" قصة في مكان بعيد "
————————-


قهوة الجليد ☕️


في إحدى قرى الريف وفي ليلة باردة تساقط فيها الثلج كثيفاً فاكتست أسقف المنازل وشرفاتها باللون الأبيض واستحال اللون الأخضر الذي يملأ الحدائق والشوارع باللون الأبيض الناصع، بينما ترقب السيدة ....... الطريق عبر شرفتها ومن المكان المفضل لديها دائماً حيث تحتضن يديها فنجال قهوتها الساخنة ذات الدخان المتصاعد في طقس يصل لدرجة التجمد .
رشفات متقطعة تترك أثر أحمر شفاهها على حافة فنجالها الحالم بين يديها الباردتين إلا من حرارة ترسلها القهوة الداكنة لتبث فيها هاجس البقاء داخل بؤرة تفكيرها منذ أن غادر ...... البلدة قبل عام ولم يعد إلى ساعته دون أن يرسل رسالة أو يجري اتصالاً غير رسالته اليتيمة قبل عدة أشهر والتي أحضرها ساعي البريد ،مفادها أنه مسافر في بلد بعيد وربما تطول إقامته هناك .
تثاءبت كل الذكريات ونامت إلا ذكرى غائب لم يبرح عرشه في ذاكرة تنعشها رائحة القهوة كلما ارتشفتها في هذا التوقيت كل يوم ، ويبقى سؤالها القائم : هل ستعود يا ....... أم ماذا ؟ أنا هنا يقتلني الانتظار ، واذبل كزهرة انقطع عنها الندى منذ أن رحل الربيع يوم رحيلك ..!
الأزواج العابرون في معاطفهم أمام شرفتي يوقدون شعلة شوقي الدائم لدفء صدرك وحنان قلبك .
فنجال القهوة الذي تخلى عن حرارته يفلت من يدي تتسع المسافة بيني وبينه وكأنه قرر الرحيل أيضاً .
يا إلهي لا أحد يريد البقاء ، الجميع يفضلون الغياب .
وحده الخيال من يبقى ملازماً لنا دون ملل ، ليبقينا في مشهد السجن الطويل مع الذكريات التي لا تنام .


������️Ⓜ️