دروس عن النحل
إعادة نشر بعد تصحيح بعض الأخطاء

أنا النحال أبحث عن مراع
وأرعى النحل في كل البقاع

صديقي النحل مدرسة، وإني
لتلميذ، فسجل يا يراعي

رأيت النحل تعمل في نشاط
وتدرك قيمة العمل الجماعي

وتنتخب المليكة دون فوضى،
يبايعها الجميع عن اقتناع

بطرد، أو بإحلال سريع
بلا تزوير صندوق اقتراع

وتبني وفق هندسة عيونا
فقط بين الخماسي والسباعي

بإتقان، وإحكام، وفن
على الخبراء ليس بمستطاع

رأيت النحل تسرح كل صبح
تغازلها الزهور على ارتفاع

وترجع بالرحيق - لذيذ شهد
وبين جيوبها - خبز الجياع

غبار الطلع، والعسل المصفى
مفيد، ليس كالعسل الصناعي

أمد يدي فتلسعني، وتعطي
شفاء لي، ويزعجها اندفاعي

وبعض السم يدفع ألف داء
بلسع النحل، لا لدغ الأفاعي

وكم جالست شخصا وهو أفعى
تصب السم في عصب السماع

صديقي النحل أكسبني جهازا
مناعيا - قويا - في الدفاع

فلا أخشى علي سوى ارتكابي
لإحدى السبع، أو غدر السباع

ولا شيء يهددني سواها -
يدي تغتالني - تلوي ذراعي

رأيت النحل - ليس لها وجوه،
لها وجه، وليس بذي قناع

وتؤمن بالوفاء لذي وفاء
وتكفر بالنفاق وبالخداع

تعايش بعضها كل الخلايا
بسلم خلف دائرة الصراع

صديقي النحل علمني دروسا
تهذبني، تؤثر في طباعي

أكاديمية - تحتاج عقلا
يميز بين - ضر وانتفاع

إذا أفرطت في حبي لنحلي
فللإفراط في حبي دواع

تغذيني، تداويني، ويثرى
بها إنتاج محصولي الزراعي

لذا أحببتها حبا عميقا
وحب النحل من كرم الطباع

فسبحان الذي أوحى اليها
وعلمها المساكن والمراعي

لقد أحببت من دنياي خمسا
بدون الخمس يا دنيا - ضياعي

صغيري، أمه، بيتي، ونحلي
وذاك السرج بالدفع الرباعي

وأكره أربعا - فقري وجهلي
وشيطاني، وحربا دون داع

فخذ عني أخي درسا مفيدا
وعلمه - متى أصبحت واع

إذا قصرت من نفسي، فعفوا
وإن أحسنت - يمكنك اتباعي

ذباب الروث إن يسلبك شيئا
فلا يحذي أقل من الصداع

فلا تك كالذباب - جليس سوء
وكن كالنحل - قدر المستطاع

بحر الوافر
أبو بلال محمد الحميري
8 / 1 / 2021 م