يتهيأ النهار لمراسم الوداع ، وتقف الشمس على حافة الأفق لتهديه تلويحيتها الأخيرة وتقرأ خطبة الوداع لليوم الأول من رمضان بعد أن احتفلت معه صباحاً في مهرجان الشروق وهي ترحب به ضيفاً كريماً ، حتى استقر له المقام بين مستقبليه وأنس بهم وأنسوا به ، تتراقص قلوبهم وتنتشي صدورهم فرحاً بمقدمه بعد غياب ، وشغفاً بوصوله في ظل الألم والمصاب ، ليبثوه همومهم وشكاواهم .
و هاهي بنت السماء تغض الطرف خجلاً ، وتتوارى معانقة للأفق البعيد في رحلة الغروب المتدرج تاركة خلفها خيوط الليل تنسج حولنا رداءاً أسوداً مطرزاً بالنجوم ليشهد ليال قرآنية رمضانية ، تلهج بها السنة المؤمنين في شهر القرآن ، وتترنم بها القلوب في مساءات الذكر والعبادة ، حيث يلتقي النور بالإيمان وحيث ترتقي الأرواح المؤمنة لتعانق الكون وترتفع عن ضجيج الدنيا إلى سكون السماء ، ولتحيا ليلاً ملائكياً تحيطه أنوار اليقين وآيات الذكر المبين.


كتبه / علي معشي
1 رمضان 1441هـ