الجسر

وأصل الحكايةِ
أنَّا زرعنا على كل دربٍ
وهم يحصدون
وانَّا ملأنا السماءَ نجوماً
وهم يهتدون
وانَّا جعلنا من الجسم
جسراً وهم يعبرون
وجعنا كثيرا
وخبز البلاد على كل درب
فنحن نجوع وهم يشبعون
وخيراتنا للطغاة تهادت
وهم بين جدرانها ينعمون
كأنا خُلقنا نعالاً لقوم ٍ
إذا أُلبِسوا غيرها
يخلعون
فلا بارك الله فينا أضعنا
من المجدِ ما خلَّفَ السابقون
غريب بأرضي طريد هناك
وهم بين شطآنها يلعبون
أزاحوا البلابل عن كل غصنٍ
وصاروا نشازاً وهم ينعقون
فنزداد فقراً ونزداد هماً
ونزداد حزناً وهم يضحكون
ونغرق في الجهل شيئاً فشيئاً
ونمشي عراةً وهم يلبسون
وتلفظنا الارض من كل شبر ٍ
وتأبى الحياة لنا ان نكون
لأنَّا أضعنا الطريق فَهُنٌا
وهانت كرابيجُ مَنْ يجلدون
لأنَّا شرينا من الغيِّ كأساً
فغبنا ودُكَّت جميع الحصون
لأنََا فقدنا الهوية يوماً
فنامت مقاصدنا في سكون
فتلك الديار التي تحتوينا
ولكنهم فوقها يحكمون
وأحلامنا في الكرى كالسراب
فإنا ننام وهم يحلمون
فياربُ
ها قد أطلنا الحكاية
والغاصبون هم الغاصبون
أَيرضيك ان تُستباح النساءُ
وأطفالنا في الثرى يأكلون
وبيروت مهد الجمال الاصيل
نراها بثوب الأسى والشجون
وأهل العراق تبَنَّوا شقاقا
وراحوا إلى هوَّةٍ يركضون
دمشق العروس أبت ان تقوم
أقام عليها الطغاة السجون
على قبة القدس دمعٌ حزينٌ
يعاتب فينا ، ونحن نخون
وفي القلب نبض رضيع تهادى
سيُصلحُ ما خرَّب المفسدون
أعدنا لبابك يا ذا الجلال
فأمرك ما بين " كافٍ " و " نون "

مختار بكير

اللهم آمين ..
بهَدْم الجُسور هَدمْنا السَّواقي
.......................فِصرْنا عِطاشاً نَعُبُّ الشُّجونْ
وَصرْنا مَطايا لِكلِّ دَخيلٍ
...............................وكلِّ زَنيمٍ وَكلِّ خَؤونْ
ونحنُ الأباةُ أبَيْنا الخُنوعَ
......................أنحني الرُّؤوس لِمنْ يركبونْ
كَفانا خَنوعاً، لنَحيا كِراماً
..................نعيدُ الجُسورَ ونُحيي الحصونْ
ونقحَمُ صعباً لنفتحَ دَربْاً
.....................لِكلِّ المَعالي لئلا لا نَهونْ
وَقفْتُ احتِفاءً بِدُرِّ المَعاني
..................أغالِبُ دمْعي وَقلبي حزينْ

دائمًا ما تتحفنا بهذه الابيات الجبارة وهذه الردود التي تدل على قوة الموهبة ورصانة الفكرة
كل الشكر لك اخي الحبيب
ولا حرمني الله مرورك

لآلئ المعاني جمعت في قصيدة مؤثرة صيغت ببراعة، ووبوجع ملأ الحروف
رسمت بحرقة واقعنا برصد عميق، وكان الحرف أنينا شجيا حزينا
نكأ الجروح فسالت الدموع من العيون
دام حرفك صرخة غضب تبتر واقعنا البليد بسيف صدقها
وبورك عطاء المشاعر وجمال الكلم.

نص رائع راقى المعنى يحمل رسالة ترجمت واقعا إليما ..خالص الشكر شاعرنا الرائع

الاديبة الراقية الرائعة نادية محمد
كلماتكم وسام على صدري
ومروركم نور اضاء نصّي
فلكم كل التحية والتقدير والاحترام

الشاعر الأديب الأريب والصديق الحبيب عبد الحكم مندور
مروركم صك التوثيق لأي نص

كل التحايا العطرة لكم ولمروركم الطيب الكريم

الله أكبر
هذا ما يحصل بالضبط
ولا تنس أيضاً
أننا نأرق وهم نائمون
ونصمت وهم يتحدثون
تباً لهم وتباً لنا أن أطعناهم وكنا لهم الجسر وهم يعبرون

أبدعت ..
تحية ... ناريمان

نعم
وأكثر من ذلك استاذتنا
بوركتِ
وبورك مرورك
ودائما تثقلين نصوصنا وتعبرين عليها بسحر ألِقٍ
فلك منا التحية والتقدير والاحترام