اهترأت عيناها من فرطِ السَّهَر،
ملَّ الليل و تثاءَب،
صافَحَ أَحَد حاجبيه الآخر في ضجر،
صَرَخ بِكُل ما فيه من سكون،
بلا جدوى.

سَقَطَ الظلام،
و أَلقَت الشمسُ تحيَّتها عليها،
خَطَت بِتثاقُلٍ نحو غرفةٍ بآخرِ الممر،
و بعد ترددٍ فتحتها.

تَلمَّسَت حاجيات فقيدتها،
نظرت حولها علَّها تجدها و لو خيالاً،
الواقع يقولُ بأنها لن تكون هنا بعد الآن،
لكنها تقول بأنها تختبئ بمكانٍ ما هنا،
و إن كانت مُجرَّد روح.

تَهُزُّ رأسها يمنةً و يساراً،
على أَمَلِ نفض الأفكار و الذكرى منه،
بلا جدوىً.

ثُقبُ الذاكرة الهشة تلك يُسرِّب كل شيء،
عداها،
تلك الذكريات أكبر من أن تخرج من ثُقبٍ گ هذا.

عندما يغرق المطر في البحر كيف السبيلُ لنجاته؟! ،
كذلك نحن،
غارقون في الماضي، و الذكرى،
گ من رُبطت بإحدى قدميهِ صَخرة تفوقُ وزنهُ مرتين،
ثم أُلقي في البحر.

[تسنيم الفراصي]