في مُنتصفِ الليل ..
خَفَتت أنوارُ المدينة ...
تدريجياً ..
وصمتت ازقتها ..
تشكُو أعمدة الممرات ..
وَحدتها ..
فلا يُؤنِسُها سوى ..
نِبَاح كلبِ ضال ..
في مكان ما ..
يتخلَلُ نِبَاحه ..
سُكُونَ الليل الرَطِب ..
تَهُب نسمة ذكرى مضت ..
فيتأرجَحُ لها قلبي ..
يمنةً ويسرةً ..
داخل صدري الخَاوي ..
الذى انطفئت انوَارُ حُبِه ..
فلم يعد له مكان في معرض الأحبة ..
تلك اللوحات الخالية ..
من صور اصحابها ..
هل هم ذهبوا بِإرادتِهم ..
أم أصبحت ... قَاسِية المضطجع ...
تلك البراويز المليئة ..
بِعَبقِ احبابها ..
يسألُني الاحبابُ ..
أين براويزهم ..
لستُ أدري ..
لعلها في طرف المدينة ..
حيثُ مصدر النِبَاح ..
نعم ... هناك ...
حيث تكثر شواهد القُبور ..
وتختلط اللوحات ..
بِعَبق البراويز ...
ويتعالى بكاء الاحباب ..
يحكي اعصار الحياة الهادِئ ..
قسوة البشر ...
وينكر العاشقين ..
مأساة السنين ..