عفوا .. لقد أجهضتِ قلمي .

لا زال ثرى بكائه نديا على صفحات أجندتك الحزينة ، التائهة بين ممرات الحياة وأزقتها المظلمة . منذ ساعاته الأولى في خنادق الألم الجميل ، يتجرع مرارة مداده القاني . دمعة مقدسة ، يجرها عنوة من سحيق أنين مداده ، يصبها قالبا من عشق حزين ، مليء بفرح يحتضر .
حتى صرخات الميلاد ، ورغم انعدام يقينه بها عينا ، إلا أنه اراقها شعورا وإحساسا . استلهمَ الشعر أسى من مقلتيك ، وارتشفَ الحب سحرا من متعة محياك .

نم أيها الضئيل .. اسكن في إحدى زوايا طريقك الوعر ، واستشعر قدسية دمك ، فلتدمع عينك مسكا بدلا من دم ، ولتضحك حزنا على رخصها .

ها أنت تتضور جوعا وألما وحسرة ..أصبحت طرقات ( مسقط ) غريبة وخانقة رغم اتساعها ، ومظلمة رغم اتشاحها بالنور .. اختلطت كل الجهات كغيرها من المشاعر ، تقبع في زاوية المسجد درويشا لا يزيده زهده إلا انطواء وصغرا ، رغم ضخامة العملاق في حيز الزاوية .

سيدتي .. لقد أجهضت قلمي .. لم يعد يحمل سوى بقايا من مداد ميت فهو لا يقوى على استيلاد الكلمة .
لكن قدسية روحه تومئ بكلمة خالدة .. أحبك .