وكَأنَما كَانَت هُنَا لَيِلى
قصيدة نثر

........................

وكَأنَها كانَت هُنا، لَكِن

لَمْ يَعُدْ فِي المَدىَ رائِحَةُ عِطرِها



ولَم يَعُدْ هَذا المَكَانُ بِقادرٍ عَلىَ حَمْلِ سِحرِها

وكَأنَ طائِرَ العنقاء حَمَلتها بَعيداً لعُشِها



وكأنَها كانت مُنذُ قَليِل فَقَط

وكأَنَها نَسِيت فِي المَكَانِِ عُلبةَ زينتها وعطرها،

وعُلبَةُ سَجائرٍ تَحمِلُها دوماً من أجل الصورة الزيتية

التي تريد أن أرسُمَها لها



وكأنَ السماءَ أيضاً كانت سعيدةً بحضورها

وكأن الأَرضَ احتفلت ورقصت معها



وكأنها كانت هنا ليلى منذ زمنٍ قصيرٍ

ولكنني أكتشفتُ بأنني فقط كنتُ بواهم



***



وكأنَها غَنت لي منذ قليلٍ، داعبت شعري

لكن من فرط إحساسي ببعدها، هنا ظننتها



ترجمت قصائد الحب التي قرأتها من اللغات العنيدة

حتى توهمتُ بأنها قد أصبحت واقعاً لي ولها



أفقت من الحلم كي لا أجدها

يا ليتني طوال العمر بقيت نائم

وبقيت ليلى بالقرب مني هنا



يا ليلى ليتها قصائد الحب تصبح حقيقة

ولكنها قد خانتني التراجم



ظننت أن كلام الحب في الكتب القديمة قادرٌ على التحول

لكنني أكتشفت بعد أن رحلت، أنها حقاً لم تكن هنا



وكأنني كلما قرأتُ سوناتة، وقررت ترجمتها

قرأت قصة الحب التي فيها

لهذا القلب المزعج فيّا

وكلما إنتهيت منها، وجدته نائم



وكأنها كانت هنا ليلى من غير ما رجل يحرسها

ولكنني افرط في في تصديقي لما ترجمت من لغة العوالم

وافراطي في تصديق أساطير الحب القديمة عن عشتار وجلجامش

ظننت حقاً بأنها، كانت هنا



***



وكأنكِ كنتِ هُنا، وكنتُ أنا فيكِ

وبقيتُ أُحِبُنيِ



لكنها، من الندرة أن تصْدق الأحلام

وتصير واقعاً لحالم.



وكأنما كانت هنا ليلى، ولكن

قد يعشق المجنون وهمه،

ويعيش ما تبقى من عمره حالم



***



منذ أن بحثت في النصوص القديمة عن حب

لم أجد إلا وجع يدون في السطور

وقلباً يمزقه حراس القصور



وكأنها كانت هنا بالقرب من قلبي وحلمي

ليلى ...

في هذا المكان تماماً

وكأنها كانت مثل الزمان

في هذا المكان



كانت، وكان ولم يزال

وسيبقى دائماً غضا

قيد الإنشاء

مصاباً بهوس الشعر والأساطير



ولكن، كأنما كانت هنا.






قلم : مهند صلاحات
كاتب فلسطيني
SALAHATM@HOTMAIL.COM