، لما حَنَثْتُ في يميني.
    إن استطعتَ أن تفهم حاجةَ أخيك قبل أن يتكلم بها فافعل، فذلك هو الأجملُ والأمثل...
    تفقَّدْ -على الدوام- أهلك وجيرانك وأحبابك ، فربما كانوا في ضيقٍ وحاجةٍ وعَوَزٍ ، ولكن الحياء والعفاف وحفظَهم لماء وجوههم قد منعهم!!
    فاقرأ حاجتهم قبل أن يتكلموا...
    وما أجملَ قولَ من قال:
    إذا لم تستطع أن تسمع صمْتَ أخيك ، فلن تستطيع أن تسمع كلماتِه...

  2. #2
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,371
    المواضيع : 248
    الردود : 6371
    المعدل اليومي : 1.31

    افتراضي

    لأنه من أهل البصيرة فهم المراد ، ولو كان غير ذلك لتاه في أقاويل العباد ،
    واتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ، وصمت العارفين أبلغ من كلام المحدثين ،
    وما أجمل السعي في حوائج المحتاجين الذين تحسبهم أغنياء من التعفف ، تحيتي وتقديري .

  3. #3
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 22,518
    المواضيع : 376
    الردود : 22518
    المعدل اليومي : 4.80

    افتراضي

    قصة جميلة ومعنى بليغ
    شكرا لك لكل ما تأتين به من الروائع.
    تحياتي وكل تقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي