طاولة باردة، وفنجان قهوة بارد أيضاً ..
ورزمة ورق، وقلم رصاص، وممحاة،
وادوات لتصحيح الأخطاء ..
أدرك أنني لن أضبط التعبير في هذه الحالة ..
بي فضى عارمة تعصف بقلبي الصغير،
وحنين أيقظ خلايا الروح المسكينة، الهزيلة تلك !!
ليتهم أخترعوا دواء لترتيب الفوضى،
لكي يعيد أتزان المفجوعين أمثالي !!
كتبت عشرون سطراً والساعة تشير
إلى الواحدة عجباً ..
تارة أترك بين السطر والسطر مسافة،
وتارة أخرى أخط خطوطاً مائلة عشوائية ..
لم أتقن حينها فنون الكتابة، ولا عزف الكلام ..
وفي السطر الأخير كتبت، كم هو جبار ذلك
الاستغراب الذي جعل الكلمات تتشابك
وتتباعد حين عبثت بي فوضى متَّقدة !!
وفي آخر السطر كتبت، أول حرفين من أسمينا !!
وقفلت القوس !!
ولكن إلى متى ستظل رسالتي في عنق الزجاجة ؟!
وماذا أيضاً ؟!
كنت أعلم دائماً بأن سعاة بريد الوصل قد أضربوا !!
ومكاتب العواطف قد أغلقت أبوابها!!
وشريحة الوله معطلت عن العمل !!
وهاتف نبض الود لم يعد يشهق !!
وحمامة الوصل قد أصابتها "فلونزا الطيور !!
لم تغادر برجها العاجي، ولم تستطع الطيران ولا الهبوط !!
وذات نظرة حائرة ..
جال بصري، فأكتفيت بترك الرسالة !!
ماعدت أرجو لها أن تصل !!
.
.
.
سعد الحامد ..