إليك الرّوح أهديها..

ناحت مآذنه من وجع
والقيد بالدم والعبرات
عيون الشمس تبكيكَ
والليل يلبس الحداد
والشوق يعضّ على عمق الجراح
تلتحم أناته في غضب يتوعد..
ثورة عارمة ... تخلع عنها ثوب الخنوع..
تتغذى من جذور الزيتون والليمون الصمود..
صراخ الأقصى يمزق القلوب
مرآته تعكس القيود
جرح واحد ما زال يستعر
والضحايا وفود تتضرع
والقلوب والحناجر تحتضر..
رُسمت على خارطة الحدود أطماع وهيكل..
تتشابك الأيدي على الجدار والأصابع مبتورة
والإغاثة تشهق الرماد
....
أصبحت القدس مسرحاً ومرايا تتكسر..
تتقاذفها أمواج الألم،
لشاطئ محروق البوصلة
ممتلئ بجثث الأرجوان قد ضلت حين غرقت المنارة
فأين الأمل من أمة والليل يرتدي الثياب الغريبة،
وصدى أنات الوجع يتمتم
ليطفئ شموع ميلاد غربة،
وهي ترتع في حقول الريح
في زمن بائس قد اغبر الوقت فيه واضمحلّ الضباب،
وتراكمت الرصاصات على جدرانه تستغيث العبث في الوريد
....
أصبح النسيان لوحة يجترّونها عند كل صرخة،
بقلوب قد صدأت بأوبئة
والحقيقة تغوص بين أكوام الرمال،
ماذا أقول لذاكرة قد اشتعل الغضب في شعابها
وهي تمور وفي شغافها سعير،
فكيف للجفن أن يخرس أنينه وقد دنّست ثرى أقصاه، ومزّقت طرقاته..
ذابت الحروف على درجاته وأطفئت الدموع على حزن أبوابه..
صراخ المدينة اشتعل بصراخه والدم التحم بقيوده،
والقمع يجتث القلب من جبين النفط الذي انخفضت حرارته من صمت وصقيع.. في غيبوبة،
قد جفف النخوة وأحيا النسيان في مؤتمر الأسود
هو سلاح وتسأل كيف نحارب !!؟؟
....
أضرموا النيران في كل مكان لتكون أنت على رف النسيان
اغتصبوا زهرة الإسراء بأنيابهم الغربية..
ويفتشون عن جريدة عمرها فوق الخمسين .. قد تكرر نشرها
وتبللت أوراقها من دموع القبة الحزين..
لكن .. لا .. لن نسكت عن التدنيس ما عاشت الروح
فيا أقصى المجد والطهر
إليك الروح أهديها
والطير والحجر والشجر فداك يقاتل
والشهيد بدمه ذخائر
كفى أيها العرب .. كفى فبلادنا مقبرة للغزاة
ومن الصمت والضعف والجراح جبلنا التمكين والقوة
الموعد قادم .. بطير أبابيل وطوفان نوح وريح صرصر عاتية
فلا تحزن يا أقصى الروح
إن الله معنا
والفتح بنصره قريب
.
.
.
جهاد بدران
(أم صهيب)
15/11/2016