غيرهُ في قلوبِــــنَا لا حَبيبُ لا دَواءٌ ولا يجيـرُ الطبيب

وَحْـــدَهُ إذْ يُعَلِّـمُ الحُبَّ بالحـبِ لو تليـن القلــوب

جاء بشرى فليس أحنى نذيرا بين جنبيه خافق مشبوبُ

جَاءَ يَهدِى الظِّباءَ في البِيْدِ يَهدِي الحُقُولَ لو تستــريبُ

لَمْ يَكُنْ فَظا وَلا غَليْظًا وَلا فَاحَــشًا فطب يا حبيبُ

أحْمَدُ الخَلْقِ وَالصِّفَاتِ جَمِيْعًا سَيِّدٌ فَاِرسٌ حَليْمٌ مَهيـْــــبُ

سَيِّدي لَو فَديْتَهُ طِبْتُ مَوْتًا لا تَطِيْبُ الحَيَاةُ إلا يِطِيْـــبُ

خَارجٌ مِنْ شِعابَ مَكَةَ فَجْرًا دُونَهُ الجَهلُ وَالظَّلامُ الكَئِيْبُ

جَاءَ كَي تُشْـرِقَ السَّمَاواتُ في الأرضِ مَا ادْلَهَمَّتْ تحوبُ

شـَرَحَتْ صَدْرَهُ صَبـِـيًا يَتِيمًا فإذَا بِالصَّـبِيِّ هَشٌ منيبُ

أسْلَمَتْ فِي خُطاهُ حَبّــــاتُ رَمْـلِ الفــَلاةِ فَهي تؤوبُ

وأظلتْ رَحيلَه بنتُ ورقاءَ فحـطَّتْ مِنْ حَيثُ مَا لا يريبُ

قال لا تحزنْ فإنِّما اللهُ معْنـَــــــا يا لبشـرَاهُمَا نهارٌ قريبُ

يا ابنَ عبدَ اللهِ طبتَ مقامًا هذه طيبةٌ فلا تَثريـْـبُ

هذهِ جَنَّةُ الإخــاءُ فُكُـــلُّ المهَاجِريْنَ نَسِيْـــــبُ

ليـسَ لي غَيْرَ سَيِّدي وَحَبِيْبي وأَنَا وَحْــــشُ الفَلاةِ الغُريبُ

وأنَا مَوُحِشٌ بِأشْلاءِ نَفْسِي أنكَرَتْني الخُطَى فَكَيْفَ الدُّرُوبُ

فِيهِ هَاجَرْتُ لَوْ أطِيْلُ رَحِيْلِي لا يَنَالُ الشُّمُوسَ مِنْهُ المَغِيْبُ

مَا وَقَفْنَا بِبَــــابِهِ فِي مَدِيْحٍ بَلْ هُوَ الحُبُّ وحدَهُ مَا نُصِيــبُ

سَيِّدُ الخَلْقِ مُصْطَفًى وَنَبِيًّا سَيِّــدُ العَالمِيْنَ لا تَكْذِيْـــبُ

خَاتَمُ الأنْبِـياءِ دَعْوةُ إبراهيمَ طَــهَ مُحَمَّدٌ مَحْبــــُوبُ

حَامِلُ الـوَحْيِّ صَـــاحِبُ الرُّوِحِ جِبْريْلَ ما تبوحُ الغيوبُ

بادي القلب لا يشــق النوايا بل يقيم الجوار وهو مريبُ

مَنْ نُبَــاهي بِه السَّمَــواتِ والأرضَ مَا بَــدَا مَا يُعِيْـــبُ

هذه أمة تشظت فلـولا تعتـريها بعد الكروب الكروبُ

تستفيقين رغمَ جرح ثخينٍ تستفيقين لا يفيد الهروب

تستفيقين مثل أم رؤومٍ كالفتى الحر إذ تحين الخطوب

ها أنا واقــف وقلبي عراق ودموعي فراته المســكوب

نفسي في دمشـق وجدي يمانيا حنيني مقدسي المسلوبُ

ها أنا إذا حمـلتُ سيفا يراعا وترجلت ليس ثم ركوبُ