غزّة (2025)
..
حقيقٌ فلن ترقى القصائدُ والـخُـطَبْ
إلى وصف ما يجري بغَـزّةَ من عجبْ
..
أناسٌ تبـارَوا في البطــولة والفِـــــدا
وقــومٌ تـمادَوا في التخـــاذلِ والهربْ
..
ثبـــاتٌ على التـــاريخ لم يُرَ مثْلُـه
وخـــــذْلانُ مغْلوبٍ تواطأَ واحتجبْ
فيا فخْـرَ من وفّـى البطولةَ حقّهــــا
ويا خزْيَ من ولّـى وأعرض وارْتَعَبْ
وســيّان من والى العـــــدوّ مهـــابةً
ومن يبْتغي نصرًا من العُتْبِ والشّجبْ
تجمَّعت الأحزاب من كل وجْهــــةٍ
لسَحقِ قطاعٍ كدّه الكدُّ والوَصَبْ
بكلِّ سـلاحٍ غــادرٍ ليس يَرْعوي
ألاَ يعلمُ البـاغون أن هنــاك ربْ
وآلة حَرْبٍ أوْقد الشرّ نــــارها
فما كسَرَت عزمًا وما بلغت أَرَبْ
وخطّــة شــيطــانٍ يحيك خيوطهـــــا
أيـــــادي شــياطـينٍ فَتَبَهمو وتَبْ
فلم يبقَ ذو بالٍ على الأرضِ قائمٌ
ولا صالـحٌ إلاّ وأفْسَـــده اللهـــــبْ
عدوٌ عشُومٌ ليس يَرْعى مبادئــا
ولاحـرمــــةً إلاّ أحــلِّ أو ارتكــبْ
وما زالت الأبطال تَدْحَرُ زحْفــه
تكبِّدُه التَرويعَ والقَهْــر والرهَبْ
إذا واجَهَ الأبطـال أعْيَاه بأسُـــــهم
فقَتّل في الأطفال والحور وانسحبْ
بأســــطول جوٍّ ليس عندهمو له
وسائلَ رَدْعٍ كلّما جالَ واقتربْ
وما أشــــعـلَ النيـران إلاّ لخطّـــةٍ
يزيــد بها السّلْبَ الذي قبل قد سَلَبْ
****
حِصَارٌ وتـجـْويعٌ كأنـهمو لنــا
خُصُومٌ وأعـداءٌ وليسو من العربْ
هل الحرب في عرف الشرائع شَرّعَت
إبــــادة أطفــــالٍ وتشْريد مغْتَصَبْ
جريـمة حربٍ يحمل الكلّ وزْرَهـــا
فكلٌّ بـها يدري وكلٌ لـهــــا رَقَـبْ
فيا إخوة الإسلام هبّوا لفَورِكم
لنصرة إخوانٍ فَدعْمُهمو وجَبْ
قفوا وقفةً يعلو بـها الحقُّ قوةً
يَعزُّ بـها رأْيٌ ويَقْوَى بـها الطلبْ
فللفَرْدِ رأيٌ قد يردُّ ولا يُــرى
وللجَمْعِ رأيٌ لا يُردُّ ويُحْتَسَبْ
****
وفكّوا حصارًا لا تُقِــرّه شِرعـةٌ
وليس له إلا التعسّف من سببْ
فقتـــل بتجويعٍ أشـــدّ بشاعة
من القتل يجريه الغشومُ إذا احْتربْ
أفيضوا عليهم من مواهب ربّكم
فكلّ عطاءٍ فيه شكرٌ لمن وَهَبْ
أنـحيا بفضل غافلين وجمعــهم
يعانون بأس الداءِ والموتِ والسّغبْ
وكلٌ على ربِّ الأنـــــــام حسابه
فيابِشْرَ من وفَّـى ويا خُسْر من حَجَبْ