جفاني الشعر

جفاني الشعرُ ، هل من مدركٍ سببا
إذا التقيتُ أنا والشعر لانسحبا

قلبٌ من الهم والأوجاع مكتحلٌ
فما لشيخٍ بقلب الناسكين صبا !!!

هل يقتل الروحَ الا هجر من رحلوا
أو من فؤادٍ إذا ما قال لي … كَذَبَا

الآن يُنحتُ في وجه السما وطن ٌ
ما فيه من غادرٍ الا وقد وثبا

كلابه ينهَشون الحُلم ، كيف لهم
وكيف للحُلم إن مسَّ الضيا احتجبا

لن أكتب الشعر ، إن الشعر مهزلةٌ
يخاف من بطشه المعنى إذا اقتربا

وكيف أكتب والأوطان يخطفها
كلبٌ خسيسٌ إذا صارعتُه غلبا

وكيف أكتب والأقصى بأرجلهم
ويصنعون لنا من عظمه حطبا

وكم نداري بأهل الرافدين دماً
نراه يُهرق والسياف ما تعبا

ننام نحن وجند الله أيقظها
قهر البلاد التي من مجدها شربا

كم طالبٍ في هواها لام أسئلة ٍ
إذ كلما حلَّها في يومه رسبا

وكم مرآءٍ حقيرٍ سارقٍ دمها
أباح من طينها ما كان مُحٌتَجَبا

وكم غريبٍ أتى للبيت يغصبه
ويحجب الشمس والامطار والسحبا

وكم وضيعٍ لحاها دونما سببٍ
وأضرم النار فيها كلما خطبا

وكم شقيٍّ غبيٍّ ظلَّ يسرقنا
ويحرق التين والزيتون والرُطبا

أأكتب الشعر ؟؟؟ لا معنى سيدركني
حاك الظلام به ، قد راح أو سُلِبا

أأكتب الشعر ؟؟؟ تبَّت كل أحرُفِه
لن يكتب الشعر إلا من له طلبا

لن يكتب الشعر مَن باعوه في سفهٍ
وبايعوه على الأوطان فانقلبا

نحن الخيانةُ لم نخلع عباءتها
والشعر في جُبّه من غدرنا نَضُبَا

يا أهل " غزةَ" لم ندرك رجولتكم
إن الرجولة في أوطاننا عجبا

يا أهل " غزةَ" إنّ الروس قد فرغت
والقلب من همِّه قد عاش مغتربا

أوطاننا لعدو الله يملكها
وماؤنا آسنٌ ، سُمٌّ إذا شُرِبا

يا أهل " غزةَ " يا أهلي ويا سندي
كل البلاد التي من دونكم عطبا

عذراً مريراً ولا أعذار تشفعنا
فمجدكم خالدٌ لا يشتكي نَصَبا

ومجدنا زائفٌ نزفت أواصله
كأنما قلبه في النار قد صُلِبا