تمرُّ سطورُ الموج في إثر بعضها★ فترجع بي للأمس في زهرة العمر
.
إذا الريح هزَّتها تخالُ كأنَّها★سطورٌ روتها الريح سطرًا على سطْـرِ
.
لها صوتُ عصفورٍ إذا انْسَابَ متنُهَـا★وإنْ هيَّجَتْهَا الرِّيحُ يصرخْنَ بالزَّأْرِ
.
يخاطِبُنِي موجٌ تخبَّطَ حائرًا★وبعثَرَ ما قدْ خطَّ في الكَـرِّ والفَـرِّ
.
كصاحبـِهِ يُـبْقِي ويمحو خواطرًا★فتحْسَبُهُ يُبْـقِي ويمحو على إثْري..
.
تُرَى أيُّ شعرٍ صاغَهُ قبل فضِّهِ ★وأيُّ قوافٍ لُـحْنَ للموجِ في البحْرِ؟!
.
ولَـكِنَّ شعري لا يُـبَعْثَـرُ إنْ عتَتْ★ بجانبه الأنواء مدًّا على جذْرِ
.
فيعلو رياحَ العصفِ إنْ هِجْنَ ثائرا ★ويُدني جناحَ اللُّطف إنْ جئن باليُسْرِ
.
ركبتُ بحارَ الشعر وهْي عصيةٌ★..وجمَّعْـتُ منها ألفَ عقدٍ من الدُرِّ
.
وشقَّ شراعي عاصفَ النَّوْء واثقا★ وخطَّ يراعي فيه من أعذبِ الشعرِ
.
نَهاري على الأنسامِ والشمسِ والنَّدى ★وليلي على الأنغام في صحبة البَدْرِ
.

.