لم يكن يفترض ان تنشر هذه الاسطر ....
ولكن،

(((أحيانا أتمنى لو أنني أستطيع أن أعاملك معاملتي للجميع، لو أنك لم تحز وحدك في قلبي على مكانة لم يسبقك إليها غيرك، أحيانا أكرهك لأنني أحبك إلى هذا الحد، ربما لأني حبي لك يشبه استسلام مدينة حصينة منذ قرون أمام فاتح لم يتكرر من قبل، لا يمكنها أن تنكره أو ترفضه، ولا يمكنها أن تتقبل عبوره لأسوارها، فهي بين عاطفتين تتجاذبانها بقسوة حتى تكادان تقتلعان ذراعيها.
هل تعلم متى أكرهك حقا؟
أكرهك عندما يخفق قلبي لرسالة منك، رسالة عادية لم تزخرفها وتنمق الأحرف، أو حتى رسالة مشحونة حروفها وتصاويرها بالحب والجمال، أقلق عندما يخفق قلبي الذي لطالما كان رصينا عاقلا، ومنذ عرفتك خذلني والتحق بركبك.
أكرهك عندما أشتاق إليك، عندما أفتقدك، أكره تعلقي بإنسان، لا فرق إن كان ينساني ويتعلق بغيري، أم كان يهيم بي، تلك استقلالية عواطف غالية غالية، سرقتها مني بدم بارد. بأي حق يمزقني الشوق ويقلقني ضوء القمر وعطر الورد، وكلاهما كان متعة خالصة لي من قبل، ويبقيان لك لذة لا يعكرها العشق.
أكرهك لأني أمضي وقتي في انتظارك دون أن أقصد، انتظرك رغم محاولاتي ألا أفعل، أعيش حياتي لتمضية وقت الانتظار لا أكثر، فإذا ما أتيت أو اتصلت شعرت أنني للتو على قيد الحياة حقا! وإذا ما غبت فكأنني -كما يقول جميع الكتاب- دمية انتزعوا بطارياتها!
أكرهك حين أمر في الطريق فأنتقي الشوارع التي تفضلها شوقا إليك، أتبسم إذا رأيتُ شيئا تحبه، أختار من الحلوى ما تفضله أنت وأترك ما كنت أفضله، أحتسي الشاي وأهجر قهوتي الأثيرة، أكتب بالأزرق فحسب بعدما كانت صفحاتي ربيعا ملونا.
أكرهك لأنك لم ترد ذلك مني وليس يهمك كله، أكرهك لأنك صرت فيّ حبا يتملكني ويغيرني حتى أكاد لا أعرفني، لأنك لم تحبني لحد أن تعشق القهوة وتحمل كل الأقلام الملونة في حقيبتك، لأنني لا أرى معكوسا على وجنة القمر غير عيني، لأنك تحب بعقلانية وهدوء، لأن طريقتك في التعبير عن الحب مختلفة عن طريقتي، ولأنني لست أعبر بطريقتي أمامك... فما تركه الحب لي من كبرياء يمنعني من إخبارك بكل ذلك.)))