يا أختَ عاصم أنصتي للشادي
شعرا يُغرّد دونما ميعادِ

قال انظري لسحابةٍ لمّا همت
فجرىٰ مَعينٌ من صميم فؤادي

لو كانت الأشواق تُشرح هاهنا
لبثثت صدق محبتي وودادي

لكنّما.. و نأى بكذبة حبه
عن ساحِنا فيسومنا ويعادي

ياأيها الختّال ودي ما كذا
أوَ تجزِهِ طعنٌ من الأحقادِ !

قد كنتُ آملُ أن أراك مبجّلًا
في العالمين بهيبةِ الأسيادِ

لكنْ ووا أسفي عليك غدرتَ بي
وجمعتَ حولي عُصْبةَ الحُسّادِ

وفعلتَ فَعْلَتَكَ الدنيئة ناقمًا
ونفختَ نارًا أُلْهِبَتْ بعنادِ

فقعدتَ تحفرُ خِسّةً ورذالةً
لتُزيل لمعةَ نجميَ الوقّادِ

وأردتَ عرسًا في زلازلِ محنتي
وظننتَ كسري لُعبةً بأيادي

وجرحتَ أوردتي فما عادت تَرى
عينـايَ إلاّ ثـورةَ الأشهــادِ

لله أشكو الظالمين وجندهم
إفكًا أتَوه وجهّزوا أصفادي

أمشي على جثث الزجاج تصبّرًا
وعليّ ألقوا من سِلالِ قتادِ

قف ياظلومُ فإنّني ابنةُ يافعٍ
لا لن تضرّ سهامكم أمجادي

العرضُ ليسَ بمزحةٍ عبثيّةٍ
كلاّ ، وليسَ بصفقة الفُسّادِ

أنا لستُ أتبعُ نَهْجَ ربّاتِ الهَوى
إنّ الفـؤادَ معلّـقٌ بالهـادي

أمضي إليه وفي طريقٍ ثابتٍ
فلأجله نجوايَ في إنشادي

فإنِ اعترتني فتنةٌ في غفلةٍ
وثب الضميرُ منبّهًا ومنادي

ارحلْ فدتكَ عيونُ أُمّك للوغَى
إنّ الجهادَ مزيّـة الآسـادِ

إنّ الجهاد وإن تناسوا ذكره
لهوَ الحياةُ وقاهرُ الأوغادِ

دع عنك لهوك فالجنان عزيزةٌ
ليست تُنالُ لـمغرَمٌ برقادِ

أوليس آلُ البيتِ كانوا قدوةً!
فلأنتَ عارٌ في ذُرى الأسيادِ

ولبِئسَ فقهُكَ في الحياةِ مماثلاً
فقهَ النّساءِ لطبخةِ الإفسادِ

هلاّ ارعويتَ عن الدنايا خُفيةً
وعدَلتَ عن كيدٍ ونثر رمادِ

فاعلمْ هُديتَ بأنّني عربيةٌ
صَهلتْ بحرفٍ صادقٍ رعّادِ




براءة الجودي