دخلت الغرفة ببياض ملابسها وتنقلت بالنظرات علي الجدران الزرقاء والخطوط السوداء ...
بينما تقلب النظرات تعثرت بخطوط زرقاء مكتوبة علي الجدار ألمتها تلك الخطوط .. حملتها وخرجت بها من الغرفة لتدخل غرفة أخري وتضعها بها ..
عندما دخل صاحب الغرفة !
استثار غضباً وحمل الخطوط وذهب للمحكمة
كان القاضي وعين المستشارين ومحامي الإدعاء وعين الحضور أما المتهمة فلم يكن لها مكان للحضور بينهم وتُمنع من دخول المحكمة ...
عرض القاضي القضية وبدأ المستشارون بالكلام والطعن في المتهمة أما محامي الإدعاء فبقي صامت حتي ينهي الجمع تعليقاتهم
ما إن انتهي المستشارين بدا بالكلام ...
حضرت القاضي .. حضرات المستشارين مافعلته المتهمة خيانة عظمي و.." بدأ هو الأخر بالهجوم علي المتهمة "
وبقيت المحكمة تعج بالأصوات المنددة والمستنكرة والقاذفة للمتهمة التي تبقي وراء الستار

انتفضت المحكمة والقضية مازالت عالقة بين ألسنتهم وذهب الحضور والقاضي والمستشارون لمتابعة شئونهم ثم العود مرة أخري للقضية بعد الانتهاء

في الطريق صادفت المتهمة احد الأعضاء ... فأخبرها بالمحكمة و ماحدث فيها وبالقضية
تفأجات من هول ماسمعت فكيف تنعقد محكمة وتتهم بقضية بمكان لاتستطيع دخوله وعدم وجود قضية لأجل القضية

حملت أوراقها والخطوط الزرقاء وتوجهت لتفتح جلسة جديدة بمكان تستطيع دخوله ويستطيع الجميع قول كلمة حق فيه
ابتدأت الجلسة وكانت محامي دفاع في حضور أعضاء ومستشارين محكمة القاضي ولايوجد قاضي ليحكم في القضية
سردت القصة والأحداث وقدمت الدلائل والبراهين والتفسيرات وفتحت المجال لمن يرغب بالحديث
بدأ المستشارين بالهجوم وتوجيه الاتهامات وبقيت صامتة لاتتحدث أما الأعضاء فتقاذفوا الكلمات ..
أصبحت القاعة تعج بالفوضي وتعالي الاصوات وكان من بين الأصوات صوت يسير علي استحياء بنصيحة للمتهمة بفض الجلسة للمصلحة العامة

فضت الجلسة وبعدها بقليل فتحت جلسة أخري تعتذر ممن اخطأ بحقها وتعفو عمن تقاذفها ...
بعد لحظات من افتتاحها جاء القاضي يرسل سلامات لحراس المحكمة ويطلب منهم اغلاق القاعة بعد فض الجلسة دون أن يسمع محامي الدفاع للمتهمة

ومازال القاضي يسرح ويمرح في جلسات بلا قضية والمتهمة معلقة هناك بين ألم المتهِمين لها وألم واقع تحياه
وتنتظــــــــــــــــــــ ـــر رأفاة من القاضي لينطق بالحكم

فالإعدام أصبح افضل عندها من الحياة والتنقل بين الجلسات