ولكن حتى لو كان الحرف المسجى ببرودة الأنامل على جسد الورق، فإنه سوف تدق طبول الفجر فيه بمعازف من نور، على متن كل الفوضى كي تستقيم في معراج القوة وتكتحل من إثمد الإرادة لتقوى البصيرة، ويعلق البصر على مخدة الأحلام، فيعجز الرسامون عن محو سجل تاريخه من ذاكرة القلب، حينها ستغلق الأحزان ما ذاقت الحروف من غصص الأيام أشواكاً، وستحمل الأفكار المترنحة بكفن الاغتراب صمودها، وتعلن محو وشم الهزال عن ذرات الكبرياء الشامخ، حتى تفرّ قيود الصمت إلى شلّة الأحلام التي تلاحقها صدى تمتماته الملونة...
.
.
جهاد بدران
فلسطينية